سامر نايف عبد الدايم
إن رقي وتقدم المجتمعات وانتشار جوانب الحضارة تتطلب توافر مناخ من الأمن والطمأنينة ينعم به الجميع دون تفرقة أو تمييز، فالأمن مطلب حيوي ينشده كل البشر، وأياً كانت متطلباته فإنها تتضاءل كثيراً أمام الخسائر المادية والمعنوية التي تنجم عن الحوادث الإجرامية في حياة الأفراد والجماعات، والعمل الأمني يهدف باختلاف تخصصات ومسارات عمله إلى بث مشاعر الطمأنينة والسكينة في نفوس الناس كافة، لذا تحرص كل الدول على توجيه عناية خاصة للعمل الأمني لاستتباب الأمن الذي يتيح لرعاياها العيش في طمأنينة وسكينة ، ورغم وضوح مضمون هذه الغاية وفحواها إلا أن القائمين على هذا العمل غالباً ما يواجهون صعوبات جمة في قياس مشاعر الجمهور وتحديدها بدقة لارتباط ذلك بالنفس البشرية التي تتسم باختلاف طبائعها واتجاهاتها وميولها ورغباتها، وإذا كان الجمهور هو الغاية النهائية التي ينشدها العمل الأمني فإن تشعب مسارات هذا العمل ، وتعدد تخصصاته وتداخله في العديد من الأنشطة سواء التي تمارسها الدولة من جانب، أو الأفراد من جانب اخر، كلها مقومات تشير إلى أهمية وجود الية تدعم الوعي الأمني لدى الجمهور من خلال تفعيل سبل الاتصال بين الأجهزة الأمنية من جانب والجمهور من جانب اخر.
لذلك فإن الإعلام الأمني يحمل بين ثنايا أهدافه ورسالته القيام بالوعي الأمني من خلال تدعيم سبل وأوامر الصلات بين الأجهزة الأمنية والجمهور وإعلامه بحقائق وثوابت العمل الأمني دون تهويل أو تهوين ، وتبصير الجمهور بدوره الأساسي، وبأساليب وقايته من الجرائم وتشجيعه على مساندة أجهزة العدالة تحقيقاً لأمن المجتمع.
مديرية الأمن العام في الأردن قد سبقت جميع الأجهزة الأمنية والشرطية في البلدان العربية ودولا عالمية في إنشاء أجهزة إعلامية تتبع لها مباشرة مثل إنشاء إذاعة الأمن العام ، وقناة تلفزيونية ، ومسرح للشرطة يقدم عروضه في جميع أنحاء المملكة بالإضافة إلى إصدار دوريات متخصصة وصحيفة إلكترونية ونشر مكاتب للشرطة المجتمعية في جميع المراكز الأمنية.
ومن هنا استمد الإعلام الأمني أهميته الكبرى في مجال التوعية الأمنية ومكافحة الجريمة، خاصة في هذا العصر الذي بات فيه العالم باختلاف وترامي أركانه قرية كونية صغيرة تتلاقى فيها وبسرعة كل البيانات والمعلومات لتؤثر في بعضها البعض وتخلق نسيجاً جديداً لحياة ذات خصائص وسمات متجانسة ومتلائمة مع البيئة التي تحيط بها.//
@samerN13