البث المباشر
أسبوع متقلب بطابع بارد وزخات مطرية بعض المناطق خطر يهدد الهواتف عبر منافذ الشحن العامة ‏مصادر : الشرع يقيم في قصر تميم خلال زيارته لقطر فتية التلال… وحوش مدعومة رسميًا فرض الاستقرار في المنطقة نفوذ الإسلاميين: بين الحظر المحلي والتصنيف الدولي عصر انتشار الكراهية الرقمية الملك عبد الله الثاني: فخر واعتزاز بتواجد النشامى في مونديال 2026 الحاج المختار احمد جميل بخيت الجغبير ابو جميل في ذمة الله ‏السفير الصيني في عمّان: 100 مليون دولار دعمًا لفلسطين في أكبر دفعة بتاريخ العلاقات ‏ تحذير صادر عن إدارة الأرصاد الجوية اليسار التقدمي الديمقراطي الاردني ماذا ينتظر … مهدي منتظر ينقذه قبل أن يحتضر؟ "حينُ يطرقُ الأردنُّ بابَ الأسطورة… بين ميسي والتاريخ" قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع مذكرة تفاهم لبناء وتطبيق نظام حديث لادارة مواقف للسيارات قائم على التكنولوجيا المومني: انجاز 25% من خطة المسح الوطني للشباب 2025 جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة تعميم صادر عن الهيئة البحرية الأردنية بشأن الحالة الجوية المتوقعة وتأثيرها على النشاط البحري د. عمّار محمد الرجوب قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي

أزمة قيادات

أزمة قيادات
الأنباط -

 بلال العبويني

الحقيقة المرة التي يجب الاعتراف بها أن لدينا أزمة على مستوى القيادات، وليس محاولة الغوص في البحث عن بديل لموقع رئيس الوزراء في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الدولة إلا مؤشر مهم للدلالة على ذلك.

على مدار السنوات الماضية لم يتقدم إلى الصفوف الأولى للعمل العام سواء سياسيا أو اقتصاديا أو حتى اجتماعيا الكثير من الشخصيات، بل ظل من اعتاد من الأردنيين على مشاهدة صورهم مسيطرين على المشهد حتى بدت الدولة وكأنها شاخت، لا يسري في عروقها دماء جديدة، إلا بـ "القطارة".

لذلك غالبية البرامج والمبادرات التي تحدثت عن ضرورة إشراك الشباب (من كلا الجنسين) في العمل السياسي العام وصنع القرار، يمكن الحكم عليها بـ "الفشل"، والدليل ما نشهده من نتائج، ذلك أن المسؤولين التقليديين في الدولة لم يتعاملوا مع الأمر على نحو جاد، بل تعاملوا معها على أرضية "الفزعة" التي سرعان ما تتلاشى.

إن غالبية من يتسلم زمام الأمور في الدولة هم من الذين تزيد أعمارهم على الخامسة والخمسين عاما، ومن هؤلاء ما زال ينظر إلى الشباب على أن عودهم طري وغير مؤهلين للقيادة، بل لم يبد غالبيتهم جهدا لتأهيل من هم أصغر منهم عمرا ليكونوا قياديين، لذلك فإن بعض المحاولات لتقديم بعض الشباب للصفوف الأمامية شابها الضعف لعدم الخبرة أو عدم التأهيل المناسب.

فالشباب ما زالوا يتعرضون للتهميش بعدم الإيمان بقدرتهم على القيادة والإبداع، وهذا الواقع ليس مقتصرا على الجهاز الحكومي والرسمي في الدولة بل وينسحب على مؤسسات المجتمع المدني التي تشكل الأحزاب أبرز عنوانها.

لنستعرض الخارطة الحزبية، هل من الممكن أن نشهد شابا يتقلد منصبا قياديا؟، بالتأكيد لا، وبالتالي فإن كانت الأحزاب التي من المفترض أن تكون مصنعا لانتاج القيادات الحزبية والسياسية تعطل قوة بشرية مهمة في صناعة مستقبل الدولة، فما هو حال باقي قطاعات الدولة إذن؟.

والتهميش، إن جاز التعبير، لدى الإناث أكثر من الذكور، ويتجلى ذلك مما نشهده اليوم من جدل في طرح اسم سيدة لتولي منصب رئيس الوزراء.

في الدستور، ليس هناك ما يمنع، غير أن العرف أن التاريخ الأردني لم يشهد تولي إمرأة المنصب الأرفع في الحكومة، على الرغم من أن هناك من هنّ مؤهلات للمنصب وربما يكون من بين المطروحة أسماؤهن من هي أكثر قدرة وكفاءة من بعض الرؤساء الذين تقلدوا مناصبهم في تاريخ الدولة.

اليوم، وبما أنه ثمة استعصاء على مستوى انتاج القيادات الشبابية، وهو غير مبرر بالمناسبة، فإن الأولوية تكمن في ضرورة الاستفادة من قوة بشرية مهمة في المجتمع وهن الإناث حتى وإن كان من بينهن من تجاوزت الخامسة والخمسين من عمرها، وأظن أن الوقت حان لتتولى امرأة تمتاز بالكفاءة والقدرة المنصب لعل وعسى أن تستطيع انجاز ما لم يستطع إنجازه رؤساء كثر مروا على الدولة.

خلاصة القول إن الإبقاء على ذات الوجوه أو على ذات الطريقة في تسييل القيادات الجديدة بـ "القطارة" للمشاركة في صنع القرار من شأنه أن يصيب الدولة بـ "الشيخوخة" ويعطل تدفق الدماء إلى عروقها، ومن شأنه أنه يجعلنا أمام استعصاء مرير في البحث عن البديل، كما هو الحالي اليوم.

انتاج القيادات الجديدة لم يعد ترفا بل هو حاجة ملحة، يجب تهيئة الظروف المناسبة له بشكل علمي مدروس، لا بشكل مشوه كما في بعض الحالات التي أفرزتها الانتخابات والتي كانت بدفع من قوة المال أو العشيرة لا بدفع من القدرة والتجربة والكفاءة.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير