الاصلاح تقويم ... وكشف قصور الاداء !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
الحقيقة التي يجب ان نعترف بها ان هناك كثيرا من الاشخاص يصدر عنهم اساءات وسلوكيات متباينة سلبية وصدامية وهم لغاية الان لم يحددوا مواقفهم الى اي جانب هم ينضمون ، فهم بسياستهم التكتيكية يتعارضون وينحرفون عن المصلحة الوطنية بدل أن يكون في خدمتها فهناك فكر سياسي يجب ان يستند على الظواهر السياسية التي يطرحها الواقع على ضوء المتغيرات والازمات المؤثرة خارجياً على الواقع الداخلي ، وعلى ضوء المتغيرات الاصلاحية التي نسعى جميعاً لتحقيقها بدبلوماسية المفكر بالاسلوب العملي باستراتيجيات شمولية ومرحلية تحكم سلوكياتنا مع التكيف مع الظروف دون المغامرة او المخاطرة .
بل يجب ان نكون عناصر مكملين لبعضنا البعض في خدمة الوطن دون سياسة القفز بل التدرج الى ما هو ممكن الى ما ينبغي ان يكون ، ولمواجهة سلبية الحكومات بالنسبة للممارسات السلبية ، والتي تؤدي في كثير من الاحيان الى الفشل خاصة بوجود شخصيات سياسية ذات انماط تفكير خرافي وتزييف للواقع وتزوير الحلول الممكنة لهذه الازمات والمشاكل بالكذب في الاخبار عن كثير من الاراء التي تتضمن حلولاً لهذه الازمات والمشاكل والتي تؤدي الى ارباك العمل .
فلقد اصبح هناك خلط للاوراق بين كافة الجهات المعنية واصبح هناك تدخلات وقرارات من كل حدب وصوب تربك العمل اكثر من ان تنظمه ، وشيوع معيار الولاء والانتماء بدلاً من اثبات الكفاءة بالعمل والعطاء .
ولم نعد نميز بين المعارضة التي تعمل بصدق لصالح الوطن ، وبين المسؤول الذي يستهدف الوطن بسياساته المغلوطة وبدل ان يكون هناك تنافسية بالعطاء والانتاج اصبح هناك صراع .
وعلينا ان نؤمن من أن أي مرحلة للتغيير لا بد من ان تمر في مرحلتين ، اولاهما التغيير الفكري وهي مرحلة محاربة التفكير الوهمي والضلالي المعطل للتنمية والانجاز .
والثاني نشر التفكير الاجتهادي العلمي العقلاني لتحقيق التقدم ، فهي مرحلة الانتقال مما هو واقع حالي الى ما هو ممكن ، بمساهمة الجميع وبتشجيع الممارسة الديمقراطية وتشجيع العمل الجماعي والاجتماعي ودعمه وتسهيل ممارسته وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني ، وتشجيع الحوار البناء بين التيارات المختلفة من اجل الالتقاء على ما هو مشترك من ثوابت وطنية .
فالديمقراطية نماذج مختلفة وليست قالبا واحدا وتراعي الظروف بكل مجتمع ولتجسيد القيم السياسية الايجابية وتطويرها لتلغي المظاهر السياسية والسلوكية والفكرية السلبية والاصلاح هو نقيض الافساد .
واصلاح الله تعالى للانسان يكون تارة بخلقه اياه صالحاً وتارة بإزالة ما فيه من فساد ، قال تعالى ( ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ) الاعراف .
كذلك قال الله تعالى ( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) فكثير من تلك الشخصيات لا ترى الاصلاح الا بما يحصلون عليه من منافع ومكتسبات مالية وشخصية وتحقيق شهواتهم الذاتية .
فهناك العديد من الزوايا التي ينظر من خلالها البعض لمفهوم الاصلاح ويجب ان تكون العلاقة بينهما علاقة تكامل لا تناقض ، ومن زاوية منهجية عملية وليست نظرية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده إن استطاع فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ليس بعد ذلك من الايمان شيء ) ، فالاصلاح تقويم وكشف لقصور اداء المسؤولين .
فزيارات الطاقم الوزاري للمحافظات بعد غياب طويل كشف مستوى ودرجة انفعالات ابناء تلك المناطق من سياسة التهميش وضعف التنمية ان لم تكن شبه معدومة ، وزيادة نسبة الفقر والبطالة وكشف مستوى القصور في الخدمات المقدمة لتلك المناطق ، مما شكّل ردوداً عكسية سلبية ليس في محافظة واحدة بل تكرر المشهد في اكثر من محافظة وهذا دليل على فقدان الثقة بين المواطنين هناك والحكومة// .
hashemmajali_56@yahoo.com