تقنية القبة.. الصوت والصدى
وليد حسني
يعود مجلس النواب غدا الى قبته بعد تهذيبها وتطويرها بحيث أصبحت اليوم أكثر ديناميكية وتطورا وتقنية، ومن المتوقع ان يتمتع النواب بتقنيات اتصال حديثة جدا تسمح لهم بالبقاء في"جو الجلسة" بدلا من التسلل والتراخي.
القبة اليوم اصبحت ناجزة بمعدات اتصال حديثة،وتقنيات متطورة، لكن من المهم ان تمتلك رئاسة المجلس ومكتبه الدائم الارادة الكافية لتفعيل التصويت الالكتروني وانتهاج شفافية منفتحة تماما يتم خلالها تزويد وسائل الاعلام بنتائج التصويت بالاسماء وبالارقام حتى تكون التحديثات التي خضعت لها القبة ذات فائدة.
قبل سنوات عديدة مضت تكفلت "جامعة نيويورك" بتحديث القبة، ووصلت كلفة التحديث الى نحو 6 ملايين دينار دفعت من المعونات الامريكية الرسمية للاردن، وذهب المجلس في حينه لتعديل نظامه الداخلي بحيث يسمح بالتصويت الالكتروني، ولكن للاسف الشديد فقد ظل هذا النظام التقني معطلا بارادة من المجلس نفسه، والهدف كان أكثر من واضح وهو إبقاء تصويت النواب سريا وخافيا على الناس والاعلام.
والمجلس اليوم احوج ما يكون الى انتهاج سياسة منفتحة تماما من حيث اتجاهات التصويت، والحضور والغياب، فهذا هو النهج الافضل للمجلس بدلا من الاختباء خلف عقلية القلعة التي لا تعتمد مبدأ الإفصاح الطوعي عن المعلومات للاعلام وللمواطنين.
أعرف تماما ان خزينة الدولة لم تتكلف دينارا واحدا في تحديث القبة وجعلها اكثر تقنية وتحديثا من ذي قبل لكن هذا يستدعي من النواب ومن رئاسة المجلس الانتقال الى تحقيق مبدأ الشفافية المباشرة واستخدام التصويت الالكتروني ونشر نتائجه واشاعته بين الناس.
وبالمجمل فان التحديث الذي خضعت له القبة بدعم من الاتحاد الاوروبي منجز ايجابي لكن المهم هو تحديث الاداء النيابي وهو أمر يتعلق بمدى قدرة النواب أنفسهم على تطوير ادائهم ومدى فاعليتهم فضلا عن مدى ايمانهم الشخصي بتمثيل الناس وناخبيهم في السلطة التشريعية.
وهذه المهمة لا أظنها مستحيلة، ولا تحتاج غير القليل من الارادة الذاتية ليكون الاداء البرلماني أكثر كفاءة وتأثيرا..
والمهم في القصة كلها ان التكنولوجيا لا تصنع النائب فهي مجرد ناقل وصدى صوت لا اكثر ولا اقل...//