فواز الكعابنة الف مبروك التخرج أمريكا بين الدولار وقطبيه النفوذ،،، المعايطة : الهيئة مسؤولة عن تطبيق القانون؛ ولايوجد حزبي بالولادة. منتخبنا يفوز على سبارطة التركي بالتسعة وزارة الخارجية ترحب بالرأي الاستشاري لـ محكمة العدل بعدم قانونية إسرائيل إنتاج: شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردنية تعمل بشكل طبيعي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين حضور مميز لمبدع الكلمة المغناة مارسيل خليفة في "جرش" الفنانة فيوليتا اليوسف صاحبة مشروع "يلا نحلم" على المسرح الشمالي لـ"جرش" رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة
كتّاب الأنباط

سياسة عالدفتر

{clean_title}
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 ما قبل عصر السوبر ماركت والمولات , كانت القوة الاقتصادية السائدة في الحارة او الحي هي الدكانة او البقالة , ونجحت الدكانة في تكوين حضور طاغٍ لها , حتى انها بسطت سطوتها على العناوين البريدية , فكان العنوان دوما مقرونا بالبقالة او الدكانة , وكان صاحب الدكان هو اول البشارة واول الحزن ايضا , فالمكتوب او الرسالة تأتي اليه اولا , وترتفع قيمة الرسالة او المكتوب اذا كانت مسجلة , حيث يأتي وصل اخضر كإشعار عن وصول رسالة مسجلة وبالعادة فإن الاشعار الاخضر مؤشر على ورود حوالة او اشعار خطير يمكن الا تحتمله رسالة عادية , اما البرقية فتلك قصة اخرى وتعني ان امرا جسيما قد حدث .

السطوة المفروضة من صاحب الدكان كانت اكبر من سطوة صندوق النقد وكل البنوك , فثمة دفتر خطير يحتفظ به صاحب الدكان , يحتوي على مديونية الحارة بالكامل , فجميعنا نذهب للشراء وكلمة السر هي " عالدفتر " وذلك يعني ان السداد اما على الراتب او على موعد الحوالة الشهرية , وتكفي اشارة من صاحب الدكان كي يتم ادراج احد ابناء الحي على القائمة السوداء , ليس لعجز في تسديد الذمة المالية فقط , فربما يتم ادراجك على القائمة السوداء لمجرد خلل في سهرة عرس او مأتم عزاء , شعر صاحب الدكانة ان حجم الاستقبال والتهليل بمقدمه لم يكن بالحجم المطلوب , وربما تخسر امتياز ورود اسمك في الدفتر لنجاحك في الفوز عليه في طاولة الزهر او السيجة او لخسارة ابنه في لعبة او مباراة حارات .

سطوة الدكانة او البقالة انتهت , لكن سياسة عالدفتر ما زالت قائمة وتتمدد , ومؤخرا باتت سياسة حكومية بإمتياز , فكل اقتصادنا مربوط بالدفتر , وحتى مواجهتنا للاعباء الاقتصادية كانت على الدفتر , واول فكرة خطرت على بال الحكومة لمواجهة مصاريف شهر رمضان كانت اللجوء الى عقلية الدفتر , فطالبت البنوك بتأجيل الديون وكذلك شركات الكهرباء والمياه وبادرت هي بتوجيه نوافذها الاقراضية الى عدم فتح الدفتر في شهر رمضان - رغم ان شركات الكهرباء استعجلت فتح الدفتر قبل الشهر الكريم – وكأن المطلوب المرور الآمن من شهر رمضان وبعدها تفتح الدفتر على مصراعيه .

الدفتر وسياسته حاضرة في كل الخطوات الحكومية الاقتصادية والاجتماعية , وحتى استقطاب المريدين والاتباع , فكل مريد او تابع له اوراق في الدفتر يستطيع ان يملأها بما يشاء ومع فترة سماح طويلة قد تمتد الى الحكومة القادمة , فالدفتر اليوم فيه صفحات اضافية تحت عنوان الدعم التكميلي , وهو دعم يصل الى 250 دينارا للاسرة , وبمعايير مرنة تؤهل صاحب الدكانة وهو متنوع في حالتنا الاردنية " قد يكون رئيسا للحكومة او وزيرا او محافظا او متصرفا " , طبعا مشروط ذلك بالتهليل للحكومة والامتناع عن النزول الى الشوارع والميادين في رمضان , شهر البشارة على الحكومة وشهر الاشارة ايضا .

دفتر الحكومة هو كل مشروعها الاقتصادي والاجتماعي , وليس لديها اي مشروع غيره , فالحديث الدائر في اروقة الحكومة هو ترقيع الدخول تحت اسم تمكين المواطن  وكل الحلول المطروحة خالية من الارقام التأشيرية , اي الارقام التي تكشف مستوى الحاجة او الفقر , وما تلاها كلها نسب مفخخة ومفتوحة من الاتجاهين , لأن عقلية الدفتر ترفض الكشف او المكاشفة , فأنت محكوم للدفتر وما يكتبه صاحب الدكان وويلك اذا اعترضت او غالطت في الحساب .//

omarkallab@yahoo.com