كتّاب الأنباط

سيدي الرئيس نحن السيؤون

{clean_title}
الأنباط -

وليد حسني

عفوا سيدي الرئيس..

أنت لا تخدع شعبك

نحن الشعب نكذب عليك، نخدعك، نتهمك، ولا نحبك، نحن السيؤون  الذي لا يتقنون حفظ الجميل، ولا يرغبون بشكرك على تفانيك في خدمتنا والسهر الطويل لتأمين احتياجاتنا وحفظ أمننا..

بوركت سيدي، وبورك صنيعك، وبارك الله أيامك، وعظم الله أجرك فينا ، فنحن شعب لا نستحقك، بل نحن أقل من ان نكون بعض رعاياك، وبعض حاشيتك..

سيدي الرئيس ارفع ما شاء لك الرفع، فقط نستميحك العذر بان لا تتاخر علينا حتى لا نمل الإنتظار، سرِّع كل ما يمكنك تسريعه، وقل لنا في أي حفرة تريدنا ان ننام لنطيع أمرك ولا نعصيك..

عفوا سيدي الرئيس..

أنت لا تخدع شعبك..

نحن الشعب لا نستحق عبقريتك الفذة، لا نستحق كل هذا الإبداع الإستثنائي الذي قدره الله لك، وامتحن الرب إيمانك بنا فصبرت وشكرت، وقلت في نفسك"أتخذ فيهم حُسنا"، لكننا وبدلا من ان نوفيك بعض الجميل قلبنا لك ظهر المجن، وادرنا لك ظهورنا وتركناك وحيدا منفردا تواجه هزالنا وسخافاتنا ومقتنا لك، وحقدنا وحسدنا وفجورنا، فنحن شعب يتمتع بكل تلك الصفات غير النبيلة..

نحن سيؤون الى حد البشاعة، لم نؤمن بما تؤمن به سيدي الرئيس من ضرورات التضحية في سبيل إصلاح العطاء المالي للموازنة الرشيدة، ولم نرغب بالفهم، ولم تكن لدينا اية ميول لتصديقك، ومع ذلك لم تتذمر سيدي الرئيس ظللت كالصخرة واقفا تتألم على حالنا الذي وصلنا اليه، وتسأل في نفسك " متى يرشُدُ هذا القطيع..".

وليس في واردنا الرشد او حتى الرغبة بالصمت، لدينا ما يشعرنا بأنك ستموت كثيرا من أجلنا سيدي دون ان نستعد لذرف دمعة واحدة على جسدك، ولن ترى احدا منا يمشي خلف نعشك ـ لا قدر الله ــ .

واعذرنا سيدي الرئيس فنحن لم نصل لمراتب جهدك واجتهادك، وكيف لا وأنت اعلمنا بحالنا وبأحوالنا، ولا تنام حتى تذرف عيناك دمعة الحسرة والأسى على كثرة جهلنا واتساع جهالاتنا، أما نحن فلا نلقي بالا لتعبك وسهرك وغضبك وفرحك، فنحن كما تعلم سيدي الرئيس عبيدك لا نُحسن غير الحلب والصرِّ، ولا نجاريك في الكر والفر، وشتان بين سيد ومسود.

واعذرنا سيدي الرئيس ونحن ندير لك ظهر المجن، ونكفرك النعمة التي أسبغتها علينا بقبولك لنا خدما في قن مزرعتك، فنحن دجاجك الذي يبيض ذهبا، وحميرك التي تتناسل في فيض رحمتك ونعمتك، وعجولك التي تحرث الأرض لتنبت حبا وعنبا ونخلا وأبَّا، ونحن لك وعندك كما أطاريف بنطالك، فنحمد الله تعالى أن صَيَّرنا الى هذه الحال من النعمة في كنفك المُرتجى، وفي حقل نعمائك المؤمَّل والمُحَمَّلِ بالعفو والغُفران.

تجليت سيدي عن كل ذنب، وتساميت على كل وضيع فينا، وقد اختارك الله تعالى لتكون لنا وفينا سيدا حصورا، ورئيسا مقداما جسورا، وما نحن غير سباياك وملك يمينك فتمتع بطول العمر وبالمزيد من السلطان ودعك منا ومن امورنا تامرنا فنطيعك قبل أن يرتد إليك طرفك الكريم.

 

 

 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )