تلوث الهواء يسبب الانسداد الرئوي المزمن دراسة تكشف العلاقة بين الضائقة المالية وآلام الظهر دولة تشطب ديون مواطنيها حتى 100 ألف دولار! دراسة: استخدام الاختصارات في الرسائل يثير الشك في صدق المرسل الجامعة العربية تحذر من التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية الصمت الحزبي حين يصبح خطيئة وطنية أرامل والمطلقات.. مطالِبات بالتمكين بمجتمع لا يرحم الاردن يتقدم 9 مراتب بمؤشر المعرفة العالمي.. عبيدات: التقدم المعرفي يعزز الاستقرار الاقتصادي ويوفر فرص عمل الصحة اللبنانية: 3768 شهيدا و 15699 جريحا منذ بدء العدوان مجلس الكنائس العالمي يطالب بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين ولبنان الأردن يرحب بقرار يونسكو لدعم نشاطات أونروا في الأراضي المحتلة العين داودية يصلي بعد انقطاع دام 65 عامًا رونالدو يقود النصر لانتصار ثمين.. وأهلي جدة يعتلي صدارة "نخبة آسيا" مؤقتًا سينما شومان تعرض الفيلم الأردني "حكاية شرقية" للمخرج نجدة أنزور الصفدي يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان فوراً تنبيه من دائرة الأرصاد الجوية الأردنية وزير الأشغال يتفقد مشروع الطريق التنظيمي لمنطقة وادي العش الصناعية عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في الزرقاء 10 آلاف خيمة لنازحين في غزة تضررت جراء المنخفض الجوي مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي المقابلة وسيف والعربيات والدباس

الكارثة بين الفرصة والفضيحة .. نيوزيلندا نموذجا

الكارثة بين الفرصة والفضيحة  نيوزيلندا نموذجا
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 خلال اسبوع واحد نجحت دولة صغيرة بحجم نيوزيلندا في تحويل كارثة بشرية وازمة مجتمعية الى فرصة , فقد باتت هذه الدولة حاضرة في العالم كنموذج انساني وسياسي في التعامل مع الكوارث البشرية والاحداث الارهابية , بعد ان كان الاكثر شهرة في تلك الدولة هو " الكتف النيوزيلاندي " كما هو مشهور في اعلانات بيع اللحوم , ونجحت لعوامل ليس ابرزها القدرة على استنهاض المنظومة القيمية في مجتمعها الصغير وقوى المجتمع المدني , بل ايضا بفعل حرفية رئيسة الوزراء في تلك الدولة التي اشك ان النوم قارب جفونها خلال اسبوع كامل .

فالسيدة التي كانت كل ذاكرتنا معها , صورة وهي تقوم بارضاع طفلها في اجتماع كوني , نجحت في اجتياز عاصفة ارهابية , يمكن ان تعصف بحكومة دولة عظمى , ويمكن ان تتحول من حادثة ارهابية الى حالة صدام اجتماعي يقضّ مضاجع السلم الأهلي في المجتمع, بفعل عبقرية الادارة للازمة والنزول الى المجتمع والاشتباك معه على قواعد اشتباك محترفة , حول تلك الكارثة الى فرصة , بعد ان تماسك المجتمع النيوزيلندي واثبت مدنيته الأصيلة , وان القوى السياسية الناضجة هي عنصر الامان والامن في اي مجتمع وليست البناءات العصبية او البناءات القبلية .

في بلدنا – للأسف – تحولت الكارثة الى فضيحة , رغم انها كارثة طبيعية وليست ارهابية ,  فكارثة البحر الميت التي ما زلنا نعيش ظلالها وتفاعلاتها , عبر اعتصامات لاهالي الضحايا واختراقاتهم لاجتماعات الوزراء , كانت حالة اختبارية لصدق مجتمعنا وسلوك حكومتنا التي نصفها دوما بالرشيدة , ودون مواربة فإننا رسبنا في الاختبار كمجتمع وحكومة , فمنذ ستة اشهر واللجان تنعقد والتقارير تتوالى وبعضها اختفى , ولم نحسم حتى اللحظة نتيجة الكارثة التي حسمتها نيوزيلندا في اسبوع , رغم ان رئيسة حكومتها لم تتخرج من اعرق الجامعات العالمية .

في بلدنا تصبح الكارثة فرصة للانتقام والتصفيات السياسية بل والشماتة ايضا , مما يعني غياب اي تقاليد مدنية وانسانية عن القوى المدنية والسياسية , وتتفاعل الاحزاب مع الكارثة بعقلية القطيع والقطيع النقيض , فلا نجد قراءة موضوعية للازمة التي نقتلها بالمواقف والتوصيفات دون اجتراء على الدخول في الازمة بالقراءة والتحليل واستخلاص العِبر , فكل كارثة البحر الميت لم تخضع لقراءة وتحليل من اي حزب او من اي جهة من جهات المجتمع المدني المشغول بالدعم الخارجي والدراسات المطلوبة للحصول على الدعم من الجهات المانحة .

اما الحكومة فما زالت تعيش حالة انزياح العقل عن مواجهة الازمة الى تبريرها والقاء اللوم على الطبيعة بل ثمة عقول ما زالت توجه اللوم الى اهالي الضحايا لموافقتهم على مشاركة الابناء في الرحلة المشؤومة , ويا سبحان الله , فكل حكوماتنا لا ياتيها الباطل , وكل الوزراء والرؤساء ملائكة , بل ثمة مستقر في العقل الرسمي بان المجتمع الاردني ناكر للجميل ولم يلتفت الى القرارات التاريخية والمفصلية التي تأخذها الحكومة , وهذا ينسحب على هذه الحكومة وسابقاتها , فكل حكوماتنا انجزت وكل الرؤساء قادوا المركب الى بر الامان , ولا يوجد حد ادنى من الخطأ .

نعيش حالة انكار ستودي بنا الى الكارثة , مجتمعا وحكومة , فالمجتمع الاردني هو وجه آخر للحكومة بل وانعكاس لها , فلا يوجد تقاليد مدنية راسخة ولا سياقات سياسية ثابتة , فنحن ابناء اللحظة وابناء الثأر والتصفية السياسية والانقلاب المناخي والسياسي .//

omarkallab@yahoo.com

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير