وزارة الخارجية ترحب بالرأي الاستشاري لـ محكمة العدل بعدم قانونية إسرائيل إنتاج: شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردنية تعمل بشكل طبيعي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين حضور مميز لمبدع الكلمة المغناة مارسيل خليفة في "جرش" الفنانة فيوليتا اليوسف صاحبة مشروع "يلا نحلم" على المسرح الشمالي لـ"جرش" رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟
كتّاب الأنباط

عباس وحماس .. الخلاص المُرتجى

{clean_title}
الأنباط -

  وليد حسني

 الفلسطيني الموجوع حائر بين دولتين واحدة في رام الله يقودها حزب هلامي فضفاض يخدم مصالحه أكثر مما يخدم شعبه ، وثانية في غزة، يحكمها هي الأخرى حزب يعلي مصالحه فوق مصالح شعبه.

 والفلسطيني الموجوع دائخ في حيرته تماماً بين فاعلي الخير والمحسنين في الكيانين، فمع أيهما سيقف، وضد من سيهتف، وكل طرف فيهما يتهم الآخر بأنه سبب المأساة الفلسطينية.

 فتح في رام الله لم تعد تلك الحركة النضالية الثورية التي كنا نعرفها قبل عقود مضت، فقد أصبحت اليوم مجرد شركة برئيس وموظفين ومدراء فروع ومندوبين ووكلاء وعمال مياومة، ويتعاملون مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية شخصية تتعلق بهوية الرئيس محمود عباس وكرامته النبيلة، ووطنيته التي لا تعرف حدوداً.

 فتح السلطة الفلسطينية أصبحت مجرد عنوان معلق على بوابة "دكنجي" يتقن التجارة بالتجزئة، ويحسن التعامل مع الموردين والتجار والوكلاء، ولا يتورع عن القيام بأية مهمات ضد زبائنه خدمة للمورد والممول.

 وفي غزة ثمة حماس هناك تقيم دولة الله على صدور الناس، ولا يهمها تماماً إن كان الغزي فلسطيني بالهوية أم أنه فلسطيني بالولاء، أم أنه مجرد رقم في سجلات الدولة الحماسية التي تطمح للتحول إلى امبراطورية.

 حماس غزة أو الدولة الحماسية تشبه الى حد بعيد تلك الدويلات التي كانت تتشكل إبان ضعف الدولة المركزية أواخر امبراطورية العباسيين، هناك في غزة ثمة جنون يقود الفلسطينيين الى العبث المجاني، فلا هوية فلسطينية ترسخت، ولا وطن فلسطيني أنجز، ولا تحرير تحقق، ولا حرية ترسخت، ولا ادنى حدود الحياة تأمنت.

 والمدهش أن المناقلة النضالية بين زعامات الكيانين في رام الله وغزة أصبحت في مواجهة بعضهما البعض، ليرتاح الاسرائيلي المحتل من وجع تغيير الفيتامينات لأسود رام الله، ومن ارسال الموت المجاني للغزيين، وتحولت القضية الفلسطينية بكامل قدسيتها وتضحيات أهلها الى مجرد حكاية سيئة التفاصيل تنام في بنطالي رجالات الحكم في غزة ورام الله.

 والفلسطيني الموجوع يحتار في بعض التفاصيل الصغيرة التي لا يكاد ينتبه اليها احد، فجولات المصالحة والتفاوض بين رام الله وغزة تعددت وتراكمت حتى اصبح من الصعب حصرها وعدها، وانتهت كلها الى الفشل، وإلى هزيمة المفاوضين، والسؤال الذي يطرحه الفلسطيني الموجوع على هامش هذه الهزائم التفاوضية أكثر من بسيط وهو إذا كان الفلسطيني يفشل في التفاوض مع شقيقه الفلسطيني، فكيف سينجح بالتفاوض مع عدوه؟ وكيف كانت تدار حلبات التفاوض بين مفاوضي عباس وحماس؟ وكيف كانت تدار المفاوضات بين السلطة والمحتل الإسرائيلي؟.

 فشل المفاوض السلطوي في رام الله مع شقيقه المفاوض الحماسي الغزي ووصل الصراع بين الطرفين إلى حد أن كل طرف يعتبر الطرف الآخر عدوه، والسؤال لكليهما كم أبقيتما من عواطف تجاه المحتل الإسرائيلي؟.

 والفلسطيني هذا الأوان أكثر من دائخ بين زعيم في رام الله يرى المنتفعين من بقائه زعيما ملهما لا بديل عنه، وكذلك الحال بالنسبة للمنتفعين من بقاء زعيم حماس في السلطة متربعا على صدر غزة.

 في رام الله يطارد العباسيون"الوكلاء" انصار حماس فيسجنونهم او يسلمونهم لسلطات الاحتلال فيما يعرف بالتنسيق الأمني، وفي غزة يطارد الحمساويون اتباع العباسيين، بل وينفون أي أثر لهم في غزة، فغزة بالنسبة لهم مدينة محررة بالكامل من "اتباع العباسيين".

 هنا يكتمل المشهد تماما امام الفلسطيني الموجوع، ولا يجد أمامه غير طريق ثالث لا بد منه، وهو البحث عن حركة وطنية فلسطينية ثالثة تتخلص من العباسيين والحمساويين في رام الله وغزة، وبعد ذلك تقول للفلسطيني" الآن أصبحت لديك قضية..".