لماذا مرزوق الغانم؟
حسين الجغبير
يتمتع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بشعبية جارفة ليس في بلده فقط، وإنما في عدد كبير من الدول العربية، وخصوصا فلسطين التي يحتفي ابناء شعبها بهذه الشخصية عبر تزيين اسمه بعدد من الشوارع الحيوية كما في مدينة سلفيت وبلدة يطا جنوب الخليل.
لكن لماذا يحترم الشارع العربي هذ الرجل؟، لا شك أن الغانم يتمتع بصفات عربية تؤهله لأن يحتل هذه الدرجة في قلوب العديد ممن يرون فيه رجلا سياسيا يعمل بنهج واضح وبدعم من أمير الكويت، فهو يتميز بتصريحاته السياسية القوية، والتي بها موقف حاسم خصوصا تجاه القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت لا يتبدل ولا يتجزأ مهما مورس من ضغوطات على الدولة الخليجية التي تحرص كل الحرص على تعزيز العمل العربي المشترك بما يخدم الدول والشعوب، لتضرب مثالا يحتذى به في ذلك.
وعلى الرغم من أنه شاب قاد الحراك السياسي في بلاده، إلا أنه يرى بحنكته ومدى دقة حساسية وخطورة المرحلة القادمة، ووجوب الاستعداد واتخاذ كافة الإجراءات استعدادا لكل الاحتمالات الواردة، ضمن منظومة عربية لن تتحقق إلا بوحدة الموقف والصف العربي.
تصريحات الغانم التي يدلي بها في بلده، هي ذاتها، بنفس القوة والصلابة التي يطلقها في المحافل الدولية، وموقفه من الوفد الإسرائيلي في مؤتمر البرلمان الدولي لا غبار عليه، حيث صدح صوته عاليا، وأقدم على طرد الوفد بطريقة شديدة القسوة.
وبالنسبة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزعومة للسلام، لم يتوان الغانم عن التأكيد على أنه "لن نسمح بمرور صفقة القرن"، ومن أجل ذلك ترتفع أسهمه ويحترمه أفراد المجتمع العربي ممن يدركون أن مثل هذه التصريحات غاية في الأهمية في منطقة تزخر بالأزمات، وتتجه نحو مؤامرة اميركية اسرائيلية من أجل تصفية القضية الفلسطينية.
بل ذهب الغانم إلى الدعوة لمقاطة ورشة البحرين التي يرى أنها "ترمي إلى تكريس الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه"، داعيا إلى "موقف حازم تجاهها".
الحديث عن الغانم يأتي هنا لأنه يستحق الثناء والتقدير لثباته على مبادئ العروبة، التي نشأنا وترعرعنا وكبرنا في ربيعها الذي نأمل أن يزدهر يوما بعد يوم، ولذلك ما يزال يحدونا الأمل بشخصيات عربية تسير على هذه الخطى، وتعيد الأمل لشعوب اللغة العربية من أقصى الوطن العربي إلى اقصاه.
الغانم، لا يمثل في مواقفه بلده الكويت فحسب بل يمثل كل شرفاء الأمة العربية الذين لا يرضون عن فلسطين كل فلسطين بديلا، ولا يرتضون إلا بالقدس عاصمة مقدسة وأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة إن شاء.
حال الغانم وبلده الكويت كحال الأردن، التي يقبض فيها القيادة والشعب على الجمر في سبيل الحفاظ على كل ذؤة من تراب فلسطين الطاهرة، وفي سبيل الدفاع عن الدول العربية وشعوبها ضد كل ما من شأنه أن يطالها بسوء.
مرزوق الغانم، شكرا لك، وهو شكر موصول للكويت التي تمثلنا جميعا في مواقفها العروبية من قضايانا المركزية.