زاوية سناء فارس شرعان
تختلف ليبيا عن غيرها من الاقطار التي اجتاحها الربيع العربي بالفوضى العارمة التي تسودها والخلافات الكبيرة بين العديد من الجهات الساعية للسلطة تحت اسم استقلال ليبيا واستقرارها فمنذ سقوط القذافي من قبل حلف النيتو للبلاد لم تعرف الاستقرار ولم تجتمع الفئات المتناحرة على ان الحوار اساس الحل السياسي من خلال اجراء انتخابات حرة ديمقراطية واعادة توحيد البلاد وبناء المؤسسات العسكرية والمدنية القادرة على تسيير شؤون الدولة وادارة مرافقها العامة.
ولا توجد حكومة واحدة معترف بها دوليا في ليبيا وانما هناك حكومة في شرق البلاد واخرى في طرابلس في الغرب الليبي يعترف بها العالم والأمم المتحدة برئاسة فايز السراج وهناك حكومات اخرى مؤقتة لا يعترف بها احد بالاضافة الي الهيئات التابعة للقبائل الليبية التي لها ميليشيات ومؤسسات ومحاكم وسجون ولكن غير معترف بها محليا ولا عالميا ..
هناك حكومة مؤقتة في البيضاء شرق ليبيا لا يعترف بها احد اصدر فيها وزير العدل امرا باطلاق سراح رئيس وزراء سابق في ليبيا في عهد القذافي، البغدادي المحمودي المحكوم مع مدير المخابرات السابق عبد الله السنوسي بالاعدام رميا بالرصاص في سجن النهضة بطرابلس.
الا ان البغدادي المحمودي لا يزال في غياهب السجن ولم يطلق سراحه فلا يستطيع احد ان يقوم بهذه المهمة لأن سجن الهضبة في طرابلس الخاضعة لسلطة الميثاق الوطني المعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج …
واما الحكومة المؤقتة التي اصدرت قرار بالافراج عن البغدادي المحمودي فليست لها اي صلاحية بتنفيذ قرار الافراج عن البغدادي ولا يستطيع وزير العدل الذي اصدر القرار الوصول الى سجن الهضبة في طرابلس لأنه يعرض نفسه للاعتقال من قبل حكومة السراج المعترف بها دوليا.
مثل هذا الوضع ينطبق على مدير المخابرات الاسبق عبد الله السنوسي المحكوم بالاعدام رميا بالرصاص مثله مثل البغدادي المحمودي …
وسبق لمحكمة مماثلة في طرابلس ان اصدرت قرارا باطلاق سراح سيف الاسلام القذافي نجل الرئيس الليبي معمر القذافي الذي يهيئ نفسه ليترشح رئيسا للبلاد في الانتخابات القادمة الذي اتفق على اجرائها العام الحالي بعد اجتماعات مكثفة بين الفئات المتناحرة في ليبيا وممثلين عن كل من فرنسا وايطاليا ومؤتمر بالجزائر ومصر التي تسعى لتحقيق الهدوء والاستقرار في ليبيا التي شهدت الكثير من عمليات القتال وسفك الدماء على مدى السنوات الماضية ما ادى الى استشهاد مئات الالاف واصابة مثل هذا العدد من الليبيين وارتكاب جرائم ضد ابناء الشعب الليبي.
آخر اجتماع بين وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر من اجل ليبيا عقد الاسبوع الماضي واتفق خلاله على عقد اجتماعات مكثفة في الفترة القادمة في محاولة للتوصل الى حل سلمي للوضع في ليبيا في ضوء الاتصالات التي اجراها الوفد الأممي لليبيا الدكتور غسان سلامة مع مختلف الحركات الليبية ودول الجوار العربي ودول الاتحاد الاوروبي خاصة القريبة جدا من ليبيا وفي مقدمتها فرنسا التي تحاول فرض سيطرتها على الاوضاع في ليبيا وايطاليا المستعمر السابق لهذه الدولة التي تسعى لتأمين احتياجاتها ومتطلباتها من الغاز والنفط الليبي باسعار زهيدة نظرا لقرب المسافة بين روما وطرابلس.
وكانت عدة دول عربية رعت اجتماعات بين الاطراف الليبية المتصارعة بغية تقريب وجهات النظر بينها لحل المشاكل التي تشهدها البلاد والميليشيات المسلحة رغم الاعتراف العالمي بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة فايز السراج … !!!