في مشهد من مشاهد المحبة والوفاء، أقام أهالي مركز "تمنية" التابع لمنطقة عسير، حفل تكريم لمعلم أردني عاد لزيارتهم بعد 24 عاماً من عودته إلى بلاده.
وكان الموقف مؤثرا حينما سالت دموع المعلم يوسف خليل علي موسى وطلابه السابقين بعدما شاهدوا أستاذ اللغة العربية بينهم من جديد بعد زمن طويل، فكان الاحتفاء والترحيب بحرارة عنوان المشهد الذي لا يتكرر كثيراً.
"العربية.نت" بدورها تواصلت مع المعلم الأردني يوسف خليل، فروى ذكرياته وقصة الأيام التي أمضاها في "تمنية"، مؤكداً "أنه عمل معلما لمدة 25 عاما في متوسطة "تمنية"، وأنه ولله الحمد خرج من هذه المنطقة إلى بلاده محملاً بالذكريات الجميلة والوفاء الذي رافق رحلته في حله وترحاله".
وقال: "بدأت العمل هنا معلماً عام 1969 في هذه المدينة الجميلة، وعشت بين أهلها أنا وأسرتي في أفضل الأحوال، حيث أمضيت أكثر من 25 عاماً، ثم بعد ذلك رحلت إلى الأردن لأكمل بقية حياتي برفقة أبنائي وبناتي الذين يحملون معهم أجمل الذكريات".
وأضاف: "قبل 10 أيام عدت إلى هنا بعد أدائي فريضة العمرة لزيارة ابنتي، ووجدت طلابي وقد أصبح بعضهم في مناصب هامة في الدولة، والبعض الآخر يعملون ما بين القطاعات الأمنية والإعلام، ومنهم أساتذة في الجامعات، فاستقبلوني خير استقبال، وكان اللقاء حاراً، ولم نتمالك الدموع وبكينا".
وأوضح أنه وجد خلال هذه الزيارة استقبالاً حافلاً يعجز اللسان عن وصفه. وتابع حديثه: "غادرت في عام 1995 ولم أنسَ أجمل اللحظات والناس الأوفياء في "تمنية"، وكذلك أتذكر معاملتهم الحسنة لي ولأسرتي، فكانوا كرماء ولطفاء، وتعلم منهم أبنائي (ولدان و4 بنات) الخصال الكريمة وحفظ القرآن الكريم وكثيرا من الفضائل".
كما أشار إلى أنه لم يستغرب الوفاء من طلابه الذين قاموا بزيارته والسؤال عنه، وقال إن مشاعره لحظتها لا يمكن التعبير عنها.
في حين أكد المعلم يوسف خليل في سياق حديثه أنه سيتوجه إلى مكة المكرمة ومنها إلى عمّان، وسيعود محملاً بالذكريات الجميلة، وأن الإخلاص في التعليم يؤتي ثماره مع الزمن.
فيما أكد زوج ابنته، الدكتور إبراهيم السندس، أن الاستقبال كان معبراً، وكل معاني الإخلاص والوفاء تجلت فيه على حد وصفه، مبينا أن مشاعر الأستاذ يوسف فياضة بالسعادة، لأن طلابه كانوا يتسابقون على تكريمه واستضافته. وأكمل وصفه للمشهد: "كانت الاتصالات بهاتف الأستاذ لم تتوقف أبداً منذ وصوله، وفي استقباله العديد من طلابه الذين تتلمذوا على يديه، واتفقوا جميعاً على الاحتفاء بضيفهم وإكرامه بإقامة وليمة غداء بقاعة القمة بمنتزه القرعاء". واستطرد الدكتور إبراهيم: "تم تقديم درع تذكارية للضيف، وأثناء اللقاء لم يتمكن الكثير من حبس دموعهم بمن فيهم الأستاذ نفسه في مشهد حب ووفاء قل أن يتكرر".
وبين أن المعلم يوسف خليل أسهب في استرجاع ذكرياته عن المنطقة بشكل خاص والسعودية بشكل عام، والتطور الحضاري الكبير الذي تم خلال ما يقارب 5 عقود مضت، وأنه دائم الدعاء للسعودية وحكامها وأهلها بالأمن والاستقرار.
العربية