مروان العمد
ما الذي يجري ما الذي يحصل لماذا هذا الوضع الكارثي الذي نحن فيه . ايعقل ان الجميع خطائون ؟ ايعقل ان الجميع فاسدون ؟ ايعقل ان الجميع غاضبون ؟ ايعقل ان الجميع لا يعرفون ما يريدون والى أين يسيرون ؟ هل لم يعد هنالك صالحون ؟ هل لم يعد هنالك طيبون ؟ هل لم يعد هنالك عاقلون ؟ هل لم يعد هنالك من يفكرون ؟ . هل ما يحصل كله من قبيل الصدف ، حتى الكوارث الطبيعية هل هي من قبيل الصدف ؟ هل الأمطار صدف وهل السيول صدف هل الموت غرقاً صدف ؟ هل غرق الشوارع والمحال والسيارات صدف ؟ هل كل تلك الأخطاء والخطايا صدف ؟ .
ام هل وقعنا جميعاً في الفخ ؟ وفقدنا الصح وادمنّا الخطاء.
هل فقدنا النظر والبصر وساد الظلام حولنا بحيث أصبحنا لا نرى حتى ظلنا ؟ هل دخلت العتمة الى قلوبنا قبل عقولنا ؟ هل فقدنا الإرادة والسمع ولم نعد نملك الا الحناجر التي لم تعد تجيد الا فن السب والشتم والقذف والخلاف والصراخ والاتهام؟
هل كل ما حصل ويحصل كان مقدراً له ان يحصل ام أن هنالك من خلط الاوراق وخطط لأن يحصل ، ام ان هناك من اخترق الصفوف وأخذ يرسم بريشته ملامح مستقبلنا وأصبحنا جميعاً شخوصاً في لوحة معلقة على جدار لا نملك من امرنا شيئاً الا ان نقف فيها حيث تم رسمنا ؟ هل أصبحنا مشهداً في مسرحية نؤدي فيها الدور المكتوب لنا ؟ هل أصبحنا دمى يعبث فيها محرك الخيوط يهزها فنرقص ، يشدها فنقفز ، يرخيها فننام ؟ هل فقدنا الإرادة والعقل والمنطق ؟ هل فقدنا القدرة على التميز بين ما هو حقيقي وغير حقيقى واصبح معيارنا بين من ينتقد ومن يدافع ومجدنا الاول واقمنا الحد على الثاني .
لا ادري ولكن الذي أدريه ان كل ما يدور حولنا هو من صنع صانعٍ غيرُنا ، وانه يسيطر علينا وعلى مجريات حياتنا واننا تحولنا الى شيء هو لاشيء، وأنه تم اختراقنا جميعاً من قبل من يتحكم في المشهد واصبحنا مجرد اجهزة تسجيل تعيد وتكرر ما يملى عليها فيي حين يقوم كاتب السيناريو بكتابة المشهد الاخير معلنا النهاية .
اتمنى ان اكون مخطئا في كل ذلك وان يكون هنالك ضوء في نهاية النفق مهما بدا واهناً ، لانه اذا وضعنا عليه وقوداً من عرق جباهنا وسواعد شبابنا وامتهنا الايجابيات وقتلنا السلبيات في داخلنا قبل ان نطلب من الآخرين ان يفعلوا ذلك فلا بد لهذا القبس من النار ان يتحول الى نور يضيء الكون باكمله// .