المهندس هاشم نايل المجالي
كثير من الاشخاص مسؤولون ورجال اعمال وغيرهم يحبون العيش في حالة اللامبالاة والتطنيش لاسباب عديدة منها العيش في مجتمع كثرت فيه الآفات والظواهر السلبية والتي قد تختلف اسبابها لكنها تشكل حالة من التوتر والقلق لكنها تفتك بالمجتمع وتفكك العلاقات الاجتماعية ، وفي كثير من الاحيان طلباً للعيش بسلام حتى لا يتعرض للمساءلة من اي كان ، فهناك قاعدة يعتمدها ( طنش ، تعش ، تنتعش ) بمعنى ان العيش بتغافل عن كثير من القضايا المجتمعية بحيث يجعل الشخص يعيش حياة افضل .
اي انه يتخلص من كثير من الاوزان السلبية التي من الممكن ان تسكن فكره وتحمل على ظهره بمجرد الانشغال بها ، حيث ان حركة المشاكل والازمات وتداعياتها تتراكم يوماً بعد يوم وهي ستكون ثقيلة ومرهقة وفي تزايد ، وبعض الاطباء النفسيين يعتبرون التطنيش رجيما نفسيا يخفف من الضغوطات النفسية والانتقادات الاجتماعية .
فهناك كثير من الامور يشعر الشخص انها تحتاج الى تغيير وتصحيح لكن المصارحة بذلك تحتاج الى قوة وجرأة في التعبير الملتزم ، وقد اصبح لها انعكاساتها بين القبول او الرفض ، وهناك من يعتبره ( كلام فاضي ) حتى مصارحة الموظف مديره ببعض القضايا منها كشف فساد مالي او غيره او سوء في الادارة او غيره ، كل هذا من الممكن ان يؤثر سلباً على وظيفة الموظف على اعتبار انه سيصلح الامور اكثر من لمديره الذي يغفل عنها بعلمه او بدون عمله او انه منتفع منها وتغير الحال سيضر بالمنفعة الشخصية له .
علماً بان الخبراء يعتبرون ان غياب المصارحة والشفافية هو من اكبر اسباب فشل اي عمل وهناك من يعتبر المصارحة حول كثير من القضايا ( مواجهة حاسمة ) لكن في كثير من الاحيان تجنب كوارث وطنية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) فالنصيحة مصارحة والمواجهة تقود الى الاصلاح ، ولقد طبق النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ المصارحة بشكل واضح وصريح طول حياته ، وعلى سبيل المثال مع ابا ذر عندما قال له ( يا أبا ذر انك ضعيف وإنها امانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة ) فلم يمنعه قربه من ابي ذر ولا حبه له ان يصارحه بالحقيقة وبما هو واضح .
كثير من الشخصيات والاشخاص اياً كانت مكانتهم العملية او الاجتماعية لا تستطيع ان تصرح في كثير من الامور والازمات عن اسبابها وتداعياتها حتى لا تفسر انها مواجهة او نقد لاذع او يخاف على مشاعر الطرف الآخر ، او ان يفقد مكانته ليصبح الامر متروكاً للحكمة والخبرة وبالتلغيز والتهميز بدون قواعد واضحة ، فالمواجهة مؤلمة وجارحة ولم نشاهد مصارحة حقيقية بين مسؤولين اثنين تحسنت بعدها العلاقة بينهما او استفادا الطرفين منهما .
وهل نحن في زمن الازمات والاضطرابات والتي كثير منها سببه الاهمال والتقصير وعدم التركيز بالعمل ، حيث الالتهاء بقضايا بعيدة عن الواجب الرئيسي او التغافل عن العمل الجاد ، كونه مكلف ويحتاج الى جهد وتعب ومسؤولية ، وهذا كله يحتاج الى زيادة في جرعة المصارحة والتي في كثير من الاحيان تقود الى المواجهة .
وهناك كثير من القضايا سحبت من التداول من وسائل الاعلام حيث تبرز كثيراً من الفاسدين في كثير من القضايا التي انهكت الوطن والمواطن ، علماً بان التحليل المنطقي والتقييم والنقد من الممكن ان يؤدي الى كثير من المعلومات الايجابية اذا كان ضمن الاطر القانونية ووفق مسارب الحس الوطني بعيداً عمن يستغل ذلك لاهداف خاصة .
ونحن نعلم ان لكثير من الشخصيات الفاسدة بلطجية تحميهم وتدافع عنهم وتواجه كل من يواجههم بصراحة او يثيرون عواصف رعدية محملة بالتراب في وجهه وفتاوى التبرير جاهزة .
نحن اصبحنا في مرحلة عدم الاتزان السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، نتلاطم البيانات والمسجات على وسائل التواصل الاجتماعي وغيره ، واصبحنا في فوضى من امرنا ونحن بحاجة الى من يسعى من العقلاء الى المصارحة الوطنية الحقيقية لاعادة لم الشمل الوطني حتى نتمكن من توحيد الصفوف ونتجنب الفوضى التي لا ينجم عنها الا الانقسام والتفرقة والعنف ، فهناك قواسم وطنية وثوابت وطنية لا يختلف عليها اثنان في هذا الوطن .
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .//
hashemmajali_56@yahoo.com