أقام زوجان من بنسلفانيا حفل ترحيبٍ بمولودهما في الصيف استعداداً لمقدم وليدهما المنتظر، ثم جمعا أكثر من 500 دولارٍ لتغطية تكاليف جنازته، فيما قالت السلطات إن ذلك كله كان احتيالاً.
ووُجهت تهم السرقة عبر الحيازة غير المستحقة، والسرقة عبر التحايل، وتلقي ممتلكاتٍ مسروقةٍ إلى كلٍّ من كيسي وجوفري لانغ من سومرسيت، الواقعة قرب مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية، عندما ادعت الشرطة أنهما زوّرا حمل وولادة ووفاة طفلٍ لهما.
وقال ستيف ليماني، وهو متحدث باسم شرطة ولاية بنسلفانيا، إن الثنائي أقاما حفلة استقبال مولودٍ جمعا فيها أموالاً وهدايا من أصدقائهما وعائلتهما، ثم أسسا صفحةً على منصة GoFundMe معلنين وفاة وليدهما، وفقاً لما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، الجمعة 16 أغسطس/ آب 2019.
ووفقاً لمتحدثٍ باسم GoFundMe فقد جمع الثنائي عبر الصفحة 550 دولاراً. ووفقاً لمحضر الشرطة فقد جمعا أيضاً 700 دولارٍ أخرى من الهدايا والعطايا.
وأشار ليماني المتحدث باسم الشرطة إلى أنهما «كانا يستغلان لُطف الناس».
وادعى الزوجان أن ابنهما إيستون والت لانغ، ولد في الثالث من يوليو/تموز ومات بعد ساعاتٍ بسبب متلازمة ضيق التنفس، وفقاً لما جاء في المحضر. وكان طفلهما يبدو مثل دميةٌ لطفلٍ وليدٍ.
ونُشرت صورٌ للوليد إيستون على صفحة الثنائي على موقع فيسبوك، وقد جاء في الشكوى أن وليدهما «بدأ مثل دميةٍ لطفلٍ حديث الولادة».
وبعد أسابيع قدمت سيناثيا ديلاسيو شكوى لدى الشرطة زاعمةً أنهما زوّرا كل شيءٍ. وقالت ديلاسيو لقناة WTAE-TV الأمريكية إنها شاركت في حفل استقبال الطفل وأعطتهما هديةً.
وقالت ديلاسيو لشبكة CNN أمس الجمعة 16 أغسطس/آب إنها كانت متشككةً في أمر حمل كيسي لانغ طيلة الوقت، وإنها لم تكن تبدي إشارات حملٍ حقيقيةً، ولكنها لم تعط الأمر اهتماماً.
لكن بعد الوفاة المزعومة لطفلهما قالت ديلاسيو إنها تواصلت مع دار الجنازات ووجدت أنهم لم يدفنوا أي طفلٍ في أيٍ من المقابر التابعة لهم منذ شهورٍ، مضيفةً أنها حينها تواصلت مع شرطة الولاية.
وقالت: «لا يتعلق الأمر بالمال، بل يتعلق أكثر بالجانب العاطفي، بكونها فعلت ذلك بعائلتها وبي وبأولئك الذين كانوا إلى جانبها، الذين حملوا هم مصيبتها».
من جهتها قالت الشرطة إنها لم تجد أي دليلٍ على أن الطفل إيستون كان موجوداً يوماً.
ووفقاً للشكوى الجنائية فإن الثنائي زعم إن إيستون وُلد في مشفى في جونز تاون تابعٍ لشركة Conemaugh Health System لخدمات الرعاية الصحية، لكن الشرطة تقول إن المشفى لم يجد لديه أي سجلاتٍ له.
وتحققت الشرطة من مكتب البحث الجنائي في سومرست ومقاطعة كامبريا ولم يكن لدى أيٍ منهما أي سجلاتٍ لإيستون لانغ وفقاً لما ورد بالمحضر.
وقال الزوجان كذلك إن الوليد دُفن في دار جنائزٍ محليٍّة، لكن دار الجنائز تلك قالت للشرطة إنها لم تدفن أي طفلٍ باسم إيستون والت لانغ وفقاً لما ورد بالمحضر.
وفتشت الشرطة بعد ذلك منزل آل لانغ، وهناك وجدت دميةً متقنةً الصنع لطفلٍ رضيعٍ، وجرةً تحمل اسم إيستون.
وقال ليماني: «ذلك تصرفٌ حقيرٌ للغاية. أنت لا ترتكب جريمةً في حق أناسٍ غرباء، أنت ترتكب جريمةً بحق أولئك الذين يهتمون بك».
وقالت ديلاسيو إنها رفعت دعوى تحايلٍ ضدهما، لكنها قالت إن الأمر لا يتعلق بالمال.
وأضافت: «إنها (كيسي) تفعل ذلك، وهناك أشخاصٌ لا يستطيعون إنجاب طفلٍ وهناك من فقدوا أطفالاً، وهي تفعل ذلك! ذلك سلوكٌ مختلٌ. لا يمكن أن تفعل ذلك إلا لو كنت مختلاً».
وقالت ميغان سكريبتشر المتحدثة باسم منصة GoFundMe، في بيانٍ، إن لديهم «سياسةً من عدم التسامح مع أي سوء استخدامٍ للمنصة».
وجاء في البيان: «هذا النوع من السلوكيات لا يُقابل في GoFundMe بأي تسامحٍ. سنقدم كامل التعاون مع مسؤولي إنفاذ القانون خلال تحقيقهم، وسنُعيد كافة التبرعات لكل المتبرعين».
من جهتها حاولت شبكة CNN التواصل مع كيسي وجوفري لانغ، لكن دون ردٍّ منهما. ومن غير الواضح ما إذا كانا عينا محامياً أم لا، وحتى الآن لم يُقدما أي دفوعٍ. كذلك حاولت CNN التواصل مع الأشخاص الذين قدموا لهما الهدايا والتبرعات.
وقال ليماني إن التهم الموجهة لهما تُعتبَّر جنحاً، لكن لو أن الأموال التي جمعاها تجاوزت 2000 دولارٍ، حينها ستصير القضية جنايةً. يقول كذلك إنهما قد يكونا تلقيا مبالغ أكبر من ذلك، لكن بقية الضحايا لم يدلوا بأقوالهم حتى الآن.
يُذكر أنه قد حُدد لهما موعدٌ لجلسة استماعٍ قبل خضوعهما للمحاكمة في الأول أكتوبر/تشرين الأول القادم.