زاوية سناء فارس شرعان
في الوقت الذي حسمت فيه المعركة واوقفت العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة احرزت حركة حماس نصرا استخباريا غير مسبوق على الكيان الصهيوني يتمثل باكتشاف الوحدة الاسرائيلية الخاصة في شرق خانيونس ومخططاتها لاغتيال عدد من قادة الحركة الميدانيين ما مكنها من احباط هذه المخططات من خلال مطاردة هذه الوحدة وتعقبها من بيت لآخر ومن شارع لشارع رغم ان العدو دافع عن هذه الوحدة بكل ما يملك من قوة وطيران لدرجة ان جنود المقاومة اوشكوا ان يمسكوا بالطائرات العامودية الاسرائيلية بايديهم …
واذا كانت حماس لم تعلن عن هذا النصر فور انتهاء العمليات العسكرية الفاشلة فان تأجيل الاعلان عن هذا النصر الاستخباري غير المسبوق لم يقلل من هول الصدمة على الاسرائيليين او قادة عسكريين وسياسيين ما تسبب بحدوث زلزال سياسي وعسكري في الكيان الصهيوني تمثل باستقالة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان احتجاجا على وقف اطلاق النار مع حماس ومنظمات المقاومة والخلافات التي نشبت بين الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم للحصول على حقيبة الدفاع التي آثر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاحتفاظ بها ليكون صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في الحرب على غزة ووقف القتال.
المفاجأة التي اذهلت الصهاينية في اعقاب اندحارهم من قطاع غزة تختلف في اعلان حركة حماس عن الوحدة العسكرية الخاصة التي تسللت الى شرق خانيونس ونشر صور اعضائها الثمانية وهم ٦ رجال وامراتان والطلب من الفلسطينيين بتزويد الحركة عن اي معلومات تخصهم وعن نشاطاتهم في قطاع غزة وفي اراضي فلسطين لملاحقتة هذه الوحدة وتتبع نشاطاتها معرفة اهدافها ومخططاتها لارتكاب المزيد من الجرائم سواء في القطاع او في الضفة الغربية.
اعلان حماس عن الوحدة الخاصة بقدر ما كان مفاجأة على الجيش الاسرائيلي ومخابراته بقدر ما وقع وقع الصاعقة على الكيان الصهيوني لترتفع اصوات الاسرائيليين في كل مكان وموقع ومحفل كيف عرفت حماس بأمر الوحدة العسكرية الخاصة الاسرائيلية وكيف اكتشفت وجودها ومن الذي مرر لها هذه المعلومات بحيث انتشر الشك ولاحق كافة المسؤولين الاسرائيليين وجعل من كل منهم متهما بتسريب معلومات سرية للغاية لحركة حماس التي يعتبرها الكيان الصهيوني عدوه الاول والأخير.
الصهاينة يعتبرون حماس تفوقت عليهم كثيرا في مجال الحرب النفسية التي كانت المانيا رائدة فيها في الحرب العالمية الثانية فساد الذعر والخوف في الكيان الصهيوني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب في قطاع غزة واضحى الجميع يخشون من تسلل حماس الى اركان الكيان ومحاربتهم بالسلاح والحرب النفسية رغم الحصار المفروض على القطاع منذ اكثر من عشر سنين .
حماس الآن تتفاوض مع المخابرات المصرية للتوصل الى صفقة مع الكيان الصهيوني تتضمن تخفيف الحصار عن غزة وتزويد القطاع باحتياجاته من الغذاء والدواء والوقود ووصول المساعدات الانسانية من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الانسانية واعادة اعمار القطاع واقامة الميناء والمطار وهو الأمر الذي تخشى منه السلطة الفلسطينية في رام الله من ان تتحول غزة الى دولة مستقلة على حساب السلطة التي تنتظر ان تتحول الى دولة منذ ابرام معاهدة اوسلو عام ١٩٩٣ التي اعترفت بموجبها السلطة بالكيان الصهيوني كدولة على ما مساحته ٧٨ في المائة من ارض فلسطين التاريخية مقابل اعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني .
وما تخافه السلطة الفلسطينية تقديم التنازلات للكيان الصهيوني منذ ذلك الحين على امل ان توافق اسرائيل على اقامة الدولة الفلسطينية على ما مساحته ٢٢ في المائة من ارض فلسطين وليس على قرار التقسيم لعام ١٩٤٧ الذي يعرف بقرار التقسيم الذي ينص على اقامة دولتين في فلسطين الاولى دولة يهودية على ما مساحته ٥٣ في المائة من فلسطين والثانية فلسطين على مساحة ٤٧ في المائة من ارض فلسطين …
السلطة تصب جام غضبها على حركة حماس وكل من يدعمها ويساندها لتحقيق اهدالفها في انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وصولا الى تحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ليرتفع علمها عاليا الى جانب اعلام دول العالم المستقلة على مبني الأمم المتحدة … !!!