د. عصام الغزاوي
بعد تشكيل الشهيد وصفي التل حكومته الاولى دخل ذات يوم الى مكتبه سكرتير الرئاسة سعد الدين جمعة وبيده شيك من وزارة المالية باسم المستفيد وصفي التل بقيمة ثلاثمائة دينار بدل اقتناء واستعمال سيارته، وأبلغه ان الحكومة تصرف شهرياً مبلغ 25 دينارا لرئيس الحكومة و 20 دينارا للوزير بدل استعمال سياراتهم للعمل الرسمي.
استدعى وصفي سائقه الخاص عبد الرحمن العيفان وسأله لمن تعود السيارة الميركوري التي يستعملها، فأجابه انها من سيارات القصور الملكية، فسأله من اين يملأها بالبنزين وعن صيانتها وقطع الغيار، فأجابه ان البنزين من الجيش والصيانة في مشاغل الجيش في المحطة، فما كان منه الا ان اتصل بوزير المالية هاتفياً وقال له (يا ابو جواد) سأعيد الآن مع سائقي شيك بدل اقتناء واستعمال سيارتي بقيمة ثلاثمائة دينار قمت بتجييره لإعادته الى الخزينة مصروفات مستردة، وسلم الشيك لسائقه وطلب منه تسليمه لوزير المالية باليد، كانت السيارات الحكومية تخدم المسؤولين وقت العمل فقط.
وكان وصفي يمنع التصرف بها إلا خلال الدوام الرسمي فقط، فقد كان حريصاً على أموال الدولة وكأنها أموال أيتام، لا يجوز التفريط بها، هذه هي الأمانة التي تجلت في أبهى صورها في فكر الشهيد وصفي التل.//