الإذاعة الأردنية من القدس بثت القرار الذي لم يكن يخطر على بال أحد
تعريب قيادة الجيش العربي.. قرار سيادي أردني نبع من قيادة حكيمة وشجاعة
الانباط ـ عمان
إعداد : مديرية التوجيه المعنوي
قرار تعريب قيادة الجيش قرار وطني وقومي جريء مثّل شجاعة وحكمة وقوة بصيرة قيادة هاشمية حملت مسؤوليتها التاريخية لعزة أمتها وإعلاء شأنها وامتلاك قرارها السيادي، بشرت بولادة مستقبل واعد وغد مشرق، وهي التي جعلت من الجيش العربي قوة منذورة للوطن والأمة.
ومن هنا فقد جاء هذا القرار خطوة مباركة أعادت للأمة هيبتها ومجدها وكرامتها، وأنارت للجيش العربي دروب المستقبل الواعد بالخير والعطاء الموصول، فالأول من آذار يوم مجيد من أيام الوطن عابق بالمجد والفرح والسرور، فيه تحملنا ذاكرة الوطن وأيامه الخالدة إلى عقود ستة مضت، أضيئت بنور هاشمي عنوانها تطور الجيش العربي، حيث تتزامن لهذا العام، مع الذكرى الـ 20 لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.
كان الأول من آذار 1956، مرحلة تاريخية هامة وانطلاقة واضحة المعالم في تاريخ هذا الجيش، ففي هذا اليوم اتخذ جلالة الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - قراره القومي والتاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي، حيث دوّى صوت الحسين بنبراته القوية التي تعودنا عليها، وليضيف صفحة ناصعة للتاريخ الأردني العابق بالكرامة والحرية، حينما أقدم جلالة المغفور له على اتخاذ هذا القرار الوطني والقومي الجريء، وذلك بإعفاء الجنرال كلوب من منصبه، وتعيين ضابط أردني قائداً للجيش، ليكون جيشاً عربياً هاشمياً يليق بعروبته وأمجاده.
لقد نبع هذا القرار وتلك الخطوة الجريئة من قيادة ذات بصيرة واستشراف لمستقبل الأمة، حيث جاء قرار الحسين، وجلالته في ريعان شبابه، حيث لم تمض سوى فترة قصيرة على تسلم جلالته سلطاته الدستورية، فجاء القرار تجسيداً حياً لكل التطلعات الكبيرة التي كانت تجول في قلب وعقل الملك الشاب، وتمنحه القوة والعزم والتصميم على استكمال تحرير الإرادة الوطنية بالإنعتاق النهائي من هيمنة الأجنبي ونفوذه، الأمر الذي جعل من هذا القرار بداية لسلسلة طويلة من التطورات الوطنية الكبيرة التي تشكل في مجملها الملامح الأساسية لمسيرة الأردن القومية.
جاء قرار تعريب قيادة الجيش منسجماً وملبياً لطموحات الملك الشاب، الذي كان يدور في خلده منذ كان طالباً في كلية ساند هيرست، أن الجيش العربي تحت قيادة غير عربية سيبقى دون طموحات قيادته العليا، التي تريده أن يؤدي دوره في حماية الوطن وتأهيل ضباطه وتحقيق أهدافه التي وجد من أجلها، وصون ممتلكاته ومنجزات استقلاله، وحفظاً لتاريخ الأمة المقدس وترابه الوطني.
ويقول جلالة المغفور له عن تلك الخطوة في كتاب مهنتي كملك: "كنت مصمماً على إنشاء جيش قوي متوازن يدعمه غطاء جوي هام، وقد كان تحقيق ذلك مستحيلا، ما دام كلوب بيننا، فكان علي إذن أن أنفصل عنه بعدما وصلت علاقاتي في مطلع عام 1956 بكلوب إلى نقطة اللاعودة"، فكان الحديث عن استبداله هاجساً متكرراً في فكر جلالته، حيث اتُّخذ القرار دون علم أي من المقربين إليه، وقد ذكر أسباب قيامه باتخاذ هذا القرار وإصراره على تنفيذه فوراً في كتاب مهنتي كملك حيث قال: يجهل الرأي العام عموماً أن عزل كلوب كان قضية أردنية تماماً، لقد كان السبب الرئيسي في عزله يقوم على عدم التفاهم بيننا، وعلى خلافنا حول مسألتين جوهريتين هما: دور الضباط العرب في جيشنا، وإستراتيجيتنا الدفاعية فأحد واجباتي كملك هو تحقيق الأمن لشعبي وبلادي، ولو لم أقم باستبداله لما كنت قد مارست أعباء مسؤولياتي.
قائد فذ وحكيم رأى وضع الأمور على مسارها الصحيح، فنفذ في الأول من آذار عام 1956 قراره القومي والتاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي، وتحريره من قيادته الأجنبية، وأيقن أنه في الوضع السياسي الجديد الذي أوجده قيام إسرائيل كان لا بدّ من إعطاء الجيش إحساساً بالمسؤولية والكبرياء، وعيَّن ضباط أردنيون في جميع المراكز القيادية.
إنهاء خدمة الفريق كلوب
كانت خطوة تعريب قيادة الجيش العربي خطوة شجاعة، جاءت في ظروف سياسية صعبة، ومحيط مضطرب شهدتها حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، قرار كان على موعد مع القائد والوطن والشعب، أفصح عنه طيب الله ثراه عندما طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء ترأسها رحمه الله بنفسه، وأبلغ فيها رئيس الوزراء آنذاك سمير الرفاعي، برغبته في إنهاء خدمات الفريق كلوب وتسفيره الى بلاده حالاً، وعند الثانية والنصف من ظهر 1 آذار 1956، وتنفيذاً للرغبة الملكية السامية، حمل رئيس الديوان الملكي القرار إلى جلالته فوشحه بالتوقيع الملكي السامي حيث نص القرار على: بناءً على الرغبة الملكية السامية قرر مجلس الوزراء ما يلي:
أولاً: إنهاء خدمة الفريق كلوب من منصب رئاسة أركان الجيش العربي الأردني.
ثانياً: ترفيع الزعيم راضي عناب إلى رتبة لواء وتعيينه رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني.
ثالثاً: إنهاء خدمات القائم مّقام باترك كوجهل مدير الإستخبارات.
رابعاً: إنهاء خدمات الزعيم هاتون مدير العمليات العسكرية.
وفي يوم الجمعة الثاني من آذار وبناءً على أوامر جلالة الحسين رحمه الله، غادر الفريق كلوب الأردن من مطار عمان.
ويقول جلالة المغفور له في رده على رسالة رئيس الوزراء البريطاني التي جاء فيها أن الملك يتحمل المسؤولية ونتائج هذا القرار: " أنا أقدمت على هذا العمل وأعرف نتائجه وهذا حقي وأنا مارست هذا الحق ولا رجعة فيه مطلقاً" .
وجاء رده- رحمه الله - حازماً نابعاً من حبه لوطنه وشعبه وقوميته ، وفي الساعة السابعة والنصف نقلت الإذاعة الأردنية من مدينة القدس، القرار الذي لم يكن يتوقعه أو يخطر على بال أحد، وحمل الأثير صوت الراحل العظيم يزف البشرى للشعب الأردني بنبراته القوية الواضحة قائلا: "أيها الضباط والجنود البواسل, أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم، ضباطاً وحرساً وجنوداً وبعد، فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطننا، أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش, فنفذناها متكلين على الله العلي القدير، ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها, وإنني آمل منكم كما هو عهدي بكم النظام والطاعة، وأنت أيها الشعب الوفي هنيئاً لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن، ونذر روحه لدفع العاديات عنك مستمداً من تاريخنا, روح التضحية والفداء، مترسماً نهج الأُلى في جعل كلمة الله هي العليا، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ووجه جلالة الراحل العظيم بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة اهتمامه ورعايته لبناء الجيش الذي أسسه جده الملك المؤسس، ليجدد جيش الثورة العربية الكبرى، ويجعله قوياً قادراً على تحمل أعباء مسؤولياته الوطنية والقومية الشاملة، إعداداً وتدريباً وتسليحا، وتأهيله وفق أحدث الأساليب العسكرية.
وكان رحمه الله عندما أقدم على هذه الخطوة الشجاعة الجريئة يتمثل وصية جده الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالله بن الحسين حيث قال له: "تذكر يا بُني أن أهم شيء في الحياة هو أن يكون لدى المرء العزم والتصميم على العمل، وأن يكون مستعداً لأن يعطي خير ما في نفسه على الرغم من العوائق، ومهما كانت الصعوبات، وعندها فقط تستطيع أن تعيش مطمئن النفس مع الله ومع ضميرك". لقد كان للقرار أبعاد سياسية وعسكرية كثيرة، نجملها في هذا المقام على سبيل المثال لا الحصر :
1. استكمال القرار السيادي العسكري. حيث شكل إقصاء الجنرال كلوب وتسليم قيادة الجيش إلى ضابط عربي أردني، هو اللواء راضي عناب، استكمالاً للقرار السيادي الأردني، واستكمالا لمعنى الاستقلال الحقيقي للمملكة الأردنية الهاشمية، الذي تم في الخامس والعشرين من أيار لعام 1946، حيث مثّل فصلا من فصول كتاب المجد الأردني، وكان إلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 فصلاً آخر من فصولها المشرفة .
2. التعاون العسكري. حيث تم عقد اتفاقيات للتعاون العسكري المشترك مع الدول العربية الشقيقة، مثل مصر وسوريا والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية، وتم تقديم معونة سنوية مقدارها (36) مليون دولار بدلاً من المعونة البريطانية، وذلك بموجب اتفاقية التضامن العربي التي وقعت في مصر في19 كانون الثاني 1957م .
3. إنهاء الوجود العسكري الأجنبي. حيث شكّل قرار جلالته بتعريب قيادة الجيش العربي بداية لنهاية النفوذ البريطاني في الأردن، وجلاء الوجود العسكري البريطاني عن الأردن نهائياً .
4. الجيش العربي جيش للوطن والأمة. بعد قرار تعريب قيادة الجيش العربي وحرية القرار العسكري الأردني، أصبح الجيش العربي الأردني جيشاً للوطن والأمة، ودليل ذلك وقوفه مع الأشقاء العرب في أزماتهم كوقوفه الى جانب الشقيقة مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها عام 1956م، وكذلك مواقفه المشرفة تجاه الأشقاء العرب في كل بقاع الوطن العربي الكبير في المحن والكوارث التي تعرضوا لها.
5. إيلاء جانب تعبئة الموارد البشرية الاهتمام. حيث قام جلالة الملك الحسين بإصدار توجيهاته لتطبيق تجربة فريدة من نوعها عام 1962م بتشكيل معسكرات لطلاب المدارس الثانوية خلال العطل الصيفية، بإشراف وزارة الدفاع والتربية والتعليم والداخلية (معسكرات الحسين)، وذلك لتدريب الطلاب فيها على الحركات العسكرية، واستعمال الأسلحة الخفيفة، وقدمت القوات المسلحة المدربين من الضباط وضباط الصف، وقد اشترك في أول معسكرات أقيمت في 14/6/1962م (3920) طالباً قُسِّموا على (12) معسكراً .
6. فصل الشرطة والدرك عن الجيش العربي، حيث صدر قانون بفصل الشرطة والدرك عن الجيش العربي اعتباراً من 14 تموز 1956 وإنشاء مديرية للأمن العام وجعلها مسؤولة عن رجال الشرطة والدرك وعين الزعيم بهجت طباره مديرا للأمن العام.
ومجمل القول أن قرار تعريب قيادة الجيش العربي الذي اتخذه المغفور له الملك الحسين في الأول من آذار 1956، كان قراراً استراتيجياً على المستويين السياسي والعسكري، وكان جريئاً وهاماً على الصعيدين الوطني والقومي وكذلك الدولي، ونابعاً من فكر جلالة الملك الحسين عليه رحمه الله.
تداعيات قرار تعريب قيادة الجيش العربي على المستوى الدولي :جاء على لسان جيمس لنت في كتابه الحسين حياة ومسيرة : " كانت ردة الفعل في بريطانيا على طرد كلوب صاخبة وهو ما أدهش الحسين الذي مارس حقاً من حقوقه الدستورية ".
وكتبت جريدة (نيوز كرونيكل) عن هذا الحدث واعتبرته فشلاً ذريعاً نتيجة تجاهل بريطانيا لطموح شعوب الشرق الأوسط.
وفي الولايات المتحدة قال الرئيس الأمريكي آيزنهاور لجلالة الملك رحمه الله: " إنك بطل والبطولة ليست ملك شعبك بل هي للعالم".
وفي الإتحاد السوفيتي وصفت جريدة البرافدا السوفيتية نبأ عزل كلوب بأنه انتصار كبير للشعب الأردني في نضاله من أجل التحرر من السيطرة الأجنبية.
وكتبت جريدة الشعب الصينية بأنه نصر جديد للأردنيين في نضالهم ضد ميثاق بغداد وإن إقصاء كلوب كان أمراً لا بد منه ليتاح للأردن الدفاع عن سيادته.
أما على المستوى العربي فقد جاءت ردود الفعل مؤيدة ومشجعة تحمل الفرح والسرور بقرار الملك الشاب الذي حير العالم كله، حيث كتبت جريدة الجمهورية المصرية يوم 4 آذار 1956 مقالاً تحت عنوان: (سلمت يداك يا حسين) جاء فيه لقد خفقت قلوب العرب جميعاً لقرارك بالأمس يا حسين،الذي بعث القوة في وطن العرب من مشرقه الى مغربه، فليس سراً أن كل عربي كان يتأذى من هذا الوضع الذي يجعل قيادة جيش عربي في يد غير عربي، في الوقت الذي نؤمن فيه جميعاً نحن العرب بإخلاص هذا الجيش وثقافته في عروبته، ونؤمن أيضاً بكفاءته وغيرته.
أما جريدة المنار، فقد نشرت في عددها الصادر يوم 6آذار 1956 مقالاً تحت عنوان (حول إقالة كلوب) قالت فيه: اهتزت دنيا العروبة والإسلام لنبأ إقالة الجنرال كلوب رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني وصفقت كثيراً فرحاً وسروراً رغم تخرص المتخرصين وتقوّلهم لقد فتح قرار تعريب قيادة الجيش العربي الباب على مصراعيه لسلسلة من الأحداث المهمة جرت بنفس العام، وكأن العرب كانوا ينتظرون مثل هذا القرار الجبار بفارغ الصبر منها :
1. في الثاني عشر من آذار 1956، بعث رؤساء السعودية ومصر وسوريا رسالة مشتركة إلى جلالة الملك الحسين، يؤكدون فيها استعداد دولهم تقديم معونة مادية للأردن بدلاً من المعونة البريطانية.
2. في أوائل نيسان 1956، زار جلالته دمشق تلبية لدعوة من الرئيس شكري القوتلي، فاستقبل استقبالا منقطع النظير في سوريا.
3. قام الرئيس القوتلي بزيارة إلى الأردن في أواخر أيار 1956، رداً على زيارة جلالته صدر على أثرها بيان مشترك
4. قام جلالته بإيفاد البعثات العسكرية إلى جميع البلاد العربية المجاورة، سعياً منه إلى عقد اتفاقيات لتوثيق التعاون العسكري بين الأردن وتلك الدول وكانت نتيجة هذه المساعي عقد اتفاقيات عسكرية مع لبنان والعراق، السعودية ومصر.
لقد كان قرار الحسين هذا، خطوة على المسار الصحيح لاستقلال الأردن من النفوذ الأجنبي، ونقطة تحول هامة في تاريخ العرب الحديث، ودافعاً قوياً للأردن للدفاع عن استقلاله وكرامته وحريته .. وقد أتاح هذا القرار للأردن بسط سيادته السياسية على كل إقليم الدولة ومؤسساتها، وأعاد الهيبة للجيش والأمة بامتلاك حريتها وصنع قرارها بيدها، وأعطى الفرصة لأبناء الوطن لتولي المسؤولية وخلق القادة من أبناء الأردن .
كما أدت خطوة تعريب قيادة الجيش، إلى توظيف كافة قدرات الجيش وإمكانياته لخدمة أمن الوطن، وصون حقوقه والمحافظة على ترابه ومكتسباته، كما مكن القرار صانعه جلالة المغفور له الملك الحسين من بناء مؤسسة عسكرية حديثة، امتازت بالانضباط ومشاركة القوات المسلحة- الجيش العربي بالخطط التنموية وبناء الوطن.
هذا الجيش الذي ساهم في استقرار الكثير من الدول العربية، تمكن من بناء الروابط القوية مع جيوش المنطقة من خلال تبادل الخبرات، وفتح مدارس التدريب لكافة الصنوف والمعاهد العسكرية العليا التي أهلت ضباط وضباط صف وأفراد هذا الجيش ليكونوا في الطليعة كما أرادهم الحسين رحمه الله.
واليوم وبعد مضي 63 عاما على هذا القرار التاريخي، يمضي مليكنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني على خطى الملك الباني رحمه الله، في تأهيل وتدريب وتسليح القوات المسلحة، حتى غدت أنموذجاً في المنطقة والعالم، ومثالاً بين جيوش العالم في احترافيتها وانضباطها وقوتها، تحمل رسالة الثورة العربية الكبرى، وتضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمنها وأمانها، وسكن هذا الجيش في قلوب الأردنيين وكل أرض حل عليها وارتحل، يرسم الابتسامة على وجوه من شردتهم الكوارث والحروب، وقدم مواكب الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فنالوا إحدى الحسنيين، ورووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين، وها هم اليوم يسجلون للعرب مسلمين ومسيحيين صدق قوميتهم وعروبتهم ورسالة إسلامهم السمحة، في التعامل مع الأشقاء الذين ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت من تشريد وتدمير وقتل ودماء تراق وبيوت تتهدم، فكانوا الأيادي التي تمتد لنصرة إخوة لهم.
أصبح الجندي الأردني رسول محبة وسلام يجوب العالم ليرفع اسم الأردن عالياًالأردن منارة عسكرية علمية ومقصد إقليمي ودولي ودولة قانون ومثالاً يُحتذى في الأمن والاستقرار والحريات وعلى مدى عقود عدة انتقلت فيها الراية بين الهاشميين، كان لكل منهم بصمته الوطنية والقومية، وحضوره المحلي والإقليمي والدولي، فشهد الوطن على مدى عشرات السنوات إنجازات نوعية متعددة، ولكن ما يميز هذه الإنجازات، أن القوات المسلحة الأردنية هي المؤسسة الأولى التي تشكلت على المستوى الوطني وساهمت في تأسيس المؤسسات الوطنية الأخرى، وخلال ما يقارب المائة عام على تأسيس المملكة، عمل خلالها الهاشميون بكل جد وجهد بما يرضي الله تعالى ويملي عليهم ضميرهم ،أصبح الأردن منارة عسكرية علمية ومقصدا إقليميا ودوليا ، ودولة قانون ومثالاً يُحتذى في الأمن والاستقرار والحريات.
ويتزامن احتفال الأردنيين والأردنيات بمُضي عشرين عاماً على تسلّم جلالته سلطاته الدستورية، مع الذكرى الثالثة والستين لتعريب قيادة الجيش العربي من الهيمنة الأجنبية ليصُار قيادة هذا الجيش إلى ضباط أردنيين من أبناء الوطن الأردني، يتلمسوا حاجات الوطن ويكون عطاءهم أفضل وقادرين على النهوض بالقوات المسلحة تحت الراية الهاشمية.
كان لا بدّ أن يكون قادة الجيش العربي من أبناء الوطن ليكونوا قادرين على تلمس احتياجات الوطن والقيادة الهاشمية والأردنيين وما زالت مسيرة الإنجازات الهاشمية ترسم خارطتها على أرض الأردن وفي تاريخه، حتى غدت المملكة دولة متميزة احتلت مكانة مرموقة بين دول العالم,
واليوم.. يسعى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني إلى جعل الأردن انموذجاً متميزاً متفرداً في الإصلاح لتحقيق العدالة والحرية والمساواة، وفيما يخص القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي فقد أولاها جلالته منذ توليه العرش اهتماماً ورعايةً خاصة تدل على المكانة العظيمة التي تحظى بها هذه المؤسسة في قلب قائدها، وقد شمل هذا الاهتمام تطوير الجيش العربي تسليحاً وتدريباً ما جعله شطراً أمنياً رئيساً في مستويين، المستوى الأول محليً إلى جانب الأجهزة الأمنية في ترسيخ الأمن الداخلي من خلال تأمين المناطق الحدودية والمشاركة في أي عمليات داخلية تتطلب تدخله.
والمستوى الثاني إقليميً ودولي من خلال إنماء الجيش العربي عدةً وعتاداً ما جعله في صفوف دول العالم الأول وعلى قدر من المسؤولية جعلته يلعب دوراً رئيسياً في الأحداث التي تدور على الساحة الإقليمية من خلال مشاركته في التحالف الدولي في الحرب ضد الإرهاب تخطيطاً وتنفيذاً.
ويحاول جلالته أن يبقى على تماس مباشر مع الضباط والأفراد من خلال الالتقاء مع رئيس هيئة الأركان المشتركة في القيادة العامة أو من خلال التواصل معهم مباشرة في الميدان من خلال الزيارات التي يقوم بها جلالته إلى التشكيلات والوحدات والوقوف على احتياجات الجنود.
وقد وجه جلالته القيادة العامة إلى تنفيذ عدة مشاريع من شأنها توفير حياة أفضل للجنود منها وضع خطة إستراتيجية للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، لتغطية جميع محافظات المملكة بالمستشفيات والمراكز الطبية التابعة للخدمات الطبية الملكية لتوفير الجهد والوقت والتكلفة وتقديم خدمة طبية متميزة وآمنة ذات جــــودة عالية للمراجعين والمنتفعين من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وطالبي الخدمة من المواطنين الأردنيين وغيرهم.
وكان منها افتتاح مستشفى الأطفال ومستشفى الأمير هاشم بن عبدالله في العقبة ومستشفى الأميرة هيا بنت الحسين العسكري الذي يخدم ما يقارب نصف مليون نسمة في محافظتي عجلون وجرش، ومستشفى الملك طلال العسكري في محافظة المفرق بالإضافة إلى أن هناك مشروعاً قيد العمل لتحديث وتطوير مدينة الحسين الطبية، وكان آخرها افتتاح توسعة مستشفى الملكة علياء العسكري ومركز الأورام التابع له مطلع هذا العام إضافةً إلى وجود خطة لإنشاء مستشفى عسكري في محافظة معان، وهذه الصروح الطبية تقدم الخدمات الصحية والعلاجية لأكثر من ثلث سكان المملكة.
كما وجه جلالته إلى إنشاء الاسكانات الوظيفية للعسكريين العاملين من أجل توفير سبل الراحة والعيش الكريم لمنتسبي الجيش العربي، والمساهمة في تخفيف الأعباء المادية وعناء السفر عليهم خاصة للقاطنين في المدن والقرى البعيدة.
سلام على الجنود الصامدين خلف المدافع سلام على صقور السماء افتخاراً بالدور الوطني الكبير الذي يقوم به العسكريون في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره ورفعته، جاء نظام صندوق إسكان ضباط القوات المسلحة ومشروع القانون المعدل لقانون صندوق الإسكان العسكري لتحسين الظروف المعيشية لضباط وأفراد القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والأجهزة الأمنية بناءً على توجيهات ملكية سامية من أجل توفير سبل الراحة والعيش الكريم لهم ولعائلاتهم، حيث تمت زيادة قروض الإسكان للضباط إلى 30 ألف دينار بدلاً من 20 ألف دينار، وللأفراد إلى 15 ألفا بدلاً من 10 ألاف بواقع 50 بالمائة لكل شريحة.
تقديراً من جلالته للشهداء الذين قضوا في الدفاع عن وطنهم وذادوا عنه بأرواحهم ليبقى سداً منيعاً، وتجسيداً لوفاء واعتزاز جلالته برفاق السلاح، وحرصه على تقديم الرعاية والدعم اللازمين لهم ولأسرهم، فقد وجه جلالته رئيس هيئة الأركان المشتركة لإنشاء صندوق لدعم أسر شهداء القوات المسلحة- الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وأمر بتخصيص 5 ملايين دينار من موازنة الديوان الملكي الهاشمي للصندوق، وأكد ضرورة دعم الحكومة لهذا الصندوق، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للتبرع له، كما وجه جلالته بشمول خدمات صندوق الائتمان العسكري التمويلية أسر الشهداء ودون أي عوائد.
اعتزازاً بالمتقاعدين العسكريين وما قدموه لوطنهم، نستذكر اللفتة الملكية السامية باعتبار يوم الخامس عشر من شباط من كل عام "يوم وفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين"، فقد وجه جلالة القائد الأعلى إلى تعزيز دور المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، والعمل على بناء المحافظ الإقراضية الخاصة بالمؤسسة ودعم المشاريع الإنتاجية للمتقاعدين.
ونظراً لما تتطلبه المرحلة من إعداد وتجهيز يتماشى ومتطلبات الحرب الحديثة، تم تأسيس مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب القناصين (KASNC) وهو المركز التدريبي الوحيد داخلياً الذي يُعنى بتقديم مختلف أنواع التدريب الخاص بالقناصين - برؤى ملكية سامية بتاريخ 23 / 12 /2016، ليكون مركزاً تدريبياً وأكاديمياً متميزاً على المستوى المحلي والدولي.
يُعّدعَلَمُ جلالة القائد الأعلى ، أعلى درجة تكريم للوحدات العسكرية المتميزة، وكتكريم من جلالة الملك عبدالله الثاني ، يمنح جلالته كل عام علم جلالة القائد الأعلى إلى إحدى وحدات الجيش العربي، كأعلى درجة تكريم عسكري في القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي، تكريماً من جلالته لما يبديه منتسبو هذه الوحدات من شجاعة وما يبذلونه من تضحيات دفاعاً عن الوطن.
وتنتقل الراية بين الوحدات سنوياً بالتناوب ،تجذيراً لمكانة وقيم الثورة العربية في الوجدان الوطني ، من خلال استعراض عسكري سنوي يمثل احتفالات القوات المسلحة بيوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى.
وشهدت المملكة أول استعراض تسليم راية الثورة في 2 حزيران 2016 تتويجاً لاحتفالاتها الرسمية بمناسبة الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى وعيد النهضة العربية، التي أطلقها الشريف الحسين بن علي في العاشر من حزيران عام 1916.
لهيكلة تطوير أداء القوات المسلحة لمواجهة التحديات كافة وجه جلالة القائد الأعلى في نهاية العام 2016، رئيس هيئة الأركان المشتركة لإعادة هيكلة القوات المسلحة- الجيش العربي، اذ اجرى الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات مراجعة كاملة للمتطلبات المتعلقة بتطوير وتحديث قواتنا المسلحة من حيث الإعداد والتدريب والتسليح بما يتواءم مع المستجدات ويضمن أعلى مستويات التنسيق مع الأجهزة الأمنية حتى يكون جيشنا في أعلى درجات الاستعداد لمواجهة التحديات بكل كفاءة واقتدار
إن اهتمام جلالة القائد الأعلى بتطوير القوات المسلحة لم يقتصر على الوضع الداخلي فقط، بل عمد جلالته إلى عقد مؤتمرات ومسابقات وتمارين دولية على الأرض الأردنية والتي من شأنها رفع سوية الجندي الأردني من خلال تبادل الخبرات العسكرية بين المشاركين وعلى كافة المستويات.
وفي هذا الشأن يعقد الأردن تمرين الأسد المتأهب ، وهو تمرين سنوي مشترك بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة عدد من الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى مسابقة المحارب الدولية السنوية التي تقام في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة (KASOTC) بمشاركة عدد من الدول العربية والأجنبية، كما نفذت القوات المسلحة- الجيش العربي عدداً من التمارين العسكرية المشتركة،
وللقوات المسلحة الأردنية أدوار تنموية شاملة في شتى المجالات وفيما يختص بمعرض سوفكس للعمليات الخاصة (SOFEX) والذي يعقد مرة كل سنتين بمشاركة العديد من المؤسسات والشركات العربية والأجنبية، فهو المعرض الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المتخصص في مجال معدات العمليات الخاصة والأمن القومي،
وتقوم القوات المسلحة بتوفير الكليات والمدارس والمعاهد والجامعات العسكرية لإعداد وتأهيل الضباط وضباط الصف من مختلف الصنوف قيادياً وتعبوياً وفنياً وأمنياً وإداريا وتنمية قدراتهم القيادية والإدارية، وصقل شخصيتهم العسكرية بزيادة معرفتهم العسكرية والأكاديمية، وتطوير مهاراتهم حتى يكونوا في أعلى مستويات الإعداد القيادي والنفسي بما ينعكس إيجاباً في قيادة المعركة الحقيقية على الأرض، واستكمالاً لجهود تنمية القوى البشرية في قواتنا المسلحة، تتابع القيادة العامة للقوات المسلحة مشروع المدينة التدريبية (مدارس تدريب القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي) في منطقة شويعر الذي شارف على الانتهاء.
وقد جاء هذا المشروع ثمرة للعلاقات الأخوية التي تربط المملكة بدولة الإمارات العربية المتحدة . كما تسعى القيادة العامة إلى فتح المجال أمام أبناء وبنات الوطن الراغبين في الالتحاق بصفوف القوات المسلحة
أنشأت القوات المسلحة معهد تدريب عمليات السلام، وهو معهد مخصص لتدريب القوات المسلحة على عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، وتدريب الضباط للعمل كضباط ركن ومراقبين عسكريين في الأمم المتحدة، والمعهد حالياً عضو كامل ورسمي في منظمة حلف شمال الأطلسي، مجتمع وشبكة PTC، وعضو في الرابطة الدولية لمراكز التدريب على حفظ السلام (IAPTC) الواقعة في كندا، وحتى الآن قام بتدريب 66 ألف جندي من الأردن وبلدان أخرى.
ومن الإنجازات التي قامت بها القيادة العامة للقوات المسلحة- الجيش العربي، إنشاء المركز العسكري لمكافحة التطرف الفكري، وتتجسد رسالة المركز في أن التطرف الذي سبب العنف والإرهاب يجب مواجهته وقهره ومحاصرته من خلال تضافر جميع الجهود الرسمية وغير الرسمية للدولة الأردنية، بالتوافق مع مختلف أنواع الجهود الدولية في هذا المجال، ويهدف المركز إلى مكافحة التطرف وتحصين المجتمع من خلال نشر ثقافة مجتمعية مقاومة للتطرف سواءً على المستوى الوطني أو المستوى الدولي والإقليمي ومن خلال المشاركات الخارجية بالندوات والمحاضرات.
ودعماً للطيارين في سلاح الجو الملكي، عمدت القيادة العامة إلى توقيع اتفاقية مع جامعة آل البيت تقضي منح الطيارين شهادة البكالوريوس في علوم الطيران، وشهادة البكالوريوس للملاحين في المراقبة والملاحة الجوية، علماً أن كلية علوم الطيران تأسست في بداية العام الدراسي 2015/2016.
وتشارك القوات المسلحة من خلال مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية في تعليم وبناء الأجيال القادمة من خلال 44 مدرسة منتشرة في كافة مناطق المملكة وخاصةً النائية منها،
وفي سياق آخر يمتد إلى التعليم الجامعي فقد بلغ عدد المتقدمين بطلب الحصول على المكرمة الملكية السامية لأبناء العسكريين في الجامعات الأردنية الرسمية بداية الفصل الأول الماضي 11 ألف طالب وطالبة، وتدفع القوات المسلحة الأردنية ما يقارب 43 مليون دينار سنوياً للجامعات الأردنية الرسمية كمستحقات مالية لتغطية نفقات تدريس الطلبة على حساب المكرمة الملكية، وتجدر الإشارة إلى أن عدد المستفيدين من نظام المكرمة الملكية السامية منذ صدور نظام خاص للدراسة على حساب المكرمة الملكية السامية المنشور في الجريدة الرسمية عام 1980 حتى عام 2017، بلغ 198,934) طالباً وطالبة، مثلما بلغ عدد المستفيدين من كليات المجتمع (44,342) طالباً وطالبة. ولا ننسى دور القوات المسلحة في رفد المجتمع المحلي بالكفاءات اللازمة ضمن المهن الإنشائية والمهن الصناعية والحرفية من خلال الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب التي أنشئت عام 2007 بأمر من جلالة الملك عبدالله الثاني
كما تسعى القوات المسلحة إلى تزويد المجتمع المحلي بكافة احتياجاته من المواد الأساسية من خلال المؤسسة الاستهلاكية العسكرية، وتقوم المؤسسة بدورها من خلال أسواقها الـ 111 المنتشرة في المملكة بتوفير المواد التموينية بكفاية وجودة وبأسعار تناسب الجميع،
وتحتفل قواتنا المسلحة كل عام إلى جانب المجتمع الأردني بيوم الشجرة الذي يتم فيه زراعة الأشجار لزيادة المساحات الخضراء في المملكة بالإضافة إلى الاعتناء بالأشجار الموجودة
وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات حتى يتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وتلبية احتياجاته، فجاء دخول القوات المسلحة في مجال التصنيع والتطوير في المجالات الصناعية العسكرية وبالتعاون مع بعض القطاعات الصناعية الدولية والعربية والوطنية من خلال مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير (KADDB) الذي أنشئ عام 1999 كخطوة على طريق بناء قاعدة صناعية دفاعية مستقلة في إطار التخطيط لأن يصبح هذا المركز مؤسسة صناعية تجارية تساهم في تلبية احتياجات القوات المسلحة والسوق التصديرية.
كما أصدر جلالة القائد الأعلى توجيهاته إلى القيادة العامة لإعادة النظر بمنهجية التجنيد لاستقطاب الخبرات والكفاءات الشابة للقوات المسلحة الأردنية بما يتماشى وروح العصر وطبيعة المرحلة، نظراً لما تحمله من تحديات وصعاب، وكون القوى البشرية وتنميتها تعتبر العنصر الأهم والهدف والوسيلة التي تشكل المحور الأساسي الذي تدور حوله أعمال أي مؤسسة، فقد قامت القيادة العامة بإطلاق برنامج " فرسان المستقبل"
تسهم القوات المسلحة في دعم الاقتصاد الوطني وانتعاشه بشكل كبير بطريق غير مباشرة، فمن خلال حماية حدود المملكة من أي اختراق خارجي وبسط الأمن داخلياً بالتشاركية مع الأجهزة الأمنية فإن هذا يخلق مناخاً ملائماً وبيئة آمنة جاذبة للاستثمارات العربية والأجنبية بما يسهم في رفد الاقتصاد الوطني والقضاء على البطالة ورفع المستوى المعيشي للأسر والمساعدة في مكافحة الفقر في المجتمع مما يصب في دفع عجلة التنمية للأمام، كما يوفر وجود مناخ آمن يساهم في نمو وتطوير السياحة ويظهر هذا الدور من خلال حماية المواقع السياحية من العبث ومكافحة عمليات تهريب التحف الأثرية، كما تساهم القوات المسلحة بالترويج للأردن سياحياً واقتصادياً
كما تساهم مديرية التوجيه المعنوي مساهمة فاعلة في التنمية من خلال القيام بواجباتها التي يتم إنجازها عن طريق تنفيذ النشاطات والجهود المختلفة في مجال القطاع المدني وعلى الصعيدين الرسمي والخاص لتحقيق مهمة نشر التوعية الوطنية وترسيخ مبدأ الولاء والانتماء وإدامة الروح المعنوية وتنمية الإرادة ومواجهة الأفكار المغرضة والإشاعات بلغة العقل والحوار بأسلوب قادر على حمل الرسالة بشكل علمي هادف والتركيز على ثوابت الرسالة التاريخية وإيجاد جيل واعٍ ومواصلة المسيرة.
واليوم يفخر الأردنيون بمنجزات مليكهم، فمنذ أن تسلم سلطاته الدستورية وهو يسعى بكل ما أوتي من جهد لتعزيز مكانة المملكة حتى غدت دولة متميزة في هذا الإقليم المضطرب.
ويسعى جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى نموذج متميز في الإصلاح لتحقيق العدالة والحرية والمساواة، ويرسخ جلالته مفهوم الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتفاهم والتعايش لكي يبقى الوطن بمنأى عن الانقسام والتشرذم، وفي ذكرى التعريب ومناسبات الوطن الغالية تتجسد قيم هذه الانجازات لتبقى مسيرة الخير المباركة كما أرادها الهاشميون جيلاً بعد جيل.
لقد تربينا على حب الهاشميين ولن نرضى إلا بهم سادة وملوكاً وقادة, فهم أهلها كابراً عن كابر, وسيبقى شعار الجيش العربي يزين جباهنا بلونه الذهبي ومعانيه السامية.
نضرع إلى العلي القدير أن يحفظ جلالة قائدنا الأعلى وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية ونجدد العهد بأن نبقى حماة الوطن وسياجه المنيع في وجه الطامعين.