سامرنايف عبدالدايم
الحديث عن تنمية الوعي البيئي حديث ذو شجون ولاسيما أن البيئة تمثل أهمية كبيرة للإنسان ، فهي المحيط الذي يعيش فيه ، ويحصل منه على مقومات حياته من طعام ، وشراب ، وهواء ، وكساء . وهي المحيط الذي يتفاعل معه ويمارس فيه علاقاته المختلفة مع غيره من الكائنات والمكونات .
مؤخراً أعلنت وزارة البيئة وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر موقعها الإلكتروني عن انطلاق المسابقة البيئية الإعلامية الثانية تحت عنوان "الصحافة الاستقصائية في القضايا البيئية الوطنية ذات البعد الدولي" والتي تهدف إلى تعزيز الفهم ورفع الوعي العام حول أهمية ربط وتظافر الجهود المحلية والعالمية للتصدي للمشاكل البيئية.
مثل هذه المسابقات تساهم في تشجيع المجتمع للإبداع بمحتوى توعوي في مجال البيئة عبر الصحافة الاستقصائية ، اومايعرف بالتحقيقات الصحفية التي تطرح القضايا البيئية الوطنية ذات البعد الدولي بطريقة علمية صحيحة حيث تتجلى أهمية الوعي البيئي والثقافة البيئية لدى كافة شرائح المجتمع إدراكاً لأهمية وضرورة المحافظة على مقوماتها، وغرس السلوك الإنساني السليم بوصفه العامل الأساسي الذي يحدد أسلوب وطريقة تعامل الإنسان فرداَ وجماعة معها ، واستغلال مواردها بما من شأنه المحافظة على القوانين التي تنظم مكوناتها الطبيعية، وتحافظ على توازنها بشكل محكم ودقيق بعيداَ عن الإسراف والتلف واستنزاف الموارد الطبيعية بما فيها الموارد الدائمة المتجددة والغير المتجددة من خلال ترشيد وضبط الاستهلاك، باعتبارها الضمانات الملبية لحاجات الإنسان وإبقاء متطلباته عبر الأجيال المختلفة.
نشكر وزارة البيئة على مثل هذه المبادرات المتميزة والتي تساهم بمشاركة وتفاعل المجتمع في القضايا البيئية ، خاصةً إن الوعي البيئي العام لدينا ما زال دون المستوى المطلوب ودون الهدف المأمول، حتى إن كثيراً من الناس لا يعرفون القضايا البيئية الكبرى على الصعيدين العالمي والمحلّي، ولا يدركون الآثار والأضرار الكبيرة المترتِّبة على إتلاف البيئة، ولا يدركون تداعيات استنزاف مواردها، والإضرار بمكوِّناتها.