كتّاب الأنباط

شخصيات متحولة ... !!!

{clean_title}
الأنباط -

 نايل هاشم المجالي

الانسان يستطيع التعبير عن الحياة وتقلباتها من خلال الكثير من الوسائل منها الكتابة ومنها الاحياء بكلمات شعرية تدغدغ المشاعر ومنها الرسم والغناء وهكذا. حيث ان هذه المشاعر تلامس كل شيء دون ان تدخل في الاختلاف الفكري بل تدك القلوب الجامدة وتكبح جماح النفس الشاردة فالانسان يجمع بين الحب والكره او الغدر كذلك يجمع بين الفن والعنف حيث ان الانسان في عصرنا هذا اصبح يعيش تقلبات كثيرة في يوم واحد حين يكون مطمئناً ثم يتحول الى نَفسٍ أمارة بالسوء او لوامة او يصيبه الاحباط واليأس. انها معطيات الحياة المعاصرة التي جعلت من العالم قرية تجعل الانسان يطلع على كل ما فيها من احداث وازمات وقتل ودمار وتدخلات حتى في شؤون الدول المسالمة كما تتحول نفسية الانسان حسب قاعدة القبعات الست تارة نجده احد الوجهاء المهيمنين المصلحين الواعظين وتارة احد زبائن الاندية الليلة او المقاهي وتارة من رواد المساجد وهكذا لكن رغم كل ذلك يجب ان يبقى الخير والعطاء والانتماء في نفسه ولا نبحث عنه في مكان آخر فالمناصب اصبحت تغير كثيراً من الشخصيات من ايجابي الى سلبي ليكون من الشخصيات المتحولة فهو كان ينتظر هذه الفرصة ليتسلل إليها خلسة وعبر كثير من الوسائل وكلنا يعلم ان العصفور لا يحب ان يغرد على الشجرة الميتة فلا اظن ان أحدا بهذا الاسلوب يستطيع ان يتعامل معه ان لم يكن متواضعاً محباً للتعاون والعمل البناء المشترك متفهما متعقلا متطورا لا مسلوب العفوية والمؤاخاة الصادقة وتقبل افكار الاخرين واستيعابهم لان في التحول من الايجابية الى السلبية خطورة وانعكاسات سلبية ووقت ضائع فعليه ان يعيش بوجه واحد في البيت وفي العمل وفي الحياة ورحم الله من قال من عاش بوجوه متعددة لن يكون عند الله وجهاً .

كثيرة هي الشخصيات الرسمية التي حظيت بدعم اصحاب القرار لثقته فيهم ليتولوا مناصب ومسؤوليات جمة لعلمهم وفكرهم النير وتوسع مداركهم بالعمل ومواكبتهم للتطور لكن ما نلبث الا ونجدهم يتحولون الى شخصيات جديدة مختلفة عما كانت لا ترغب بمقابلة احد او انك تحتاج الى واسطات ومقربين اليه لتراه وتجتمع معه من اجل قضية فيها مصلحة وطنية لا يعني دعم صاحب القرار لتلك الشخصيات انه اصبح متميزاً مترفعاً عن الاخرين لا بل يجب ان يتم تقييمه منذ تولي مسؤولياته الرسمية وكيفية وآلية تعامله مع الموظفين والمراجعين وهل يتبع اسلوب الانغلاق ام الانفتاح وبناءاً عليه يتم اتخاذ القرار المناسب في بقائه او الاستغناء عن خدماته لانه بهذا الاسلوب لن يخدم الوطن ولا المواطن ولن يكون ثقة للامانة التي حمّله اياها صاحب القرار فتقييم الاداء يجب ان يكون وفق معايير وضوابط معينة من خلالها يتم جمع الملاحظات الكافية عن ادائه وتشخيص هذا الاداء داخل مؤسسته او خارجها وضبط السلوكيات السلبية ومدى انتاجيته للعمل وجودة الانتاج العملي وهناك معايير لها علاقة بالصفات الشخصية مثل مدى اعطائه الاهتمام والانتباه للمراجعين وقدرته على ضبط النفس في المواقف المختلفة فمعايير التقييم يجب ان تكون شاملة حتى ناتج الاداء وسلوك الاداء والانعكاس الايجابي او السلبي ونقاط القوة والضعف حتى يتم اجراء العملية التصحيحية والتقويمية لادائه وتصويب الانحرافات وهل يعمل بشكل فردي ام جماعي لتحقيق المصلحة العامة المشتركة ومرونته وقدرته على التعامل مع المتغيرات المختلفة والتقلبات التي تطرأ على بيئة العمل والتعامل مع الازمات المختلفة والعمل تحت ضغط المهام والمتطلبات الوظيفية دون ضجر او ملل وهذه مسؤولية الفريق المتخصص المحيط بصاحب القرار الذي حمله مسؤولية امانة المنصب والاداء لخدمة الوطن والمواطن وليبقى هذا المسؤول يحسب الف حساب لأن يكون بوجه واحد وليس بعدة وجوه لان ذلك يضر بالمصلحة الوطنية .

كذلك نجد البعض منهم متعصبا لرأيه ولا يريد من احد مراجعته بقراراته رغم انها تحمل الصواب والخطأ فبعضهم يرى في نفسه من الحكمة والخبرة ما لا يراه الاخرون فيه ويريد التحكم في اراء الاخرين بدل ان يكون مرجعا لهم يتبادل معهم الاراء. ونحن لسنا في زمن الرأي الواحد الذي لا لبس فيه والى متى يظل هؤلاء يؤمنون بقانون الهيمنة والسيطرة وهل النفوس المدعومة من الصعب اقناعها بخطأ ما او ان تتراجع عن قرار يضر بالمصلحة العامة او مصلحة الوطن .

Nayelmajali11@hotmail.com

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )