الأردنيون أمام فرصة تاريخية صور متقابلة من غزة: الأحداث المنتقاة لا تصنع المشهد كاملاً الكاتبة سارة طالب السهيل تقدم ورشة القصص والكتابة التعبيرية للاطفال في بيت مليح الثقافي في لواء ذيبان. . عشيرة أبو رمان تمنح الخليفات عطوة اعتراف لثلاثة أِشهر تحسن على مؤشر داو جونز الأميركي قرار لمجلس الأمن يدعو لحل النـزاعات بالطرق السلمية لجنة مجلس محافظة المفرق توقف تنفيذ 140 مشروعا “الأراضي والمساحة” تسعى إلى بناء شراكات مع المعنيين بالقطاع العقاري المدني يطلق دعوة لوحدة التيار الديمقراطي رئيس الوزراء يستقبل المهيدات ويشيد بجهوده في إدارة "الغذاء والدواء" منتدى "شومان" يستضيف الأعظمي في أمسية مميزة بعنوان "ليلة المقام العراقي" افتتاح معرض صور بعنوان "الأماكن التاريخية في مدينة إربد وضواحيها" جمعية جماعة الاخوان المسلمين المرخصة تعلن حل نفسها ديوان المحاسبة وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا يبحثان تفعيل مذكرة التفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التدريب والرقمنة هيئة الخدمة والإدارة العامة توقّع مذكرة تفاهم مع صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية "الطائرة الأردنية" مشاركات إيجابية وتطلع لمستقبل زاهر بالاعتماد على الناشئين والشباب مندوبا عن الملك وولي العهد ...العيسوي يعزي بوفاة الوزير والبرلماني الاسبق عبدالرزاق طبيشات 22 يوليو 2025... أحد أقصر الأيام في تاريخ الأرض ركود وتراجع.. الأردن يختفي عن خارطة السياحة العالمية… هل هناك من يسمع؟ رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور الوحدات النوعية المنتشرة ضمن منطقة حدود جابر

كهرباء نظيفة للبيع

كهرباء نظيفة للبيع
الأنباط -

كهرباء نظيفة للبيع

د. أيّوب أبو ديّة

       كان واضحاً منذ سنوات أننا نسير في اتجاه إنتاج للكهرباء يفوق حاجتنا بكثير ولم نكن نفهم لماذا تورطنا في فكرة مشاريع نووية لإنتاج الكهرباء بكميات هائلة كان الحديث عندذاك عن مضاعفة كمية الكهرباء عام 2020 – 2022 بخمسة مفاعلات كبيرة على الأقل لتنتج بقدرة 5000 ميجا واط اي لتضاعف القدرة الإنتاجية . كذلك فان اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني ما زالت بنودها سرية وتهدد بعقوبات في حالة الإفشاء بها والتي جعلت من إسرائيل قوة اقتصادية مستقلة ومسيطرة بدعم أردني مصري مميز عبر اتفاقيات شراء مسبقة لمدة خمسة عشر عاماً.

يعنى هذا المقال بالتساؤل ما هي مشكلات إنتاج كمية كبيرة من الكهرباء على الأصعدة الفنية والاقتصادية والبيئية.

       فنيا؛ نحن بحاجة لتطوير شبكتنا الكهربائية التي أنفقنا مئات الملايين عليها عبر منح وقروض لاستيعاب الطاقة المتجددة التي لن تتجاوز 20% من القدرة الإنتاجية للكهرباء،  فكم هي تكلفة تحديث الشبكة لتحقيق هذا التوجه الخطير الذي يسعى الى تحديث الشبكة لتصدير الكهرباء؟ ومن سوف يقوم بتمويلها؟ أم أنها مجرد قروض على قروض؟

     وهل درسنا فنياً مخاطر شبكات بهذا التنوع على تحمل إنتاج طاقة بقدرة كبيرة مرة واحدة؟ وهناك تجارب من دول العالم كثيرة تظهر احتمالية حدوث انقطاعات فجائية للكهرباء Blackouts. وهل سيكون هناك استقرار في الشبكة إذا ربطنا مع الشبكة الخليجية مثلاً أو الشبكة الإسرائيلية، وهما أكبر بكثير من قدرة شبكتنا؟ أسئلة لا يمكن الإجابة عنها الا بعد سنوات من الدراسة.

       أما تكلفة إنتاج الكميات الكبيرة فهي عالية من الغاز كمصدر للوقود نتيجة انخفاض الأسعار للوقود التقليدي في السنوات الأخيرة ويتوقع أن يستمر الانخفاض في ضوء الإنتاج الهائل في العالم وبخاصة من الزيت الصخري في الولايات المتحدة التي باتت تسد حاجتها من الطاقة وتصدر إلى العالم، بما في ذلك أوروبا. كذلك هناك توجه عالمي لتوفير الطاقة وتحسين الأداء الحراري وما الى ذلك.. لذلك فان اتفاقات طويلة الامد للغاز قد تكون ايجابية او سلبية.

       أما الطاقة النووية فقد باتت بعد كارثة فوكوشيما تنتج الكهرباء بأسعار خيالية لا يمكن أن يفكر فيها أحد إلا دول كالصين التي تحتاج إلى الطاقة بأي ثمن والتي لا تكترث لصحة مواطنيها او حياتهم ولديها المياه الكافية وراس المال اللامحدود، او تلك الدول التي تحتاج الصناعة النووية لأغراض عسكرية ولبيع التكنولوجيا للدول الفقيرة المقهورة كدولنا.

      أما بيئياً، فإن قلق دول العالم معروفة اليوم فيما يتعلق بأثر تصدير الكهرباء على البيئة. فكم ستكون فرحة إسرائيل عظيمة إذا أنتجنا الكهرباء عندنا بحرق الغاز الذي نشتريه منهم وتلويث البيئة في بلادنا من ماء وهواء وتربة وطبيعة حيّة وبيئة مبنية بينما هم يأخذون كهرباء نظيفة حسب حاجتهم. اتفاقيتنا معهم للغاز الفلسطيني المنهوب ياتي تحت شعار "ادفع ثمن الغاز سواء أخذته أم تركته" بينما هم يستهلكون حاجتهم متى استدعى الأمر. أما الكهرباء النووية فهي أسوأ لأن مخاطر التلوث الإشعاعي ستكون على أرضنا وفي مياهنا وهوائنا لامد بعيد لن تسلم منه الاجيال القادمة. وإذا حدثت كارثة فالمخاطر عندنا سوف تستمر إلى ما شاء الله بينما هم ينعمون بالكهرباء النظيفة في الكيان المغتصب او في اوروبا وعند الحاجة.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير