من الطبيعي ان تقنية الفار التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم ..للفصل في الحالات الصعبة التي تحصل في ملاعب الكرة ولا يتمكن الحكم من متابعتها ..استطاعت ان تعيد الحقوق للفرق من خلال عودة الحكم لمطالعة الحالة من خلال الشاشة الموجودة على اطراف الملعب ..ومن خلال غرفة التحكم والمراقبة الموجودة داخل الملعب وهي مخصصة لهذه التقنية ..بحيث تصدر عنها الاشارة لتنبه الحكم الى بعض الامور التي لم يتمكن من رصدها خلال المباراة ..ومنها ركلات الجزاء والمخالفات الاخرى العديدة الاخرى التي كثيرا ما فاتت على الحكام قبل استخدام تلك التقنية وتسببت بالظلم الذي وقع على الفرق والمنتخبات ...!
ورغم ان هذه التقنية المهمة جدا ..والتي انصفت كل الفرق ساهمت الى حد كبير بانتهاء الحالات الجدلية في الملعب ..حيث شاهدنا كيف استبدل الحكام قراراتهم بعد العودة لمشاهدة الحالات العديدة ...وسط احترام كامل لقراراتهم من قبل اللاعبين والمدربين في ملاعب العالم وخلال الدوريات المهمة وبطولة كأس العالم الاخيرة ..ورغم ان هذه التقنية ادخلت الطمأنينة لنفوس الجماهير لشعورهم بان اي خطأ من الممكن تداركه بهذه الوسيلة ..الا ان هذه التقنية على ما يبدو لم تجد الكثير من القبول لدى اللاعب العربي ...!!
قبل ايام تابعنا من ملعب مدينة العين في ابو ظبي ..المباراة النهائية لبطولة الاندية العربية الابطال التي جمعت النجم الساحلي التونسي والهلال السعودي ..هناك وقعت العديد من الحالات التحكيمية التي لجأ خلالها حكم اللقاء الى الاستعانة بتقنية الفار ..لكن المدهش في الامر ان لاعبي الفريقين لم يقتنعوا حتى بالعودة لاستخدام تقنية الفار ..وشاهدنا كيف واصل اللاعبون احتجاجهم على حكم الساحة حتى بعد ان استخدم التقنية الاخيرة التي بيده لحسم كل حالة دون ان يقتنعوا بان ما يقرره الفار يضمن نزاهة القرار بنسبة عالية ..!!!
ما نود قوله ان لاعبنا العربي لا زال يحتاج للمعرفة والثقافة الخاصة بالتعامل مع الحكام والتقنيات الحديثة التي تم استحداثها ..لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة دون ظلم او تحيز .. بدليل ان اللاعب الاجنبي يصدع في العادة لما يقرره الحكام بعد العودة الى الفار في الوقت الذي يرفض اللاعب العربي الاستجابة لمتطلبات العصر الحديث في التحكيم ويصر على الاحتجاج حتى على الفار ..سبحان الله ...!!!