زاوية سناء فارس شرعان
لأول مرة منذ وصوله الى سدة السلطة يخسر حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم في تركيا الانتخابات البلدية رغم فوزه التاسع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصرفية منذ عام ٢٠٠١ ما جعل الدوائر الفرعية الغربية من امريكيين واوروبيين تحمل مسؤولية هذه الخسائر ولرئيس الحزب ورئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان الذي تشهد علاقاته مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي توترا كبير ومحملة بعض الدول الاوروبية مسؤولية مذبحة الأرمن عام ١٩١٥ خلال الحرب العالمية الاولى …
وتأتي خسارة الحزب الحاكم لبعض المدن الكبرى مثل ازمير وانقرة واسطنبول وانطاليا بعد ايام من ادانة العرب في قمتهم بتونس لتدخلات كل من تركيا وايران في الشؤون العربية ما حدا بأمير دولة قطر الى مغادرة اعمال القمة العربية الثلاثين التي عقدت في تونس اواخر الشهر الماضي احتجاجا على الاتهامات الموجهة لتركيا …
صحيح ان حزب العدالة والتنمية لم يخسر الانتخابات البلدية بشكل كامل وانما خسر بعض المدن الكبرى مثل اسطنول وهي قاعدة اردوغان التي انطلق منها عندما فاز برئاسة بلدي عام ١٩٩٤ والتي يقول عنها الاتراك من يفوز باسطنبول فانه يفوز بتركيا كاملة ومن يخسر معركة اسطنبول فقد خسر تركيا بكاملها بالاضافة الى العاصمة انقرة وازمير قاعدة الحزب الجمهوري المعارض وانطاليا الا ان حزب العدالة والتنمية لم يعد يسيطر على المدن الكبرى كما كان الحال سابقا الأمر الذي يعكس شعبية الحزب لدى الجماهير التركية والذي يحقق لأول مرة في البلاد ما يشجع مرشح المعارضة على ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة منافسا لاردوغان الأمر الذي لم يتجرأ اي حزب على القيام به منذ استيلاء حزب العدالة والتنمية على السلطة في الانتخابات عام ٢٠٠١ .
انعكست خسارة العدالة والتنمية في المدن الكبرى سلبيا على الاقتصاد التركي حيث انخفضت الليرة التركية فورا بسبب زيادة نسبة التضخم التي بلغت ١٠ في المائة.
خسارة العدالة والتنمية لبعض المدن الكبرى مثل اسطنبول وازمير وانقرة تعطي دلالة قاطعة على انحسار المد الجماهيري الذي يحظى به الحزب ويتزامن مع تراجع العلاقات التركية مع العالم الخارجي وخاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي والاقطار العربية.
فالعلاقات العربية التركية تراجعت كثيرا لا سيما وان الجماهير العربية تتهم تركيا بالتدخل في الشؤون العربية على غرار ايران هي تسعى للسيطرة على بعض الدول العربية مثل ليبيا وبعض دول الخليج والقرن الافريقي، اما العلاقات التركية الامريكية فقد تراجعت كثيرا بعد ان كانت استراتيجية على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية علاوة على ان كلا من انقرة وواشنطن عضوان في حلف شمال الاطلسي الناتو.
الآن تراجعت العلاقات الثنائية بين البلدين عسكريا بعد عزم انقرة شراء منظومة صواريخ ٤٠٠ اس ايه ما جعل امريكا تتراجع عن تسليم تركيا طائرات اف ٣٥ واتهام تركيا لواشنطن بتدبير الانقلاب الفاشل في تركيا والعمل على اضعاف الدولة التركية ما ادى الى انهيار الليرة التركية ..
وعلى الصعيد الاوروبي تتعرض تركيا لاتهامات ضد حقوق الانسان في تركيا وعدم ضمان الحريات العامة وخاصة حرية الصحافة والرأي والنزاهة في الانتخابات بالاضافة الى اتهام تركيا باقتراف مذبحة الارمن خلال الحرب العالمية الاولى والتخطيط لقتل مئات الالاف من الاكراد في كل من تركيا وسوريا والعراق وعدم السماح باقامة دولة كردية تضم الاكراد في كل من ايران وتركيا وسوريا والعراق كما جاءت خسارة تركيا للمدن الكبرى بعد المذبحة التي جرت للمسلمين في نيوزلندا وكان نتيجتها اكثر من ٥٠ شخصا وعرض اردوغان لفيديوهات عن المذبحة واستغلالها في المحافل الدولية…!!!