المهندس هاشم نايل المجالي
هل كل من مارس السياسة نعتبره وطنياً خاصة في ظل التجاذبات والتناقضات طيلة فترة الازمات ، حيث وجدنا بعض الوزراء او كبار المسؤولين قد تم تحويلهم الى القضاء وهيئات مكافحة الفساد ، حتى انه في بعض الاحيان كان هناك مخاض عسير لولادة حكومات نستطيع ان نسميها حكومة التخمة ، فلقد كانت عاجزة عن الحركة والعطاء والانجاز فكانت تحمل حقائب وزارية تحت مظلة الارضاء السياسي يتنازع حقائبها متنفذون لتكون تشكيلة الحكومة محسوبيات متناقضة اكثر منها منسجمة ، وبالتالي ارهقت ميزانية الدولة ولم يعد هناك من مخصصات لتحسين الخدمات في المحافظات وتطوير للبنية التحتية او تحقيق التنمية المستدامة ، مما خلق فراغاً كبيراً بالعجز العملي اعطى فرصة كبيرة للكثيرين للنقد اللاذع حتى طرد العديد من المسؤولين من بعض تلك المناطق ، لعجزهم عن اجابة المواطنين على عجز انجازاتهم .
فالمواطن اصبح يضع معايير للسياسي الوطني بعد ان اكتسب المواطن خبرة كبيرة في التمييز بين هؤلاء المسؤولين بين الصادق والكاذب بين المراوغ وصاحب الانجاز ، فهناك من يدعي الوطنية زوراً وبهتاناً وما ان يخرج من الحكومة حتى يغادر الوطن الى وطنه الافتراضي ، أي ان المواطنين اصبح لديهم القدرة على الفرز والتصنيف بين من هو السياسي الوطني ، ومن هو السياسي الممثل مدعي الوطنية صاحب الدعاية والحماية الخارجية ، والذي لم يعد لديه مقدرة على الصمود امام القيادات الحزبية او التيارات الوطنية الفاقدة للاداء والمقيمة للانجاز والمدعومة شعبيا ً .
فهناك ثوابت وطنية وعلى المسؤول ان يضحي بمصلحته الشخصية ويفك ارتباطاته الخارجية ، او ان يتلقى التعليمات من جهات خارج اطار حكومته ليعمل وفق استراتيجية وطنية كفريق وزاري موحد الاداء .
والشعب قد سئم من المماطلة بالاداء ولم يعد هناك خرس اجتماعي ، فالكل يشارك النقد على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى وسائل الاعلام المخلتفة لأي تقصير في الاداء ، خاصة ان اصوات محاربة الفساد تعلو يوماً بعد يوم واهمية مواجهته ، حيث طغى ذلك على الخطب السياسية والانتخابية ، والتداول على مواقع التواصل الاجتماعي بالارقام حيناً واحياناً عن اوكار الفساد والذي عصف بالاقتصاد الوطني .
فهناك من المسؤولين من ركب مركب سياسة الفساد ليلقى على من يركب معه بالاوامر والتعليمات ، فصنعوا خطاب التمويه للعديد من المشاريع ، وتقديم التسهيلات والموافقات لرجال اعمال فاسدين سهَّلو لهم العبور الى مفاصل البنية الداخلية للدولة في كافة مستوياتهم .
ولقد اصبح النواب وغيرهم يستهلون كلماتهم او الخوض بالنقاش للتصدي للفساد الذين يعتبرونه من ضروريات استقامة النقاش والحوار ، بعد ان اصبح الفساد بانواعه مطروحاً على ارصفة السيرة الذاتية للوطن في العديد من المحافل في سطور متوالية من الكلام ، واصبح هناك لصوصية تعاونية مشتركة بين العديد من المتنفذين في شرائح مستقلة سواء كانت ذات قيمة غنية او قيمة بسيطة زهيدة ، لكن هنا يتساوى السارق مع السارق .//
hashemmajali_56@yahoo.com