لا شك أنه أمر مزعج تعانين منه مثلك مثل كثير من النساء، فزيادة كثافة شعر الجسد وانتشاره في مختلف أنحاء الجسم مشكلة تسعى كثيرات لإيجاد حل لها.
لكن هل تعلمين أن هناك عادات خاطئة ربما تقومين بها وتسبب زيادة نمو الشعر في الجسم؟ في هذا التقرير سنوضح ما أسباب هذا الأمر وما هي العادات الخاطئة التي تزيد منه وما أفضل طرق علاج كثافة الشعر.
في البداية، فإن نمو الشعر الزائد Hirsutism هو حالة مرضية غير مرغوب فيها، تتمثل بنمو الشعر لدى النساء بنمط ذكوري، يظهر فيه نمو للشعر الداكن الخشن بشكل كبير، وفي مناطق الجسم التي ينمو فيها الشعر بشكل عام عند الذكور فقط مثل الوجه، والصدر، والبطن، والظهر.
يرتبط ظهور الشعر الزائد بكثافة بأسباب عديدة، وقد تظهر هذه المشكلة دون وجود أيّ سبب واضح، وذلك لارتباطها باختلافات عِرقية؛ إذ إنّ إناث الشرق الأوسط وجنوب آسيا، أكثر عرضةً للإصابة بحالة نمو الشعر الزائد، دون وجود أيّ مشكلة أو سبب طبي بعينه، وفيما يأتي الأسباب الواضحة لزيادة نمو الشعر بشكل كثيف:
العامل الوراثي: إنّ نمو الشعر بشكل زائد يُعتبر من المشاكل التي من الممكن أن تنتقل عبر الجينات، إذْ تزداد نسبة الإصابة بها في حال كانت الأم أو الأخت تعاني منها، وذلك لارتباطها بمشاكل طبية تنتقل وراثياً، وتؤثر في الهرمونات الجنسية.
اختلال الهرمونات: عند البلوغ يبدأ جسم الأنثى بإفراز الهرمونات الأنثوية، وكذلك يفرز هرمونات ذكرية ولكن بنسبة قليلة، تتسبّب بدورها بظهور الشعر في المنطقة التناسلية وتحت الإبطين، ولكن عند اختلال نسبة الهرمونات المفرَزة، وارتفاع نسبة الهرمونات الذكرية والتي يُطلَق عليها الأندروجينات Androgens، ينمو الشعر بشكل زائد، وقد يسبّب ذلك أيضاً ظهور حبّ الشباب Acne، وصغر حجم الثديين، وغيرها من الأعراض، ونذكر فيما يأتي الأسباب وراء اختلال نسبة هرمونات الجسم:
متلازمة المبيض متعدّد الكيسات؛ وهي أكثر أسباب نموّ الشعر الزائد شيوعاً، حيث إنّها تُحدث اختلال توازن الهرمونات في الجسم، وقد تعاني المرأة المصابة من تشكّل كيسات صغيرة مملوءة بالسوائل على المبايض، بالإضافة إلى نمو الشعر الزائد، واضطراب الدورة الشهرية، والسمنة، وفي بعض الأحيان العقم.
متلازمة كوشينغ: يعاني الجسم من متلازمة كوشينغ عند تعرّضه لمستويات عالية من هرمون الكورتيزول، ولمدّة زمنية طويلة، وذلك قد ينتج عن إفراز كميات كبيرة منه من الغدة الكظرية، أو بسبب الاستخدام المطوّل لدواء البريدنيزون.
تضخّم الغدة الكظرية الخلقي: وهو مرض وراثي، تنتج فيه الغدة الكظرية كمية غير طبيعية من هرومونات الستيرويد والتي تشمل الأندروجينات والكورتيزول. الأورام: تُعتبر من أندر الحالات المسبّبة لنمو الشعر الزائد، وتشمل الإصابة بورم خبيث في المبايض أو الغدّة الكظرية.
استخدام بعض أنواع الأدوية: وتتضمن الأدوية المسبّبة لزيادة نمو الشعر ما يأتي:
الأدوية الهرمونية. الأدوية التي تحفّز نمو الشعر، مثل المينوكسيديل. دواء دانازول، الذي يُستخدم في علاج الانتباذ البطاني الرحمي وفيه تنمو بطانة الرحم خارج الرحم. أدوية الكورتيكوستيرويد الجهازية. دواء فلوكسيتين، المستخدم في علاج الاكتئاب.السمنة: إذ ترتبط السمنة بزيادة إفراز الجسم للأندروجينات.
ارتفاع نسبة الإنسولين: قد يسبّب ارتفاع الإنسولين تحفيز المبايض لإنتاجالأندروجينات، ويحدث ارتفاع الأنسولين عند مقاومة خلايا الجسم له، كما هو الحال لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
1- تناول أدوية دون وصف طبيب: لأن بعض الأدوية لها تأثيرات على نمو الشعر، وتسبب كثافته.
كما أن أخذ جرعة زائدة من بعض الأدوية المحفزة للشعر أو الأدوية الهرمونية يزيد من فرص زيادة نمو الشعر.
فعلى سبيل المثال، يتسبب استخدام دواء لمنع تساقط الشعر وزيادة إنباته في ظهور الشعر بالوجه والجسم، وخاصةً في حالة استخدام جرعات زائدة من هذا الدواء.
2- طريقة إزالة الشعر: تلعب الطريقة المتبعة لإزالة الشعر دوراً في نموه، حيث إن استخدام الشفرات أو الكريمات يمكن أن يسبب كثافة نمو الشعر وظهوره سريعاً.
وذلك لأن هذه الطريقة تؤدي لإزالة الشعر من على سطح الجلد، على عكس الطرق التي تساعد في إزالة الشعر من الجذور مثل الشمع.
3- الإفراط في تناول الطعام: إن تناول كثير من الطعام وزيادة الوزن يمكن أن يرتبط بنمو وكثافة شعر الجسم، وذلك لأن السمنة تسبب خللاً في مستويات هرمون الأندروجين بالجسم.
وهو الهرمون المسؤول عن نمو الشعر بمختلف مناطق الجسم.
أهم الخطوات لعلاج نمو الشعر الزائد هي خسارة الوزن، إذ بخسارة الوزن ينتج الجسم كميةً أقلّ من الأندروجينات، وينقسم علاج هذه الحالة إلى قسمين، العلاج التجميلي؛ حيث يتمّ اللجوء لطرق إزالة الشعر المختلفة، والعلاج الدوائي؛ حيث يتمّ علاج المسبب، باستخدام العلاج الطبي.
يسبّب الشعر الزائد الشعور بالحرج والاستياء لدى البعض، فيتمّ اللجوء لخيارات إزالة الشعر المختلفة، والتي نذكر منها ما يأتي:
التشقير: والذي يقوم على جعل الشعر أقلّ وضوحاً. كريمات إزالة الشعر: تعتمد أغلب هذه الكريمات على وجود مادة الثيوغليكولات، والتي تُوضع على الجلد لفترة وجيزة من الزمن، ومن ثم يتم إزالة الكريم. الحلاقة: يجب التنويه هنا على عدم وجود رابط بين الحلاقة وظهور الشعر بشكل أكثف. الشمع: يتمّ تكرار هذه العملية كل 4-6 أسابيع. ماكينات إزالة الشعر: تعتمد هذه الأجهزة على قص ثم سحب الشعر الزائد. الليزر: يتمّ استخدام أشعة الليزر لتكوين حرارة داخل بصيلات الشعر، لتمنع نمو الشعر فيها، وبذلك تعدّ أفضل خيارات إزالة الشعر، خصوصاً لأصحاب البشرة الفاتحة والشعر الداكن، ومن سلبياتها أنّها تأخذ وقتاً طويلاً، فالعلاج يكون على شكل جلسات تستمر لمدّة بين أشهر إلى سنوات، بالإضافة لأسعارها المرتفعة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة قيام شخص متخصّص بهذه العملية، كطبيب الجلد أو الجراح التجميلي. ازالة الشعر بالكهرباء: تُعدّ هذه الطريقة أقل شيوعاً من العلاج بالليزر، ويتمّ من خلالها تعريض بصيلات الشعر للحرارة، ولكن المصدر يكون كهربائياً وليس أشعة ضوئية كما هو الحال في العلاج بالليزر، ومن الممكن أن تتسبب بتكوين الندب.تشمل خيارات العلاج الدوائية الموصوفة من الطبيب ما يأتي:
حبوب منع الحمل: تُعدّ من أكثر علاجات نمو الشعر الزائد الدوائية شيوعاً، حيث تقلّل هذه الأدوية من إنتاج المبايض للأندروجينات، وتظهر النتائج خلال 6-12 شهراً. مضادّات الأندروجينات: تشمل هذه الأدوية السبايرونولاكتون والفيناسترايد والفلوتاميد حيث يتمّ الاستعانة بها إمّا وحدها، وإما عن طريق استخدامها مع حبوب منع الحمل.
الستيوريد منخفض الجرعة: يتمّ الاستعانة بهذا الدواء، في الحالات التي يكون فيها السبب لنمو الشعر الزائد، وجود نشاط مُفرَط في الغدّة الكظرية.
كريم إفلورنثين هيدروكلورايد: يُستخدم هذا الكريم لجعل عملية نمو الشعر أبطأ، حيث تبدأ النتائج بالظهور بعد 6-8 أسابيع من الاستخدام وعند التوقف عن استخدامه يعود الشعر للنمو كما كان قبل الاستخدام، وبذلك يتمّ استخدامه بالإضافة إلى خيارات إزالة الشعر الأخرى.
الأدوية الخافضة للإنسولين: قد يتمّ وصف الميتفورمين للنساء اللاتي يعانين من متلازمة المبيض متعدد الكيسات، خصوصاً ذوات الوزن الزائد.