التقت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم في متحف دار السرايا بمحافظة اربد مع أعضاء مؤسسة محافظتي التطوعية ومجموعة من المستفيدين من برامج المؤسسة.
وعبرت جلالتها عن سعادتها باللقاء في اربد الخير بسهولها وكرم ناسها ونخوتهم وهمتهم وفزعتهم للغير؛ واحتضانهم كل من لجأ لهم على مر السنوات والتي خرجت ولا زالت تخرج للوطن رجال ونساء ساهموا في بناء الأردن من الجيش للإدارة، للتعليم وبشتى المجالات والميادين. ونقلت للأهالي سلام جلالة الملك وفخره فيهم دائما.
وأضافت أحببت أن أجتمع بكم لأتعرف أكثر عليكم وأسمع منكم؛ لكن الأهم لأشكر المتطوعين من مبادرة "محافظتي"، والذين ينورون الأردن بهمتهم. وقالت لا شك أن الأردن يمر بظروف اقتصادية صعبة، لكن ما من مخرج سوى التكاتف والعمل.
وأشارت إلى أن عملهم ساعد في تقليص الفجوات وكسر العزلة بين فئات المجتمع وربطها سواء من خلال مشروع "حرفتي" بربط مهارات الأجيال، أو ربط المعرفة بمن يحتاجها، وفتح افاق التواصل بين المدينة والريف وغيرها.
وقالت جلالتها أن أكثر شيء لافت بهذه المبادرة هو اتساع مجالات العمل والتركيز على تمكين الآخرين. وهذا يزيد الإعجاب بالمبادرة، لأن تعليم المهارات أو التمكين بشكل عام أصعب بكثير من تقديم خدمة أو إصلاح أو إعطاء شيء. واضافت لم تختاروا المجالات الواضحة والسهلة، اخترتم إحداث تغيير مستدام.
وبعد مداخلات من الشباب والشابات ركزت على روح العطاء والمبادرة وكيف استفاد الشباب مما يتم تقديمة من تدريب وتشبيك وبناء مهارات ساعدت جميعها في توفير فرص عمل ومشاريع صغيرة مدرة للدخل. اكدت جلالتها على حق كل شاب في العمل وعلى اهمية تحديد المهارات التي تحتاج الى تطوير من اجل التعاون معهم كما يتم حاليا في بعض المحافظات لتوفيرها وبما يسهم في تعزيز قدراتهم التي يتطلبها سوق العمل.
وقالت جلالتها ان التحدي الاكبر لنا في الاردن هو إيجاد فرص عمل للشباب وايضا محاربة الاشاعات والسلبية التي شككت المواطن بنفسه وبالمؤسسات وجعلته عرضة للخلط بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي، مشيرة إلى أن الاشاعات أصبحت تشكل حالة واسعة من السلبية التي تؤثر على مجمل الواقع الاستثماري.
ونوهت إلى أن دحض الاشاعات يتم من خلال توفير المعلومات وزيادة الوعي، مبينة أهمية دور الشباب في المساهمة بتوفير الاجواء الايجابية وادخال الهِمة على الهمّ الاردني.
وقالت في كثير من الاحيان نلاحظ تضخيم للامور وتناسي الانجازات والقدرات والكفاءات التي استطاع المواطن الاردني من خلالها تجاوز الكثير من التحديات والصعاب، في حين أن الكثيرين حول العالم يبدون احترامهم للأردن وشعبه لما حققوه بالرغم من محدودية الموارد وهذا كله بوعي وهمة ابناء وبنات الاردن.
وخلال اللقاء جرى عرض فيلم قصير عن المؤسسة، وقدم مؤسس "محافظتي" عبد الله بني هاني شرحاً عن عمل المؤسسة التطوعية التي بدأت عام 2014 كمؤسسة أردنية غير ربحية، تسعى لتفعيل دور الشباب في الخدمات العامة واطلاق قدراتهم في بناء المجتمع، وترسيخ مفهوم المواطنة الفاعلة في المجتمع وغرس ثقافة العمل التطوعي والثقافي، وتعزيز الثقة بالنفس والعمل الجماعي وتنمية القدرات.
وأشار إلى أن "محافظتي" تعمل على تطوير شراكات مع مؤسسات المجتمع المحلي لإشراك الشباب في برامج تلك المؤسسات التي تعنى بقضايا المجتمعات المحلية. وأطلقت مشاريع نهديك كتابا الثقافي، وتفكر الثقافي، وسفراء المواطنة، وبيئتي مسؤوليتي، وتمكين للتدريب والتشغيل، وتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية، وشباب واعد ومنتج، والساعة اقلع عن الاشاعة، وعطاء الخيري، ومبادرة أسبوع الوئام الأردني سلام الأجيال.
وتبادلت جلالتها الاحاديث مع مجموعة من السيدات المستفيدات من مشروع "حرفتي" الذي أطلقته مؤسسة محافظتي التطوعية لتمكين السيدات من الاسر ذات الدخل المحدود اقتصاديا وتدريبهم على صناعة الحرف اليدوية حيث يتم تدريبهم على المهارات الحياتية الأساسية ومهارات التسويق الجيد والمشاريع الصغيرة ومحو الأمية المالية .
واستمعت جلالتها إلى عرض قدمته "شبكة فناني المدينة" والتي تضم مجموعة من الفنانين الذين يأتون من مناطق أقل حظاً وتهدف الى التعريف بهم ودعم تطوير مواهبهم.