ماذا لو أصرّت المناهج على جمودها؟! الأورومتوسطي: الاحتلال يقتل 98 فلسطينيا يوميا في غزة منذ 12 أيار فوز عمدة بوخارست بالانتخابات الرئاسية في رومانيا 17شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة أسعار الذهب تقفز بفعل تراجع الدولار توقيع اتفاقية تعاون بين القوات المسلحة وشركة اورنج وقف الحرب بضمانات ترامب ؛ إنجاز عالمي لجامعة البلقاء التطبيقية: المركز الأردني الكوري يحصد جائزة “أفضل مركز لإيصال المعلومات في العالم” لعام 2025 إنجاز أردني جديد .. رفع تقييم الأردن دولياً في التزامه بمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب اهالي بيت محسير عامة وآل حماد النجار خاصة ينعون المرحومة الشابة المتعبدة ريانا احمد حماد دودين: حزمة الحوافز الحكومية تعزز الاستثمار العقاري وتدعم النشاطات الاقتصادية بالعقبة الرواشدة: نسعى لمد جسور التعاون مع الجامعات لتبادل المعرفة ومخرجات البحث العلمي طقس معتدل الحرارة اليوم وغدًا وحار الأربعاء والخميس 7 نصائح للسيطرة على ارتفاع الضغط هل يلازمك الإرهاق رغم النوم الكافي؟.. عنصر غذائي مجهول في قفص الاتهام أعراض التعب المزمن وكيفية التعامل معه قانون فريد .. بلدة تمنع الكعب العالي زيارة ترامب الخليجية والقمة العربية.. هل تقودان إلى وقف إطلاق النار في غزة؟ الحوادث المرورية.. استنزاف للأرواح والمواجهة تحتاج تعزيز التوعية انقطاع النفس الانسدادي.. مخاطر على الصحة الجسدية والنَّفسية

سوريا بين موقفين

سوريا بين موقفين
الأنباط -

لم يصدر بيان مشترك أردني أميركي في أعقاب زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو يوم  8/1/2019 ، وهذا لا يعكس فشل الزيارة، بقدر ما تؤكد نتائجها أنها كانت ناجحة، انعكاساً للتعاون المشترك بين العاصمتين، ولكن عدم صدور البيان المشترك يعكس وجود خلافات وتباينات ورؤى غير متطابقة بين عمان وواشنطن، وتم الاكتفاء بالمؤتمر الصحفي المشترك حيث أكد الوزيران كل من ناحيته موقف بلاده وركزا على الرؤى المشتركة، وبقيت العناوين الخلافية حيث عبر كل وزير منهما عن موقف بلاده نحوها بدون الإشارة إلى الخلاف والتباين بينهما، وهي حصيلة تُشعر بالمباهاة أن بلادنا تتمسك بمواقفها المبدئية، وتحفظ مصالحها أمام دولة كبرى مثل الولايات المتحدة التي تحترم مواقف الأردن وتحرص على أمنه واستقراره وتقدم المساعدات له. 
وإذا كانت القدس والمقدسات، وحل الدولتين على أساس حدود 1967، هما الأولوية للأردن فقد كانت سوريا في صُلب المحادثات بين الوزيرين سواء باتجاه « إحراز تقدم نحو حل سياسي على أساس القرار 2254، ويحفظ وحدة سوريا واستقلاليتها، وحل يقبله السوريون ويُعيد لسوريا أمنها واستقرارها، ويؤدي إلى مغادرة جميع القوات الأجنبية منها، وتتيح عودة اللاجئين « وفق الموقف الأردني وليس هذا وحسب بل أكد الموقف الأردني أن « مرتفعات الجولان أراض سورية محتلة « والتركيز الأردني بهذا الخصوص يعود إلى أن الولايات المتحدة صوتت لأول مرة ضد قرار الأمم المتحدة الذي أكد على هوية الجولان السورية، وضرورة انسحاب قوات الاحتلال منها، فجاء الموقف الأردني ليؤكد ذلك ويُصر على هذا الموقف، خاصة بعد أن صرح رئيس حكومة المستعمرة الإسرائيلية نتنياهو أن تل أبيب لن تتخلى عن الجولان وعلى العالم أن يتكيف مع هذا الوضع، وبهذا التصريح الاستفزازي الذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن 242 المتضمن عدم ضم أراضي الغير بالقوة فهو يكشف من ناحية سبب دعم العدو الإسرائيلي للمعارضة السورية المسلحة، والدوافع المستمرة للاعتداءات الإسرائيلية على أرض سوريا والمس بسيادتها الوطنية، من ناحية ثانية، وهو أمر وحصيلة ترفضها عمان وتقف في الخندق السوري دفاعاً عن حقوقها ووحدة أراضيها ورفضاً للسياسات الإسرائيلية العدوانية والاحتلالية والاستعمارية. 
سوريا قاتلت عشر سنوات ولازالت دفاعاً عن أرضها ونظامها وشعبها وبقيت متماسكة ومتمسكة بالجولان وعدم المساومة عليها، رغم أن بعض قوى المعارضة عبرت علناً عن استعدادها للتوصل إلى تفاهم مع العدو الإسرائيلي بشأن الجولان مقابل دعم تل أبيب لها في صراعها ضد النظام والدولة السورية، وهذا ما يكشف الأهداف الكامنة للمستعمرة الإسرائيلية في تقويض الوضع والأمن والاستقرار في سوريا، التي سبق لها وأن رفضت التنازل عن أمتار في عهد الرئيس الراحل الأسد مقابل استعادة غالبية أراضي الجولان، وهو موقف مازال ثابتاً لدى دمشق مما يؤكد ثقة عمان بالموقف السوري الذي عبر عنه وزير خارجيتنا أمام الوزير الأميركي بشأن الجولان. 
سوريا قاتلت عشر سنوات للحفاظ على نظامها ووحدة أراضيها ونتنياهو يعرف الدرس والنتيجة أن دمشق لم تقبل التنازل عن أمتار مقابل استعادة أغلبية أراضي الجولان في العهد السابق، وهي لن تفعل الأن، وإن لم تتمكن من استعادة الجولان إلى اليوم، ولكنها ستفعل ذلك وستتمكن مستقبلاً.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير