زاوية سناء فارس شرعان
بادىء ذي بدء من حق اي شعب ان يحتج مطالبا بتحسين اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستواه المعيشي والمطالبة باسقاط السلطة القائمة مهما كانت الظروف والأحوال بما في ذلك سكان قطاع غزة المحاصر منذ ١٣ عاما برا وبحرا وجوا والخاضع لسلطة حماس بعد طرد السلطة الفلسطينية من القطاع بقوة السلاح …
وقطاع غزة يقطنه مليونا فلسطيني على مساحة صغيرة لا تتجاوز الـ ٣٠٠ كم٢ وكثافته السكانية اعلى من اي كثافة سكانية في العالم وتحده اسرائيل من جميع الجهات وليس له اي اتصال بالعالم الا بعد معبر من خلال معبر رفح الواقع على الحدود بين القطاع ومصر وهو المتنفس الوحيد للقطاع ورئته التي يتنفس منها …
قطاع غزة محاصر امريكيا واسرائيليا منذ ١٣ عاما وتكاد سلطات الاحتلال تمنع الهواء عنه بعد منع الغذاء والدواء وكافة المتطلبات الاساسية للحياة ولا تسمح اسرائيل للوفود العربية او الاسلامية او الاجنبية بزيارته او ادخال المواد الغذائية اليه او الأدوية او متطلبات الحياة الحرة الكريمة.
اما سلطة رام الله التي انهت حركة حماس وحدودها في غزة تساهم في مقاطعة القطاع وحصاره مالديا واداريا واقتصاديا لدرجة انها لا تسمح بتقديم مساعدات للقطاع واهله الا من خلال وعن طريقها ما يفرض على سكانه المزيد من الحصار الذي يؤدي الى الاختناق نظرا لعدم توفر المتطلبات الضرورية للعيش الكريم وارتفاع نسبة الفقر والبطالة لا سيما بعد ان خفضت واشنطن من تبرعاتها للاونروا التي توفر بعض المتطلبات الدولية والعلاجية والخدمية والتعليمية للاجئين علما بان نسبة اللاجئين في قطاع غزة تشكل ٨٥ في المائة من سكان القطاع ..
الخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية تصل حد التناقض نظرا لاختلال المواقف السياسية حيث تلتزم السلطة بالنهج السلمي الذي يعتمد على المفاوضات وفقا لمتطلبات اوسلو التي اعترفت منظمة التحرير بموجبها باسرائيل فيما اعترفت اسرائيل بالمنظمة وليس بالدولة الفلسطينية التي نص قرار التقسيم عام ١٩٤٧ على انشائها ..
في ضوء الحصار الاسرائيلي والانقسام بين حماس والسلطة واغلاق حدود قطاع غزة من خلال اغلاق معبر رفح ووقف المساعدات الامريكية للفلسطينيين بما في ذلك تخفيض التبرعات للاونروا اصبح قطاع غزة جحيما لا يطاق من حيث ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة نسبة الفقر والبطالة والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة التي دمرت المنازل والمزارع والمدارس وشلت كافة مرافق الحياة …
ونظرا لأن حماس وبعض منظمات المقاومة هي الخنجر الوحيد الذي يمكن ان يطعن المشروع الامريكي لتصفية القضية الفلسطينية بعد الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة امريكا من تل ابيب الى القدس اضحى هناك اجماعا عربيا ودوليا على ضرورة انهاء حركة حماس ومنظمات المقاومة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بعد الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة امريكا من تل ابيب الى القدس اضحى هناك اجماعا عربيا ودوليا على ضرورة انهاء حركة حماس ومنظمات المقاومة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية التي لا هم لها الا اخضاع حماس واستعادة السلطة على قطاع غزج … واخيرا التحريض على حماس التي لم تجد طريقة لتخفيف معاناة اهالي غزة الا بفرض ضرائب جديدة تئن تحت وطأتها تعامل ابناء القطاع ما ادى الى اندلاع الاحتجاجات والمواجهات في القطاع ..
حماس بصفتها سلطة الأمر الواقع في غزة ينبغي ان لا تواجه المظاهرات بالسلاح والقوة مهما بلغت ومن حق ابناء القطاع ان يحتجوا على السلطة القائمة بكل حرية، ومن واجب حماس ان لا تقمع هذه الاحتجاجات الا بالاقناع والحوار … !!