بيوت بلا أسقف !!!
لقد اصبحت غالبية البيوت معدومة الخصوصية واصبحت المجالس فيها تبث على الهواء مباشرة ، قيل وقال وما زالوا يتحدثون عن امور كثيرة وعن الاحداث الجارية والمقبلة ، فقدوا الشعور حينها فمات الاحساس لدى الكثير منهم عندما يُغتاب الآخرون على الملأ لتكون الفتنة في جلسة سهر أو سمر أو حفلة .
فالمسلم هو من سلم الناس من يده ولسانه ، ولا ننسى كثرة الشائعات في بيئة اهلية او اجتماعية في بيئة اسرية او مجتمعية ، فيها من يصور ويبث لتنتشر الاقاويل بقصد او بغير قصد ، ولقد حرم الله علينا الغيبة والنميمة ووجب علينا العمل بما يمليه علينا ديننا الحنيف وضميرنا الا وهو الصمت وحسن الظن بدل ان ينطلق اللسان فيفري في اللحوم بدون ضوابط ، ولقد قال ابن القيم ( من العجب ان الناس تتحرز من أكل الحرام ولكنها تأكل لحوم البشر ورب كلام جوابه السكوت ورب سكوت خير من الكلام ) .
فنسي البعض ان للعباد حقوقاً وعرضاً تنتهك بكلمة ، ونسوا ان من ستر مسلماً ستره الله ومن تتبع عورته تتبع الله عورته وفضحه وهو في عقر داره ، فمن اراد ان يشتري ستر الله ورحمته فليبتعد عن الكلام في كل ما لا يخصه ولا يعنيه وليقل خيراً او ليصمت .
ولا لتزييف الحقائق وسوء الظن ، كما ينتهجها مجموعة من الهاربين من اوطانهم للعديد من الاسباب وجالسين خلف اجهزتهم يبثون الفتن والشائعات ويهتكون عرض البشر بقصص من نهج الخيال .
ولا لكل شخص خلف جهازه يفتري على الناس افتراء الجاهل والظالم وبيته من زجاج مصقول زاهي الالوان يظن ان لا احد باستطاعته خدشه او نسي ان زجاجه من الاصل مكسور .
نحن أحوج الى الحسنات ومخافة الله فيما نكتب وفيما نقول فالجزاء من حسن العمل والدرجات مختلفة ، واتذكر قول لقمان لابنه يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك .
فمن منا لا يذنب ومن منا لم يخطىء ، ولكن بعض الاشخاص يكون عوناً للشيطان على المخطىء وذلك بالتشهير به وهتك ستره وتمزيق عرضه ، والحديث والكتابة عنه بكل ما هو سيىء وبأسلوب اللهو والتسلية ، وتلفيق التهم فلا خوف يردعهم ولا حياء يمنعهم ، ولو نظروا لانفسهم والاخطاء التي ارتكبوها لما خاضوا في هذا الامر خاصة ان وجدوا من يفضح امرهم .
الاسلام وكل الاديان تدعو الى الستر وصيانة الاعراض وعدم التشهير بالناس ، ولقد جعل الله عز وجل الجزاء من جنس العمل ومن ستر عورة ستر الله عورته يوم القيامة .
ان هذا الامر يعتبر من امراض المجتمع وعلينا جميعاً ان ننصح هؤلاء بالحكمة والموعظة ، وهناك قانون يأخذ مجراه بحق المسيئين لمن لم تؤت النصيحة ثمرتها معهم ولم يستجيبوا ، بل تزداد جرائمهم مما يجعلهم يخلون بأمن المجتمع فالمسؤولية الاجتماعية مسؤولية تضامنية ولا بد من تقويم السلوك المخالف خاصة ان هناك اشخاصا ماتت ضمائرهم واخذوا يعيثون في الارض فساداً دون خشية الله بل يتفاخرون بما يقولون ويفعلون ، ويجب ان يرفضهم المجتمع حتى يتجنبوا شرهم وحتى لا تنهار قيم واخلاقيات المجتمع ومبادؤه بعد ان تحدوا حدودهم بالمعصية لتصبح لديهم تجارة ، حيث هناك من يدفع لهم ويمولهم لقاء ذلك ، فهي نزعات عدوانية مكبوتة والاموال التي يحصلون عليها هي اموال حرام وهم يبتزون الاخرين لتحقيق شهرتهم وحصد المكاسب بانواعها . //
hashemmajali_56@yahoo.com