انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه شرطيةٌ خارج ساعات العمل وهي تطلق النار على مُسلحٍ وتُرديه قتيلاً خارج مدرسةٍ بالبرازيل.
صحيفة The Epoch Times الأمريكية أشارت إلى أن المسؤولين المحليين أثنوا على كاتيا ساستر، التي أصبحت سياسيةً الآن، لشجاعتها في أثناء الواقعة التي انتشرت على نطاق واسع. وكان المقطع الذي نشرته صحيفة The New York Post الأمريكية والذي يصور الحادث قد جرت مشاركته على نطاقٍ واسعٍ خلال الأيام القليلة الماضية.
ظهرت ساستر (42 عاماً)، في المقطع وهي تطلق النار على إليفيلتون نيفيس موريرا (21 عاماً)، خارج مدرسةٍ في ساو باولو. ويمكن في الفيديو رؤية المشتبه فيه مسلحاً بمسدسٍ وهو يقترب من أطفال برفقة أولياء أمورهم، بحسب ما ذكرته التقارير.
لكن ساستر أخرجت مسدساً وفتحت النار عليه عدة مراتٍ، ثم تنحَّت جانباً حين كان يحاول أن يستهدفها، ومن ثم ألقت بثقل جسمها على ظهره. وشوهدت الشرطية أيضاً في الفيديو وهي تركل مسدس المشتبه فيه بعيداً عنه. ووفقاً لصحيفة The Sun، فقد توفي موريرا لاحقاً في المستشفى.
وبحسب قناة Fox News الأمريكية، فقد قالت ساستر: «لم أكن أعرف ما إذا كان سيطلق النار على الأطفال أو الأمهات أو حارس الأمن عند باب المَدرسة، كل ما فكرت فيه كان الدفاع عن الأمهات والأطفال وحياتي وابنتيَّ». وقالت ساستر إنَّها أمٌ في نهاية المطاف.
وكرَّم مارسيو فرانكا، المسؤول المحلي، ساستر في مركز الشرطة، وكتب فرانكا وقتها: «ذهبت في وقتٍ سابق من اليوم، لتكريم أُمٍّ مميزةٍ للغاية: العريفة كاتيا ساستر. إن شجاعتها ودقتها قد أنقذا الأمهات والأطفال بالأمس أمام باب المَدرسة».
وقالت ماغي ألفيس، من وزارة الأمن العام البرازيلية: «لقد أبعدتِ الأطفال عن الطريق واقتربتْ من اللص. أطلقتِ النار، وأطلق هو (المسلح) النار، وحاول إطلاق النار على ساقها. لكنها ثبَّتته واتصلت بالطوارئ. لقد كان إجراءً مثالياً من الناحية الفنية». ورثت ساستر المشتبه فيه بعد وفاته.
قالت ساستر لوكالة أنباء AFP الفرنسية: «لست سعيدة بوفاة (المسلح) التي لم يُرِدْها أحدٌ، لكنني سعيدةٌ بإنقاذ الأبرياء».
كانت وكالة AFP ذكرت منذ عدة شهورٍ، أنَّها ترشحت في الانتخابات البرلمانية، وانتُخبت لعضوية الكونغرس. وظهرت في مقطعٍ خاصٍ بحملتها وهي تقول: «لقد أطلقت النار مرةً، وسأفعل ذلك مرةً أخرى. أنا شجاعة».
وقال التقرير إنَّها تدعم تقنين ملكية السلاح في البلاد. ونقل عنها قولها: «الأشرار مسلحون جيداً، بل أفضل من الشرطة. نريد أن يكون المواطنون الصالحون أحراراً في حمل السلاح، حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم».
وأضافت ساستر: «أنا أيضاً ضد النسوية؛ فلا تحتاج النساء التوحد لإنجاز شيءٍ ما. إذا كنَّ يردن فعل شيءٍ، فما عليهن سوى الخروج وفعله».
وقالت إنَّه بالبرازيل، التي شهدت أكثر من 50 ألف جريمة قتلٍ في عام 2018، هناك قضايا أكثر أهميةً.
كما قالت لوكالة AFP: «لم يعُد بمقدور الناس تحمُّل العنف، وهذا هو سبب وجود كثير من العسكريين في السياسة الآن، لمحاولة حل ما يجري».
شهدت البرازيل في العام 2018 انخفاضاً بمعدل حوادث القتل بنسبة 13%، إذ تراجعت جرائم القتل إلى 51 ألفاً، نزولاً عن 59 ألف جريمة في السنة السابقة لها، وفقاً لمجلة Foreign Policy الأمريكية.
إذ ذكرت المجلة أنَّ «2017 كان عاماً عنيفاً على نحوٍ استثنائي. في الواقع، كان العامَ الأعلى من حيث عدد وقائع القتل بتاريخ البلد. والسبب الرئيس في ذلك كان اندلاع الحرب بين جماعتي التهريب الرئيستين في البرازيل: Primeiro Comando da Capital وComando Vermelho. كانت الجماعتان توصلتا إلى هدنة في العام 1997. وعندما تداعت الهدنة في منتصف عام 2016، تفشت موجة من الهجمات المروعة وأعمال العنف الانتقامية من سجون البلاد إلى مدنها».