الملك يهنئ هاتفيا الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بانتخابه مندوبا عن الملك، الأمير غازي يحضر جانبا من حفل تدشين كنيسة معمودية السيد المسيح للاتين في المغطس التاريخ لا يرحم الأغبياء... العيسوي: رؤى وتطلعات الملك تسير بالأردن نحو مستقبل أفضل الذهب يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية وسط ترقب لبيانات أميركية الشرع يلتقي وزير الخارجية الايطالي د. حازم قشوع يكتب :لبنان جوزيف عون رئيسا ؛ جبهتنا الداخليه زخات مطرية متوقعة الجمعة وتحذيرات من الصقيع والضباب خلال الأيام القادمة الحاج توفيق: صفحة جديدة في العلاقة مع غرفة دبي ميقاتي يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ووقف خروقاته للبنان د.بيتي السقرات يكتب:"التعليم في الأردن: من مجد الماضي إلى تحديات الحاضر ورؤية للإصلاح" فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء الوسطية غدا وفيات الجمعة 10-1-2025 حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على المملكة اليوم شرب القهوة صباحا هو الأكثر فائدة 3 أحداث عربية "مزلزلة" هي الأبرز عالميًا عام 2024 الجلوس لفترات طويلة .. ما الذي يفعله بجهازك الهضمي؟ الذكاء الاصطناعي يزيح البشر في 41% من الوظائف! صحيفة عبرية: مقترح إسرائيلي لعقد مؤتمر دولي لتقسيم سوريا

أدبيات الحوار

أدبيات الحوار
الأنباط -

 أ.د.محمد طالب عبيدات

لغة الحوار لغة حضارية تؤول حتماً لتوافقية وتفهّم وقبول من أطراف الحوار، وبالتالي تكون النتائج مُرضية للجميع وفيها مرونة حيث لا تخندق ولا تعنّت ولا تزمّت ولا تعصّب بالرأي ولا تجييش أو إصطفافات، حيث يكون أساس الحوار رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب، ولهذا فإن تطبيق أدبيات الحوار على الأرض كلها مؤشرات على درجة من الرقي والسمو بالتفكير لعقليات منفتحة لا متقوقعة ودون مهادنة في المصالح العامة:

1. الحوار يكون لفحوى الموضوع دون شخصنة البتّة، ويكون بعرض وجهات النظر كلها دون تقوقع، وبالتالي يكون التركيز على التحليل والمقاربة الموضوعية دون الشخوص، وتقاس درجات الرقي للناس بقدر تركيزهم على الموضوع وعدم تطرّقهم لصفات أو طبيعة أو ماهية الشخوص.

2. الحوار يكون بالإيمان بالمخرجات التوافقية وأسلوب الإقناع وعدم القطع بالنتائج، ولذلك تلتقي الأطراف المتحاورة في المنتصف أو بين الطروحات على الطاولة، أو بالإيمان بالأفكار بتشاركية أو عن قناعة.

3. الحوار أحياناً يؤول لحلول وأفكار إبداعية خارج الصندوق، ولذلك ربما يتم طرح أفكار جديدة تكون توليفة للأفكار المقترحة من أطراف الحوار شريطة إتفاق جميع الأطراف عليها.

4. الحوار غير الجدل البيزنطي، فالحوار لا تزمّت للرأي فيه وفيه الإنصات والإعتدال والبعد عن الغضب وفيه طروحات تتماشى مع الطرفين، بيد أن الجدل البيزنطي فلسفة لإسكات الطرف الآخر دونما تمخّض لحلول ويكون النقاش فيه

لمجرد النقاش.

5. الحوار أساسه الإحترام للآخر من خلال استخدام الألفاظ المناسبة والحسنة والإبتعاد عن التجريح والألفاظ البذيئة والسيئة، وبالتالي الحوار يُفضي ثقافة تنمية سياسية وثقافة مجتمعية أساسها الإحترام والمرونة والسلاسة دون أي إساءة أو تزمت أو تشدد لفرض رأي معين.

6. مطلوب الحوار الإيجابي والصحي وهو الحوار الموضوعي والتحليلي الذي يرى الحسنات والسلبيات في الوقت ذاته، ويرى العقبات ويرى أيضا إمكانيات التغلب عليها، وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها وهو الحوار المتكافئ، الذي يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي، ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين الناس وآداب الخلاف وتقبّله.

7. مطلوب البعد عن الحوار السلبيي كالعدمي أو التعجيزي أو المناورة أو المزدوج الملىء بالتورية أو السلطوي أو السطحي أو الطريق المسدود أو الإلغائي أو التسفيهي أو البرج العاجي أو الإستخفافي أو المعاكس أو غيره.

8. مطلوب تقبّل نتائج الحوار أنّى كانت وحتى لو كانت عكس قناعاتنا أو مطالبنا فذلك قمّة الحضارية والرقي، وبنفس الوقت مطلوب التراجع عن الخطأ والإعتراف به، فالتراجع عن الخطأ والرجوع للحق فضيلة.

بصراحة: لغة وأدبيات الحوار الإيجابي يجب أن تُوجد ثقافة مجتمعية يتربّى عليها الشباب منذ الطفولة،

وبالتالي نُربّي جيل يحترم الآخر ولا يُشخّصن الأمور ويتعامل مع الموضوع المطروح بأفكار جديدة إبداعية، ونحتاج أن يصبح الحوار قيمة وطنية لهذه الألفية لينعكس على علاقاتنا ببعضنا البعض وننبذ مجتمع الكراهية ونستبدله بالتسامح والرحمة والمحبّة والإبداع.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير