زاوية سناء فارس شرعان
بعد اسبوع من وقوع المجزرة الرهيبة في كريست تشيرتش بنيوزلندا الذي اودى بحياة ٥٠ مسلما من خلال صلاة الجمعة في مسجدين بالمدينة واصابة مثل هذا العدد شيعت نيوزلندا رسميا وشعبيا ضحايا الجزرة في احتفال مهيب حضره ممثلون من سكان البلاد باطيافهم السياسية والمذهبية تتقدمهم رئيسة الوزراء بملابسها السوداء حدادا على ارواح الضحايا فيما ارتدت النساء الحجاب وهو لباس يخص المسلمين تضامنا مع شهداء المذبحة التي لم تعرف لها البلاد مثيلا من قبل …
الاحتفال اقتصر على المراسم الدينية والوداع الرسمي والشعبي وخلا من اي هتافات تمس مشاعر اتباع الديانات المختلفة وجسد مظاهر وحدة البلاد بتعددها الديني والحضاري والأمني على اختلاف الشعوب التي هاجرت الى نيوزلندا التي تسمى خدمة المهاجرين.
سكان نيوزلندا يبلغ عددهم زهاء اربعة ملايين غالبيتهم الساحقة من المهاجرين من كافة دول العالم اذ يقطنها نحو ٤٠٠ جنس يتكلمون نحو ١٦٠ لغة وفردا من مختلف القارات يعيشون حالة وئام منذ مئات السنين ولا يعرفون التفرقة العنصرية او الاسلاموفوبيا او الحقد او الكراهية وقلما تعرض النيوزلنديون الى حوادث على خلفية عنصرية او ارهابية خلافا لما شهدته العديد من دول العالم التي يكثر فيها المهاجرون او اللاجئون كليا للأمن او الحياة الأفضل … !!!
جزيرة كرست تشرتش وحدت النيوزلنديين جميعا بموقف واحد ضد الارهاب ممثلا بمرتكب المجزرة ومن ساعده في ذلك وضد الاسلاموفوبيا حيث ان القاتل وجه نيران سلاحه الى المسلمين واثناء اداء صلاة الجمعة حيث قتلى المساجد بالمصلين من رجال ونساء …
خطباء الحفل اشادوا بموقف نيوزلندا الرسمي من الاقليات الأمنية وعدم تفضيلهم الجنسية على اخرى وعدم معاداتهم لاتباع اي من الديانات من شتى المنابت والاصول كما اشادوا بموقف رئيسة الوزراء التي تعاملت مع الحادث بكل عدالة ونزاهة مطالبة بمحاكمة المسؤول من الجريمة وعدم التساهل معه بأي حال من الاحوال علاوة على ارتداء الجلباب تضامنا مع القضايا والرداء الأسود حدادا على الذين وقعوا شهداء خلال المجزرة فمسحت بذلك اي اثر او صيغة للاسلاموفوبيا واي اتهام لنيوزلندا بهذه التهمة من الوجود ..
اهم ما اتخذته الحكومة النيوزلندية من قرارات للقضاء على اي مظهر من مظاهر العنف الديني والتطرف الاجتماعي تنفيذ قوانين اقتناء الاسلحة النارية التي من شأنها عدم استخدام هذه الاسلحة في عمليات اجرامية وعدم تكرار مذبحة كرست تشيرش …
الاحداث التي شهدتها نيوزلندا بعد المجزرة كانت رسالة للعالم بأسره بما في ذلك الدول المتحذرة بنبذ الجرائم الدينية والعرقية وتجاوز خلاف الاديان والحضارات والحضارات والغاء مبدأ الاسلاموفبيا من قارات العالم السياسي … !!!