وزارة الخارجية ترحب بالرأي الاستشاري لـ محكمة العدل بعدم قانونية إسرائيل إنتاج: شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردنية تعمل بشكل طبيعي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين حضور مميز لمبدع الكلمة المغناة مارسيل خليفة في "جرش" الفنانة فيوليتا اليوسف صاحبة مشروع "يلا نحلم" على المسرح الشمالي لـ"جرش" رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟
كتّاب الأنباط

الإرهاب الوطني الأبيض

{clean_title}
الأنباط -

 بلال العبويني

يشكل صعود اليمين المتطرف في دول العالم المتحضر تحديا يستهدف المهاجرين على وجه الخصوص، بما يحمله أتباع هذا الفكر من قناعات ترى في الأعراق الأخرى خطرا يتهدد وجود "البيض"، من الذين يؤمنون بتفوق عرقهم على غيره من أعراق .

هذا النزوع المتطرف لليمينيين، من شأنه أن ينفجر عنفا ينتج عنه مجزرة إرهابية كالتي ارتقى فيها أكثر من خمسين شهيدا في مسجدين بنيوزلندا، وذلك قد يكون نتيجة طبيعية لاستمرار آلة الشحن اليمينية المتواصلة في تلك الدول والتحريض المركّز ضد الأعراق والقوميات الأخرى.

اليوم، تكمن الخطورة في أن يكون العنوان الأبرز خلال المرحلة المقبلة متمثلا بالإرهاب "الأبيض"، في مقابل "الإرهاب الأسود" المتمثل بالقاعدة وداعش ومن دار في فلكهما والذي كان العنوان الأبرز والأسوأ خلال العقدين الماضيين.

ما يدفع باتجاه هذا الخوف بعض الحوادث الإرهابية التي شهدناها خلال السنوات الماضية مثل هجمات النرويج عام 2011 والتي قتل فيها نحو 77 شخصا من أنصار التعدد الثقافي، بدافع "منع غزو المسلمين"، وعملية "معبد السيخ" عام 2011 في أمريكا، وعملية "المركز اليهودي" في أمريكا والتي نفذها زعيم منظمة تؤمن بتفوق العرق الأبيض، وعملية "كنيسة السود" أيضا في ولاية كارولينا الأمريكية وغير ذلك من عمليات إرهابية.

ولعل الخطورة تكمن أكثر في وجود "أب روحي" لـ "الإرهاب الأبيض"، وهو ما قد يكون عاملا حاسما في تطور هذا النوع من الإرهاب، كما هو الحال في منفذ عملية المسجدين الإرهابية في نيوزيلندا الذي يرى في ترامب "رمزا للهوية المتجددة والهدف المشترك".

صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية كانت قد دعت إلى شن حرب عالمية ضد ما أسمته بـ "الإرهاب الوطني الأبيض"، غير أنها رأت في ترامب عقبة كبيرة أمام مثل هذه الحرب.

الصحيفة رأت أن الوقت بات حاسما للتحرك ضد "الإرهاب الأبيض" قبل أن يصبح بضخامة تنظيم "القاعدة" وقبل أن يتوسع ليصبح أكثر خطرًا على الأنظمة الديمقراطية الغربية في المستقبل.

في الواقع تخوفات الصحيفة الأمريكية تبدو في محلها بالنظر إلى التقارير الأمريكية التي تحذر من عدم انتقال السلطة في الولايات المتحدة بشكل سلمي إذا ما ترشح ترامب لولاية ثانية وخسرها في انتخابات 2020، أو إذا ما تم عزله من منصبه، ما قد ينتج عن ذلك أعمال عنف وشغب قد تمزق الولايات المتحدة وفقا لما نقلته التقارير عن مسؤول في الاستخبارات الأمريكية.

قد يكون منفذ عملية المسجدين في نيوزيلندا لم ينطلق بدافع الانتصار للعرق الأبيض، لأنه لو كان كذلك لكان قد وجد أماكن أخرى لتنفيذ عمليته الإرهابية في مرقص أو ناد ليلي أو تجمع لعرقيات في أماكن غير دور العبادة.

غير أن إشارته لترامب كرمز للهوية المشتركة، ينطوي على خطورة كبيرة في وقت يُظهر فيه الرئيس الأمريكي، الموسوم باليميني المتطرف، عنصرية مقيتة تجاه المهاجرين، وهو ما يؤكد على أن الحاجة باتت ماسة لأن تكون النظرة لمحاربة الإرهاب نظرة شمولية لا تتوقف عند حدود "الإرهاب الأسود" فقط.