زاوية سناء فارس شرعان
رغم ان الاتحاد المغاربي ميت اكلنيكيا منذ عقود الا انه لم يدفن … بل على العكس من ذلك كانت دعوة العاهل المغربي محمد السادس لاجراء حوار صريح ومباشر مع الجزائر بالاضافة لانعاش وعودته للحياة الى عروقه الباردة والمتجمدة.
الاتحاد المغاربي الذي يضم دول المغرب العربي شكل حلا وسطا بينمجلس التعاون الخليجي الذي استمر في اداء مهامه والتعاون بين دوله منذ انشائه ومجلس التعاون العربي الذي ضم العراق والاردن ومصر واليمن ولم يعش طويلا فما لبث ان لفظ انفاسه بعد حرب الخليج الاولى فيما ادت مشكلة الصحراء الغربية الى تجميد الاتحاد المغاربي بسبب الخلافات المغربية الجزائرية حول ازمة الصحراء التي استمرت منذ انسحاب اسبانيا من منطقة وادي الذهب والحاقها بالمغرب بعد مسيرة خضراء نظمها المغاربة بمشاركة العديد من الهيئات والفعاليات والتنظيمات الحزبية الشعبية والنقابية في البلاد..
الجزائر لم تستجب ولم تتعامل مع دعوة العاهل المغربي للحوار فورا رغم الترحيب العربي والدولي بهذه الدعوة وحل الخلاف المغربي الجزائري … الا ان الجزائر طلبت عقد اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي لتدفق الدماء بين شرايينه وتدب الحياة بين اوصاله … ويرى المراقبون ان الجزائر لم تشأ ان يكون الحوار جزائريا مغربيا فحسب لأن الخلاف حول الصحراء ليس بين المغرب والجزائر وينبغي مشاركة دول الاتحاد المغاربي موضحة ان الخلاف حول الصحراء هو بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تتزعمها الجزائر …
الهدف من اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي هو بحث سبل اعادة احياء الاتحاد وكما اوضحت وزارة الشؤون الخارجية الجزاءرية الا ان الاجتماع من المؤكد ان يناقش مسألة الصحراء الغربية والخلاف بين المغرب والبوليساريو الأمر الذي تسعى الجزائر الى مشاركة دول المغرب العربي في مناقشته وعدم اقتصار الحوار بين المغرب والجزائر على هذا الصعيد.
ومن المتوقع ان يعقد اجتماع وزراء الخارجية قريبا جدا بناء على الدعوة الجزائرية التي حظيت بترحيب واسع من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي خاصة وان الاجتماع سيناقش العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر وتطويرها اذ لا يعقل ان تبقى الحدود بين الدولتين الشقيقتين مغلقة الى الأبد بالاضافة الى احياء تكتل الاتحاد المغاربي الذي يعول عليه العرب كثيرا في زيادة التعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين دول الجامعة العربية علاوة على الهدف المأمول لدول الاتحاد وحل الازمة الليبية التي تراوح مكانها منذ سنوات نتيجة التنافس الاستعماري على ليبيا وثرواتها النفطية وموقعها الجغرافي بين افريقيا واوروبا ما يشجع الهجرة الى الدول الاوروبية التي تعارض موجات الهجرة اليها وتبحث عن الطريقة المناسبة لمنعها ..
فكون ليبيا عضوا في الاتحاد المغاربي والظروف السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تمر بها البلاد ستكون حافزا لدول الاتحاد المغاربي للضغط على اطراف الصراع في ليبيا والدول الاوروبية صاحبة القرار والتأثير بالنسبة الى ليبيا وخاصة ايطاليا المستعمر السابق لأن اقوى دول الاتحاد الاروبي واسبانيا المتأثرة بالهجرة العربية والافريقية الى اوروبا من اجل حل الأزمة الليبية التي اشترت مقدرات البلاد الاقتصادية والاجتماعية وثرواتها الطبيعية لا سيما وان المغرب والجزائر وتونس استضافت العديد من الاجتماعات بين الفصائل والقوى والاحزاب الليبية من اجل التوصل الى حل الازمة الليبية علاوة على عقد قمة عربية اوروبية في القاهرة مطلع العام المقبل من اجل هذا الهدف.
احياء تكتل الاتحاد المغاربي خطوة بالغة الاهمية ليس على طريق تنشيط هذا التكتل فحسب وانما على طريق تعزيز الحوار بين الاقطار العربية وتوفيق عرى التعاون في المجالات كافة وخاصة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والعمالية واحياء السوق العربية المشتركة ومعاهدة الدفاع العربي المشترك..
الاتحاد المغاربي يضم اكثر من ١٢٠ مليون نسمة ويتمتع بثروات بترولية في ليبيا والجزائر التي تمتلك كذلك كميات كبيرة من الغاز والفوسفات في كل من تونس والمغرب وموريتانيا وثروات زراعية وسياحية في الحزائر وتونس والمغرب يمكن اتن تشكل نواة اقتصادية وسياحية وصناعية لا سيما من الحديد والصلب في الجزائر ما يؤهل الاتحاد المغاربي لتشكيل نواة لوحدة عربية شاملة … !!!