دراسة أمريكية حديثة: التحدث مع أنثى لمدة ٥ دقائق فقط يزيد من الصحة العقلية للذكر تلوث الهواء يسبب الانسداد الرئوي المزمن دراسة تكشف العلاقة بين الضائقة المالية وآلام الظهر دولة تشطب ديون مواطنيها حتى 100 ألف دولار! دراسة: استخدام الاختصارات في الرسائل يثير الشك في صدق المرسل الجامعة العربية تحذر من التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية الصمت الحزبي حين يصبح خطيئة وطنية أرامل والمطلقات.. مطالِبات بالتمكين بمجتمع لا يرحم الاردن يتقدم 9 مراتب بمؤشر المعرفة العالمي.. عبيدات: التقدم المعرفي يعزز الاستقرار الاقتصادي ويوفر فرص عمل الصحة اللبنانية: 3768 شهيدا و 15699 جريحا منذ بدء العدوان مجلس الكنائس العالمي يطالب بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين ولبنان الأردن يرحب بقرار يونسكو لدعم نشاطات أونروا في الأراضي المحتلة العين داودية يصلي بعد انقطاع دام 65 عامًا رونالدو يقود النصر لانتصار ثمين.. وأهلي جدة يعتلي صدارة "نخبة آسيا" مؤقتًا سينما شومان تعرض الفيلم الأردني "حكاية شرقية" للمخرج نجدة أنزور الصفدي يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان فوراً تنبيه من دائرة الأرصاد الجوية الأردنية وزير الأشغال يتفقد مشروع الطريق التنظيمي لمنطقة وادي العش الصناعية عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في الزرقاء 10 آلاف خيمة لنازحين في غزة تضررت جراء المنخفض الجوي

الجراد في يوميات الجوعى

الجراد في يوميات الجوعى
الأنباط -

 

وليد حسني

 

حذَّر الأردنيون موجات الجراد التي تغزو حالياً مناطق شاسعة في الجارة السعودية من دخول الأردن، بدا التحذير حميمياً تماماً، بعد أن وجد الأردنيون ما يتسلون به ويُسقطون ما في أنفسهم من نكبات على موجات الجراد التي يحتمل عبورها حدودنا والتوغل في أراضينا جنوباً وشرقا.

 

وجه الأردنيون رسائلهم لأسراب الجراد بلغة ناعمة أشبه بالنصائح المجانية، هناك على صفحات الفيس بوك اجتهد الكثيرون لإسقاط ما في واقعهم على عالم الجراد"لا تدخلوا الأردن لأنكم لن تجدوا شيئاً تأكلونه، فقد أكل الفاسدون قبلكم الأخضر واليابس في البلاد"، هكذا بدون مقدمات يظهر الفاسدون في خطاب اليومي الأردني وكأنهم أسراب جراد حولوا الأردن إلى مجرد صحراء قاحلة بعد أن نكَّلوا بكل ما فيه من مظاهر الحياة.

 

هكذا رأى الأردنيون الفاسدون في بلادهم، فقد حرموا حتى الجراد من وجبات طعامه التي تعينه على التجول والهجرة والبحث عن الطعام.

 

وقال أردنيون أن أسراب الجراد عقدت اجتماعات ميدانية عاجلة لمناقشة الوجهة القادمة لها تجاه الأردن، وتوافقوا على تغيير وجهتهم بالرغم من بعد المسافات وشقة السفر، واحتمالات المخاطرة بحياة عشرات آلاف الأشقاء من الجراد" في الأردن سيفرضون علينا ضريبة على عبور الحدود، وضريبة على استعمال الهواء، وضريبة على التنقل، وضريبة على محطات الإستراحة، وضريبة على الموت..الخ.

 

هنا تبرز معاناة الأردني اليومية في حزمة الضرائب الباهظة التي تفرضها الدولة عليه حتى تركته يئن موجوعاً تحت وطأتها ونيرها الحارق..

 

حتى في موسم الجراد يجد الأردني ما يقوله عن نفسه وما يقتله في حياته وفي معاشه اليومي، وهذه المعاناة المتتالية هي التي حولت الأردني إلى ناقدٍ سياسي واجتماعي لاذع وعلى غير طبيعة الأردني الجاد والصابر بطبعه، إذ من الواضح أنه فقد حتى فضيلة التعامل مع الصبر.

 

أسراب الجراد حركت قريحة الأردني مجدداً، وانتشلته من صمته الأليم، ودفعت به لإسقاط معاناته اليومية على أسراب الجراد، وكأنه زهدٌ في المواجهة والتعبير المباشر عن ضيقه وعنته بمعاشه اليومي، فذهب إلى الترميز تارة، وإلى المواجهة تارة أخرى، وهو يدرك جيداً أنه يمارس حالة تنفيس لا أكثر ولا أقل.

 

الجراد سيكون ضحية الفساد والخراب والقحط والمحل مثله مثل الأردني تماماً، هذا ما أجمعت عليه يوميات الأردنيين طيلة الأمس على صفحاتهم، إلا أن الأكثر روعة أن ثمة دعوات لاستضافة الجراد حتى العام المقبل لعله يكون أفضل من العام الحالي شريطة أن يستطيع الجراد احتمال ما يحتمله الأردني في معاشه اليومي..

 

لهذه الدرجة أصبح حتى الجراد عنواناً مفتوحاً في مواجهة الأردني ليومه سييء التفاصيل..

 

لكن الأهم من ذلك كله أن لا أحد يريد الإعتراف بأننا في أزمة كارثية، ولا زال المسؤول يغط في نومه دون أن يسمع قرع الأجراس التي بدأت تدفع بعضها بعضاً، فتزحم المكان....//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير