يمثل تحديد ما نرتديه كل صباح مهمة سريعة وبسيطة بالنسبة لمعظمنا. إذ تقفين أمام خزانة ملابسك، وتبحثين عن الثوب الجاهز للاراتدء الذي لا يحتاج إلى الكيّ، وربما تفكرين في ارتداء ثوب أنيق يناسب اجتماعاً عليكِ حضوره.
وإذا كنتِ ممن يذهبن إلى العمل مبكراً، فمن الجائز أنكِ تجهزين ملابسك ليلاً، وتدركين أنه بحلول الوقت الذي تنتهين فيه من وضع زينتك، سيتبقى لديكِ ما يقرب من ثلاث دقائق للخروج مسرعة للحاق بالحافلة.
أما بالنسبة للملكة إليزابيث، فعملية اختيار ملابسها مختلفة تماماً، ومعقدة ومذهلة بدرجة تليق بمكانتها، بحسب ما ذكرته صحيفة Stuff النيوزيلندية، اليوم الثلاثاء 23 يوليو/ تموز 2019.
تحدث الخادم الملكي السابق بتلر بول بوريل إلى موقع Yahoo UK عن كيفية الملكة لملابسها، كاشفاً أن الملابس «تأتي إليها من الطابق العلوي الذي يضم جميع ملابسها».
عملية اختيار الملكة لملابسها معقدة – رويترز
وقال الموقع البريطاني: «دعونا نتوقف للحظات للتفكير في هذه الكلمات. لا بد أنها ملابس كثيرة جداً تلك التي تحتاج طابقاً كاملاً ليضمها، ولأن الملكة تميل لارتداء ملابس زاهية الألوان، فلا بد أن هذا الطابق سيبدو للناظرين مثل قوس قزح مبهج يضم شتى الألوان».
وحتى لا تضطر الملكة إلى فحص كل الأثواب للاختيار من بينها، يُحضر إليها المسؤول الملابس رسوماً تخطيطية لملابسها لتختار ما تريده.
وأوضح بوريل قائلاً إن «أجزاء من الخامات» تُضاف إلى الرسومات «بحيث تتمكن الملكة من تذكُّر خامة الثوب وسواء كانت من الحرير أو القطن أو الصوف» وفور أن تختار الثوب الذي سترتديه، يُحضَر إليها الثوب إلى الطابق السفلي.
وكشف بوريل أن الملكة تدعو ملابسها «أزياء رسمية»، مما يعطينا نظرة ثاقبة عن نظرتها لمظهرها العام.
وتميل الملكة إليزابيث إلى ارتداء الملابس الزاهية الألوان، ولكن هناك سبباً قوياً للغاية وراء ذلك؛ وهو التأكد من أن أفراد الجمهور يمكنهم تمييزها وسط حشد من الناس.
الملكة تميل لارتداء ملابس زاهية الألوان – رويترز
وصرحت زوجة ابنها صوفي، كونتيسة وسكس، ذات مرة في الفيلم الوثائقي The Queen at 90، قائلة: «إنه يتعين عليها أن تكون ظاهرة للناس حتى يمكنهم قول رأيتُ الملكة»».
وقالت: «لا تنسوا أنها حين تظهر في مكان ما، تتجمع الحشود في صفين أو ثلاثة أو أربعة أو 10 أو 15، ويريد أحدهم أن يتمكن من القول إنه رأى جزءاً من قبعة الملكة وهي تمر».
وتفضل الملكة درجات ألوان الوردي أو الأخضر أو الأزرق. وفي الواقع، يُقال إن اللون الأزرق هو لونها المفضل.
وصرحت كارولين دي غيتاوت، إحدى المشرفات على المجموعة الملكية Royal Collection Trust، لصحيفة The New York Times، قائلةً: «كل قبعة ترتديها تكون استراتيجية على الأغلب، إذ لا بد أن يكون وجهها ظاهراً للعيان بالكامل ولكن ينبغي في الوقت نفسه أن يكون محدداً بمجموعة من القبعات مختلفة الأشكال على مر السنين وتكون غالباً مميزة في عصرها».
ولدى الملكة دبوس زينة مخصص لكل مناسبة، أما عند الحديث عن الأحذية وحقائب اليد، فإن الملكة تفضلها سوداء دوماً. وفي الواقع، حملت الملكة حقيبة يد لونر السوداء نفسها لعقود من الزمن ويقال إنها تملك حوالي 200 نسخة من الحقيبة نفسها. أما قفازاتها فهي عادة إما بيضاء أو سوداء.