مفاجأة جديدة عن “زواج وائل كفوري بالسرّ من شانا عبود” أول صور من كواليس فيلم “بنات فاتن” تجمع يسرا وهدى المفتى وباسم سمرة كواليس تعاون الشامي وتامر حسني.. في أغنية وحفل جماهيري سرقة غير مسبوقة.. رئيسة جامعة تفقد ملايين الدولارات من منزلها نصائح للحفاظ على المودة الزوجية اضطراب يجعل ديفيد بيكهام يرتب الزجاجات فى الثلاجة وينظف الأطباق بالحوض فنانة شهيرة تتمنى أن “تموت محجبة”.. من هي تفاصيل تظلم هيفاء وهبي من قرار الموسيقيين بمنعها من الغناء عادات تدرب العقل على الإحساس بالسعادة بكلفة 175 مليار دولار… مشروع “ذهبي” لترامب: “يمنع الهجوم ولو من الفضاء”! هزة أرضية تضرب إسطنبول وصف زوجته بـ”البومة”… فتدخل القضاء استخراج “جسم معدني غريب” من أمعاء طفلة! على وقع المجازر بغزة.. السلطة الفلسطينية تضع عينها على سلاح المخيمات بلبنان دفاعًا عن الدولة! بين عمان ودمشق: دبلوماسية الفرصة الأخيرة المجلس الأعلى للتنسيق الأردني - السوري: نحو مأسسة التعاون الثنائي رئيس هيئة الأركان المشتركة يلتقي وزير الدفاع الاتحادي ورئيس أركان الدفاع الألمانيين بيان مشترك عن اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة الارصاد : حالة الطقس من الأربعاء إلى السبت

قَلَمٌ وَمُسَطَّرَةٌ ومِمْحَاةٌ

قَلَمٌ وَمُسَطَّرَةٌ ومِمْحَاةٌ
الأنباط -

 بعْدَ عُطْلَةٍ طويلة, أَقْتَرِبَ الْعَامَ الدِّرَاسِيَّ وَبَدَأَ عِيدُ الْأَطْفَالِ, اكْتظت الْمُكَاتِبُ وَالْأَسْوَاقُ بِالنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ, قَلَمٌ وَمُسَطَّرَةٌ ومِمْحَاةٌ يُرْفِقُهَا دَفْتَرٌ صَغِيرٌ لِكِتَابَةِ الْمُلَاحِظَاتِ, وَمُسْتَلْزَمَاتٍ أُخْرَى تَحْوِيهَا حَقِيبَةُ الْمَدْرَسَةِ الْجَدِيدَةِ ,لَا أُبَالغ وَلَكِنَّهَا حَقِيقَةً كَانَتْ لَيْلَةً مُمَيَّزَةَ تَمْزُجُهَا بَسَمَةُ الْأَطْفَال, وَفَوْضَى الْبُيُوتِ فِي الْمَدِينَةِ, أستعداد لِأَوَّلِ يَوْمِ دِرَاسِيّ . السَّاعَةُ الْعَاشِرَةُ وَنِصْفُ لَيْلًا,أَصْوَاتُ عَقَارِبِ السَّاعَةِ , زِيٌّ مَدْرَسِيّ مُعَلِّق وَحَقِيبَةَ الْمَدْرَسَةِ نَائِمَةً بِجَانِبِ ذَلِكَ الطِّفْلِ , وَهُدُوءُ الْمَدِينَةِ بَاتَ وَاضِحًا .

فِي صَبَاحِ أَوَّلِ يَوْمٍ دِرَاسِيّ, شُعَاعُ الشَّمْسِ الْخَفِيِّ, أَمْ صَوْتُ أُمِّي وَأَبِي يُوقِظُنِي لِلْمَدْرَسَةِ, أَظُنُّ أَنَّ شَوْقَي لِهَذَا الْيَوْمِ وَلِأَصْدِقَائِيِّ هُوَ مَنْ أَيْقَظَنِي, أَسْرَعْتُ لأرتداء الزِّيَّ وَ سَاعَدَتْنِي أُمُّي لِوَضْعِ حَقِيبَةِ الْمَدْرَسَةِ عَلَى ظَهْرِيَّ , ثُمَّ كَالْمُعْتَادِ أَخَذَتْ لِي صُورَةً تَذْكَارِيَّةً, وَذَهَّبْتُ مَعَ أَبِي لِلْمَدْرَسَةِ , كَانَتِ الشَّوَارِعُ مُكْتَظَّةً فَلَيْسَ فَقَطِ الْمُوَظَّفُونَ يملأونها بَلِ الطُّلَاَّبُ أَيْضًا , طُرُق يَسِيرُ فِيهَا طُلَاَّبُ الْعِلْمِ , صَوْتُ الْجَرَسِ وَطَابُورُ الصَّبَاحِ , الأذاعة الْمَدْرَسِيَّةَ وَدُخُولَ الصَّفِّ بِرِفْقَةِ الْأَصْدِقَاءِ وَمُعَلِّمَةٌ جَديدَةٌ , كَانَ يَوْمًا جَمِيلَا , تَحَدَّثْتُ لِأَصْدِقَائِيٍّ عَنْ عُطْلَتِي و أستمعت إِلَيْهِمْ , مُعَلِّمَتَي كَانَتْ مُحِبَّةً وَجَمِيلَةَ, رَحَّبَتْ بِنَا لِلْعَامِ الدِّرَاسِيِّ الْجَدِيدِ وَأَسْتَلمَنَا كُتُبَ هَذَا الْفَصْلِ . أُمُّي يَجِبْ عَلِيَّيْ أَنَّ أقْرأَ أَوَّلَ دَرْسٍ مِنْهُمْ, هَكَذَا قَالَتْ مُعَلِّمَتُي وَلَنْ أُخلِّفَ كَلَاَمهَا .

فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ الرَّابعِ, بَدَأَ عَدَدُ الطُّلَاَّبِ يَتَقَلَّصُ بِالْمَدْرَسَةِ, وَمُعَلِّمَتَي لَا تُرِيدُ أَنْ تُعْطِينَا دِرْسًا. أَمَّا عَنِ الْيَوْمِ الْخَامسِ, فَكُنْتُ نَائِمًا فِي الْبَيْتِ كَبَاقِيِّ الْأَطْفَالِ . عِنْدَهَا عَلِمْتُ مِنْ أُمِّي أَنَّهُ إِضْرَابُ الْمُعَلِّمِينَ عَنِ التَّدْرِيسِ حَتَّى يَأْخُذُوا حُقوقَهُمْ. وَلَكِنَّ يَا أُمَّيْ أَلَسْتُ أَنَا صَغِيرًا لِتَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّةَ حُقوقِ الْمُعَلِّمِ, لِتَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّةَ أَنَّ الْحُكُومَةَ لَمْ تُوَافِق عَلَى طَلَبِهِم, ماذنبي أَنَا, لِيَتَعَلَّمَ طُلَاَّبُ الْبِلَادِ الْأُخْرَى, وَأَنَا أُظَلُّ أَنْتَظِرُ ذَلِكَ الْخِلَاَف بِبَلَدِيِّ أَنْ يُحَلَّ , هُم الْكُبَّارُ وَنَحْنُ الصِّغَارُ, هُم الْمُعَلِّمُونَ وَنَحْنُ الْمُتَعَلِّمُونَ, هُم الأجداد والأباء وَنَحْنُ الْأَجْيَالُ, نَتَعَلَّمُ مِنْهُمْ لِنَكْبَر وَتَنْضَج عُقُولُنَا, لِنَبْتَكِرُ وَنُبْدِعُ, لِنُسْهِمَ بِبِنَاءِ مُجْتَمَعِنَا, لِنَكُونَ فَخْرًا لَهُمْ يَوْمًا مَا, لَمَّا لَا تَعَلُّمُ الْحُكُومَةَ أَنَّ الْمُعَلِّمِينَ هُمْ الْعِلْمُ وَالطَّرِيقُ وَالنُّورُ, هُمْ سَبَبٌ لِيُزْهِرَ وَيَرْتَقِي هَذَا الْمُجْتَمَعِ, فَبِحَقِّهِمْ مَاذَا يَنْتَظِرُونَ, لَا نُرِيدُ إجَازَةً أكْبَرَ, فَعُقُولَنَا دَخَّلَت بِسُبَاتٍ وَكَادَت أَنَّ لَا تُوقَظ .

ضَاعَ الْعِلْمُ وَالْمُعَلِّمُ بَيْنَ الْأَرْجَاءِ يتخابطون, أَصْوَاتُ الطُّلَاَّبِ لِلْمُعَلِّمِينَ يطالبون بِحَقِّهِمْ فِي التَّعَلُّمِ مِنْ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ لِعَامِهِمِ الدِّرَاسِيِّ, وَ أَصْوَاتُ الْمُعَلِّمِينَ لِلْحُكُومَةِ تَعْلُوهُمْ لِلْمُطَالَبَةِ بِحُقوقِهِمْ فِي الزِّيَادَةِ, وَالْحُكُومَةُ تُنَادِي بإسمهَا وَقَرَارَاتِهَا, وَالْكَلُّ يُطَالِبُ بِحَقِّهِ مِنَ الْآخر , إِلَى مَتَى سَنَظلُّ نَحْنُ الطُّلَاَّبُ نَائِمُونَ؟؟

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير