زاوية سناء فارس شرعان
محتجزو داعش … قنابل موقوته … !!!
مع هزيمة داعش وانهاء وجوده في سوريا والعراق تبرز مشكلة محتجزيه ومعتقليه لدى قوات سوريا الديمقراطية الذين يشكلون قنابل موقوته قد تنفجر في اية لحظة في المنطقة سواء في سوريا والعراق او في الدول التي قدموا لها وخاصة الدول الاوروبية التي طلب منها الرئيس الامريكي دونالد ترامب استعادتهم لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من عناصر التنظيم الارهابي وجرائمه وفظائعه ..
تفيد قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون من ميليشيات كردية وعربية وارمنية واشورية ان عدد المحتجزين لديها يبلغ ٨٠٠ مقاتل في المراكز الأمنية التابعة لها و٧٠٠ زوجة و١٥٠٠ طفل في مخيمات اللجوء والنزوح الأمر الذي يشكل قنابل موقوته قد تنفجر اذا ما هوجمت سوريا الديمقراطية سواء من تنظيمات ارهابية او من النظام السوري ما حدا بقوات سوريا الديمقراطية الى مساندة الطلب الامريكي من الدول الاوروبية التي ينتمي اليها مقاتلو داعش باستعادتهم والسماح لهم بالعودة بحيث تخلو منطقة الشرق الاوسط من عناصر هذا التنظيم الارهابي الذي يعشق سفك الدماء وهدر الكرامة الانسانية من خلال الاعتداء على الاعراض واختطاف النساء والفتيات واغتصابهن والزواج بهن قسريا ما يدفع باسرهن الى دفع فدية كبيرة لاطلاق سراحهن والافراج عنهن.
قوات سوريا الديمقراطية لم تكتف بمناشدة الدول الاوروبية بالسماح لمواطنيها من عناصر داعش بالعودة الى بلدانهم فحسب وانما تقدمت بالعديد من المطالب بعد هزيمة داعش لعدم السماح للتنظيم الارهابي بالعودة وتقوية وجوده وزيادة قوته …
فقد طالبت قوات سوريا الديمقراطية ابقاء عدد من جنود قوات التحالف الدولي بدلا من القوات الامريكية التي قرر ترامب سحبها فور الاعلان من انتهاء الحرب على داعش وهزيمته النهائية في المنطقة لا سيما بعد اعلان فرنسا عزمها على سحب قواتها في اطار التحالف الدولي في سوريا.
عودة مقاتلي داعش الى دولهم الاوروبية اثارت جدلا واسعا لدى دول الاتحاد الاوروبي التي تخشى ان تؤدي هذه العودة الى زيادة اعمال العنف والارهاب وانتقال جرائم داعش من سوريا والعراق الى الى دول الاتحاد الاوروبي لا سيما وان هناك عددا من الدول الاوروبية ترفض عودة الدواعش من مواطنيها بعد مشاركاتهم في عمليات داعش الارهابية في سوريا والعراق.
قوات سوريا الديمقراطية ناشدت الدول الاوروبية بعدم التخلي عنهم بعد انسحاب القوات الامريكية خاصة وان تركيا تتربص بهم الدوائر وتنتظر اللحظة التي قد تنقض عليهم لاستدعائهم، علما بان فرنسا وبعض الدول الاوروبية تحمل تركيا مسؤولية ابادة الارمن خلال الحرب العالمية الاولى ولا تزال تحملهم هذه المسؤولية.
بالاضافة الى الخطر التركي الداهم المحدق بالاكراد في سوريا والذي يرفض اقامة اي دولة كردية مستقلة في سوريا او نشوء اي كيان مستقل في سوريا على غرار كردستان العراق، يشعر الاكراد بمخاوف من النظام السوري الذي قد يهاجم قوات سوريا الديمقراطية مدعوما بسلاح الجو الروسي الذي دمر سوريا وقراها ومزارع ومساجد وكنائس ومدارس طوال السنوات السبع الماضية، اذ لم ينضم الاكراد الى النظام ويستعيد النظام سيادته على كامل الاراضي السورية في الوقت الذي اعلنت فيه واشنطن ان النظام لن يسمح لهم بالعودة الى الاراضي التي كانت تتمركز فيه القوات الامريكية وقرار قوات سوريا الديمقراطية بانها لن تعود الى سيادة النظام الا بعد ميثاق يضمن استقلال الاكراد كما يتضمن انشاء كيان مستقل لهم على غرار اقليم كردستان العراق …
وهكذا فان الوضع في سوريا لن يشهد الامن والاستقرار والهدوء بعد رحيل داعش في ضوء استمرار العداء والخلافات بين النظام والاحزاب والجماعات الكردية الرامية الى انشاء دولة كردية والانفصال عن النظام السوري … !!!