يوجد في جسم الإنسان حوالي 3 ملايين غدة عرقية، تعمل بتأثير النظام العصبي اللاإرادي لإفراز العرق. وعادة ما يفرز الجسم العرق عندما ترتفع درجة الحرارة، أو عند قيام الجسم بمجهود شاق، فيخرج العرق على الجلد ليبرده أثناء التبخر.
ولكن، ليس هذا فحسب، فمن الممكن أن تكون قطرات عرقك تحتوي على معلومات مهمة تشير إلى أنك تعاني من مشكلة صحية أو خلل في العناصر الغذائية.
إذا أردت أن تعرفالمعلوماتالتي يخبرك بها عرقك عنصحتك، فتابع قراءة هذا التقرير.
هناك نوعان من الغدد العرقية المنتشرة في الجسم؛ غدد مفرزة وغدد مفترزة. تمتد الغدد المفرزة في أجزاء كثيرة من الجسم، وتنتج عرقاً عديم الرائحة يخرج منها إلى الجلد مباشرة. أما الغدد المفترزة فتتركز في الإبطين ومنطقة بين الفخذين وأعلاها، وتفرز عرق عديم الرائحة في بصيلات الشعر، ويخرج بعدها إلى الجلد ويتكسر بمجرد مواجهته للبكتيريا الموجودة على الجلد فينتج الرائحة الكريهة.
هذا يعني أن عرق الغدد المفترزة تصبح رائحته كريهة بعد تعرضه للبكتيريا الموجودة على الجلد.
يشيع إفراز عرق الغدد المفترزة تحت الضغطالعاطفي، لذا تظهر رائحة العرق الكريهة عندما تتعصب. وقد تقع تحت تأثير الضغط والضيق العاطفي نتيجةالألمأو الإهانة أو الغضب. وهناك عدةعلاماتتدل على وقوعك تحت تأثير الضيق العاطفي، من بينها اضطراب النوم إما أكثر من اللازم أو أقل، وتقلبات الوزن، وظهور أعراض مرضية جسدية غير مبررة، والنسيان والتعب.
عليك حينئذ تجربة أساليب الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل للحفاظ على هدوئك، كذلك استخدم مزيلات لرائحة العرق لمنع البكتيريا من إظهار الرائحة الكريهة، أو يمكنك اللجوءللوصفات الطبيعية.
إذا كنت تعاني من رائحة عرقكريهةللغاية، فقد يكون لديك اضطراب وراثي نادر يسمى ثلاثي ميثيل أمينوريا، مما يعني أن جسمك لا يستطيع تحطيم مركب كيميائي ثلاثي ميثيل أمين، الذي ينتج أثناء هضم الأطعمة مثل البيض والبقوليات والأسماك.
بدلاً من ذلك، فإن جسمك يتخلص من مادة الميثيل أمين الزائدة عن طريق العرق والبول والتنفس، وغالباً ما ينتج رائحة لا تختلف عن الأسماك المتعفنة أو البيض المتعفن أو القمامة. إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصاباً بهذا الخلل الوراثي، فاستشر طبيبك للتوصل إلى أفضل خطة علاجية، والتي من المحتمل أن تتضمن تجنب هذه الأطعمة وربما تناول بعض المكملات الغذائية.
إذا كنت تتعرق بغزارة دون سبب واضح فقد تكون مصاباً بفرط العرق، وهي حالة تتميز بالتعرق الزائد الذي لا علاقة له بالحرارة أو التمارين.
ربما يحدث فرطالتعرقدون وجود سبب واضح، ولكن قد ينشأ نتيجة أحد هذه الأسباب، وعليك استشارة الطبيب:
– الإصابة بالحمى.
– وجود خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي المتحكم في عمل الغدد العرقية.
– احتمال الإصابة بأحد الأمراض الأيضية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، أو مرض السكري، أو مرض النقرس.
– قد تسبب الهبات الساخنة الخاصة بسن اليأس لدى النساء في حدوث فرط التعرق.
– بعض الأدوية يمكن أن تسبب فرط التعرق مثل حاصرات مستقبلات بيتا، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
– تناول المشروبات الكحولية.
– خلل في بعض الأوعية الدموية.
– حدوث خلل في جزء من الغدد العرقية في مساحة معينة من الجلد.
– قد يكون فرط العرق مجرد رد فعل نفسي، وفي هذه الحالة يؤثر بشكل موضعي عادة على الكفين أو القدمين أو الإبطين.
تخيل أنك تمارس التمارين الرياضية في جو شديد الحرارة، ورغم هذا لا تتصبب عرقاً، مجرد التخيل قد يشعرك بالانزعاج، فلن يحدث التبريد التلقائي الذي يقوم به العرق.
عندما لا تؤدي الغددالعرقيةوظيفتها الطبيعية قد تتوقف عن إنتاج العرق فلا يحدث تعرق، وقد يكون هذا من دون وجود سبب أو لوجود علة صحية مثل:
– تشوه خلقي معين يؤثر على الغدد العرقية.
– خلل في جين معين مثل مرض فابري.
– أمراض الأنسجة الضامة مثل متلازمة شوغرن.
– تلف الجلد بسبب الحروق والعلاج الإشعاعي.
– تناول أدوية معينة مثل المورفين.
– وجود اعتلال عصبي بسبب مرض السكري أو إدمان الكحوليات.
التعرق الغزير قد يكون علامة على انخفاض نسبة السكر في الدم. عندما تنخفض نسبة السكر في الدم إلى أقل من 70 ملليغراماً لكل ديسيلتر، فمن المرجح أن تنتج شلالات العرق.
قد تشير أعراض انخفاض السكر في الدم بما في ذلك الغثيان والصداع والتهيج وسرعة ضربات القلب من بين أمور أخرى إلى وجود مشكلة صحية أكثر خطورة. لكي تكون آمناً، تفضل بزيارة طبيب يمكنه تقييم وتشخيص حالتك بشكل صحيح.
الماء ليس هو الشيء الوحيد الذي تخسره عندما تتعرق. فهناك بعض الإلكتروليتات، وخاصة الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم تخرج مع العرق أيضاً. إذا كنت تعاني من الدوخة أو تقلصات العضلات فقد تفرز الكثير من الصوديوم.
استبدال الصوديوم مهم للحفاظ على توازن وظائف الجسم الصحية. للحفاظ على مستويات الصوديوم يمكنك تناول وجبة مالحة مثل حفنة من المكسرات قبل التمرين، ثم تناول مشروب رياضي أثناء التمرين، خاصةً عندما تستمر ساعة أو أكثر.
بالنسبة للسيدات، إذا لاحظتِ أنك تتعرقين بشكل أكثر من ذي قبل مع وجود علامات أخرى للحمل، فقد حان الوقت لإجراء اختبار الحمل. فكثرة التعرق شائعة بشكل خاص خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأنه جزء من تكيف الجسم لمتطلبات درجة الحرارة الجديدة، حيث يعمل على تغذية نمو الحمل.
الكثير منالكافيينيمكن أن يسبب كثيراً من العرق. ومن الممكن أن تزيد القهوة من العرق بطريقتين. أولاً، يحفز الكافيين الجهاز العصبي، وينشط الغدد العرقية، وكلما زاد عدد الكافيين زاد العرق. ثانياً، يمكن للحرارة الناتجة عن المشروب نفسه أن تجعل جسمك يشعر بالحرارة بدرجة كافية للتعرق.