الكفاح ضد الشعر غير المرغوب فيه مشكلة تواجه النساء وتجعلهنّ يحاولنَ بكافة الطرق إيجاد الحل المناسب للتخلص من الشعر الذي لا يردنه، فيلجأن إلى مجموعة متنوعة من الطرق، المؤلمة في كثير من الأحيان، وأحياناً البربرية لإزالة الشعر، مثل:
استخدام الملقط والنتف واستخدام الخيوط والكريمات لإزالة الشعر، وأيضاً إزالة الشعر بالليزر وغيرها من الطرق.
ومن بين عشرات التجارب المختلفة، ظهر هناك عدد متزايد من النساء اللائي يلجأن إلى طريقة إزالة شعر الوجه البسيطة التي يعتمد عليها الرجال منذ مئات السنين؟ ألا وهي «الحلاقة»، كشفت مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز» عن أن كيت سومرفيل، إخصائية التجميل والعديد من زبائنها، يحلقن وجوههن.
ربما تكون هذه هي الطريقة الأقل صعوبة بالنسبة للآلاف من النساء اللواتي لاحظن بهدوء شعر الذقن في مرآة الحمام، إلا أن هناك العديد من الأسئلة المُثارة لديهن.
مثل كيفية إزالة شعر الوجه غير المرغوب فيه باستخدام ماكينة حلاقة؟ هل يمكن أن يكون بنفس السهولة التي تبدو في حلاقة الرجال؟ أم أن هذه الطريقة ستزيد الأمور سوءاً؟
تسمى عملية حلاقة الوجه للنساء بـ Dermaplaning، إذ إنه مع إزالة الشعر بشفرة الحلاقة يتم تقشير الوجه للتخلص من الجلد الميت، وتقول أخصائية التجميل كيت سومرفيل التي تشجع على هذه الطريقة، إن أحد الأسباب التي تجعل وجه الرجل مشرقاً بعد كل حلاقة هو تخلصه من الخلايا الميتة العالقة على البشرة، وهو ما يجعلها تبدو أكثر حيوية ونعومة.
تُضيف سومرفيل أن الحلاقة فعّالة جداً في إزالة الشعر الذي ينبت تحت الجلد، ونتجاهله في كثير من الأحيان وأنه أداة رائعة لمكافحة الشيخوخة ومنح الإشراقة الطبيعية للبشرة.
ومن المزايا الأخرى التي يمكن أن تُحققها الحلاقة للمرأة أن الحلاقة عادةً ما تكون خالية من الألم، وقد يستمرتأثيرها الإيجابي بإزالة الشعر غير المرغوب فيه لساعات أو لعدة أيام في كل مرة، وهذا يتوقف على معدل نمو شعر كل فرد.
أما ما يُثار بشأن كون الحلاقة تجعل الشعر ينمو مرة أخرى بشكل أكثف وأكثر خشونة، فهذا غير صحيح، لأن الحلاقة لا تقوم ببرمجة بصيلات الشعر الخاصة بنا لتنمو بمعدل وسُمك معينين، هذا التغيير يمكن أن يحدث بناءً على عمرنا والهرمونات والأدوية وعوامل أخرى، أما الحلاقة فلا تقوم بهذا التغيير.
أما عن العيوب التي يراها مؤيدو هذه الطريقة في التخلص من الشعر الزائد، فهي احتمالية حدوث تهيج، احمرار، جروح صغيرة، شعر نامٍ، وربما حتى عدوى.
وفي الفريق المضاد لحلاقة النساء لوجوههن يرى البعض أن ادعاءات كون الحلاقة مضادة للشيخوخة، غير صحيحة بالمرة، لأن الرجال يتمتعون بسُمك بشرة يجعلها أكثر شباباً من النساء، حيث إن الأندروجينات الذكرية تسبب زيادة في سماكة الجلد تصل إلى 25٪ مقارنة بالمرأة.
كما ينتج الرجال أيضاً المزيد من الزهم، وهو الزيت الذي يحافظ على ترطيب البشرة ونضارتها، كما أنه يكون لدى الرجال كثافة أعلى من الكولاجين في جلدهم مقارنة بالمرأة، وهذا هو السبب في تقدم المرأة في العمر بشكل أسرع.
لكن مهلاً، هناك أشياء يجب أن تعرفينها حول الحلاقة قبل البدء في الأمر.
هناك بعض الأشياء التي تحتاجين إلى معرفتها قبل الشروع في تجربة الأمر، بعضها يُعدّ من السلبيات والآخر قد ترين أنه أمر إيجابي بالنسبة لكِ، ومنها:
ليس للحلاقة أي تأثير على معدل نمو الشعر أو لونه أو سمكه، تشرح ذلك إليزابيث تانزي، دكتوراه في الطب، أخصائية الأمراض الجلدية والمديرة المساعدة لمعهد واشنطن لجراحة الليزر الجلدية في واشنطن العاصمة، فمن الخطأ الاعتقاد بأن الجلد يُصبح ملمسه أكثر خشونة بعد الحلاقة.
وتفسير أن هذا الأمر يحدث مع البعض يوضحه ستيفاني كوليسار، وهو خبير فني في صالون إزالة الشعر Spruce & Bond قائلاً: «الخشونة التي تشعرين بها عند لمس الجلد هو الحافة الحادة للشعر بدلاً من النهاية الرقيقة المدببة التي تمثل الشكل الطبيعي لشريط الشعر.
الأمر الآخر هو أنه بخلاف العمليات الكيميائية، مثل تلك المُستخدمة في تغيير لون الشعر أو تجعيده، والهرمونات المُتسللة، لا شيء يمكنه أن يغير نسيج الشعر الذي ولدت به.
لقد تم تطوير هذه الماكينة خصيصاً للوجه، وقد تم تصميم ماكينة حلاقة الرجل لمعالجة شعر أكثر صرامة، لذلك تكون حادة للغاية، وتُقلل من احتمالية نمو الشعر سريعاً، لكن عليكِ التأكد من الحلاقة في نفس اتجاه نمو الشعر، والحدّ من عدد التمريرات، لذلك عليكِ تمرير ماكينة الحلاقة على وجهكِ ببطء وبعناية ولا تستخدمي ماكينة حلاقة مملة وغير حادة بما فيه الكفاية، لأنها ستجعل عملية إزالة الشعر أصعب والتمريرات أكثر.
تقول سيسيليا وونغ، طبيبة الوجه ومؤسسة Cecilia Wong Skincare، إن إبقاء الأشياء خاصة البكتيريا والجلد الميت المُتعلقة بالمناطق المُختلفة منفصلة، هو وسيلة جيدة لتجنب التهيج والعدوى المحتملة، كذلك لا يجب بالطبع استخدام المنتجات الداخلية المخصصة لخط البيكيني لوجهكِ.
إذا كنتِ تستخدمين نفس ماكينة الحلاقة التي تستخدمينها على جسمكِ، فإنكِ تعرضين نفسكِ لخطر الجروح، التي يمكن أن تسبب الالتهابات والتهيج ويمكن أن تؤدي إلى تندب الشعر وتناميه، لذلك يجب الحذر.
يمكن أن يكون لحلاقة وجهكِ فوائد لتنعيم البشرة، لكن الاحتكاك بشفرة الماكينة قد يُسبب أضراراً دقيقة على الجلد، فيمكن أن تسبب الجروح والالتهابات، لكن تساعد الحلاقة في نفس الاتجاه الذي ينمو فيه الشعر على منع التهيج، كما يجب الاغتسال بلطف بعد الحلاقة واستخدام منشفة ناعمة.
فالأخير هو إجراء داخلي يتعلق بالتقشير أكثر من الحلاقة، يحذر الدكتور دانيال مامان، وهو جراح تجميل في مدينة نيويورك وأستاذ مساعد في الجراحة التجميلية في مستشفى ماونت سيناي، من أن هذا ليس شيئاً يجب تجربته في المنزل، فيستخدم Dermaplaning مشرطاً متخصصاً، مُثبتاً بزاوية 45 درجة على الوجه، لإزالة الطبقة السطحية لخلايا الجلد الميتة ميكانيكياً.
الهدف في هذه الحالة هو إزالة الجلد، وليس الشعر، فبالإضافة إلى مخاطرة التنقل بين ملامح الوجه بأداة حادة للغاية، سيجد النساء أنفسهن صعوبة في تحديد مدى عمق وكمية حلاقة خلايا الجلد الميتة السطحية، لذا يجب ترك الأمر للمحترفين.
من الأفضل الاحتفاظ بشفرة حلاقة واحدة للاستخدام الحصري على الوجه، والأخرى للمناطق الأخرى من الجسم، مثل: شعر الإبطين والفخذين واللذين لهم شعر خشن، ولديهما توازن مختلف في الجراثيم مقارنة ببشرة الوجه.
أم بعد الحلاقة فينبغي تجنب وضع أي شيء على وجهكِ يمكن أن يكون مزعجاً، وبدلاً من ذلك ينبغي استخدام مهدئات ومرطبات البشرة باستخدام مرطب عادي أو غير معطر أو مصل حمض الهيالورونيك.
ويجب على أي أنثى تلاحظ وجود شعر كبير في الوجه استشارة الطبيب؛ لأن هذا قد يكون علامة على اختلال التوازن الهرموني، مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
النساء اللواتي يجب عليهن التفكير في تجنب حلاقة وجههن يشملن أولئك المعرضات للشعر الخشن أو المجعد أو الناشئ على الذقن أو الرقبة، أو المُعرضات للإصابة بعدوى نشطة مثل القرحة الباردة، التي يسببها فيروس الهربس البسيط، أو البثور الملتهبة أو حب الشباب الكيسي والذي قد تصطدم به الحلاقة تاركة جروحاً صغيرة.