لماذا يجب عدم استخدام الهاتف في المرحاض؟ أجواء صيفية اعتيادية تتحول تدريجيًا إلى أكثر حرارة نهاية الأسبوع نزاعات تطفأ.. وغزة تحترق: لماذا لا تُحل الحرب الأطول؟ كيف اتجهت الأسواق للارتفاعات القياسية وانخفض النفط بتهدئة شكلية؟ تنوع المصادر والتخزين.. ركيزتا الأمن الطاقي في مواجهة الأزمات بسبب صافرات الإنذار.. طلبة “التوجيهي” يفقدون التركيز علاقة إسرائيل بأمريكا: من توأم سيامي إلى توأم منفصل. إيران على أعتاب تحولات جذرية ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية وانخفاض نفط تكساس بدء نفاذ سريان تطبيق احكام المادة 22/ 1 من قانون التنفيذ المعدل رقم 9 لسنة 2022 حسين الجغبير يكتب : هدوء مؤقت ما لم تنتهِ الحرب على غزة وزير الخارجية: مصلحة الأردن وأمنه أولوياتنا جلسة نقاشية في مادبا تؤكد دور التدريب المهني بتعزيز الكفاءات رئيس الوزراء يلتقي رئيسيّ مجلسيّ إدارتيّ التلفزيون ووكالة الأنباء الأردنيَّة "إرادة والوطني الإسلامي" تقيّم أعمالها وتحدد أولوياتها المقبلة بني مصطفى: الإستراتيجية الوطنية للحماية الإجتماعية المحدثة شملت تحسينات جوهرية تتعلّق بتوسيع نطاق التغطية للعاملين في القطاع غير الرسمي لجنة الخدمات والنقل النيابية تطلع على عمل وزارة الأشغال العامة والإسكان "الزراعة النيابية" تتابع قضايا القطاع وتؤكد: الحليب المجفف ممنوع في الألبان الطازجة القيادات المسيحية في الأردن وفلسطين تستنكر تفجير كنيسة بدمشق مندوبا عن الملك وولي العهد.. يعزي العيسوي عشائر المجالي والغزاوي

خدمة العَلَم والأفكار العصرية

خدمة العَلَم والأفكار العصرية
الأنباط -

 

 د.محمد طالب عبيدات

إعلان دولة رئيس الوزراء خلال لقائه رئيس مجلس الأعيان وأعضاء المكتب الدائم ورؤساء اللجان بالمجلس أن الحكومة ستعلن خلال الأسابيع القادمة عن إعادة خدمة العلم وفق برنامج مشترك عسكري وتدريب مهني لاقى إستحساناً وترحيباً على مختلف الأصعدة، إذ أن الموضوع كان مطلباً شعبياً منذ مدة حيث البطالة بين صفوف الشباب والفراغ المفسدة والفقر والبطالة يستشريان، ولذلك فعودة خدمة العلم باتت ضرورة بقالب جديد ولفترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة إلى ستة أشهر:

1. عندما نتطلّع للأعداد المتزايدة والعاطلة عن العمل من شبابنا وشاباتنا، وعندما نتطلّع إلى مُعضلتي الفقر والبطالة واللتين باتتا تُؤرقان سِلمنا المجتمعي، وعندما نتطلّع للكثير من السلوكيات السلبية لديهم سواء بالتسكّع بالشوارع والكافيهات أو مظاهر لباسهم أو حتى نمطية حديثهم ومأكلهم، ندرك حاجتنا لخدمة العلم.

2. وعندما نتطلّع لفقدان بعضهم لمنظومة قيمهم وحتى تغيّر سلوكياتهم وأخلاقياتهم صوب السلبية، وعندما نتطلّع إلى أن تصرفات بعض شباب اليوم الصبيانية باتت تنسلخ عن موروثنا الحضاري والقيمي والديني وحتى عاداتنا وتقاليدنا، وعندما بدأنا نلمس أن البعض منهم بحاجة لرفع مستوى الرجولة لديه، وعندما نلحظ تغيّرات بنيوية في مظاهر الشباب العامة في حديثهم وسلوكهم ولباسهم وإكسسواراتهم، وعندما نلحظ أن شبابنا بات يُقلّد العالم الآخر في كل شيء حتى قشور العولمة لدرجة أن البعض منهم فقد هويته، ندرك حاجتنا لخدمة العلم.

3. وعندما بدأنا نلحظ أن أدوات الإتصال الإلكتروني والإجتماعي من خليوي وفضائيات وإنترنت باتت أسرع من إرادتنا في تحصين وتمكين أبنائنا وبناتنا، وعندما نلحظ تربّص القوى الظلامية وعصابات التطرّف والإرهاب لشباب اليوم وإستغلالهم لظروفهم المعيشية ولظروف البطالة والفقر، وعندما بدأنا نلحظ إهتمام شبابنا قد إنحرف صوب مهرجانات الألوان والبيجامات وقلق وغيرها، وعندما بدأنا نلحظ تغيرات بنيوية أخرى أكثر فياعةً تمسّ شباب اليوم، نكاد نجزم بأن العلاج الشافي لكل ذلك من سلبيات وقشور وفقدان لمنظومة القيم والمبادئ هو إعادة تفعيل خدمة العَلَم لتساهم في تربية جيل اليوم ليكون أكثر إيماناً بربه ووطنه وعروبته وقيادته، وليكون أكثر رجولة وإنتماءً وعطاءً وإنتاجيةً.

4. تشرّفت شخصياً بخدمة العَلَم لمدة سنتين قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً -كمِثلِ مئات الآلاف من أبناء هذا الوطن الأشم من الجيل المتوسّط-، ولمسنا جميعاً –ويشاطرني في ذلك مَنْ خَدَم العَلَم- بأنها ساهمت في تجذير السلوكات الإنتمائية للوطن، وساهمت بتنظيم وقتنا وقُدرتنا الفكرية والعقلية، وساهمت ببناء شخصياتنا، وساهمت بالمساواة والعدالة بين أبناء الوطن، وساهمت وساهمت بالكثير.

5. ولأنني شخصياً أُدرك الأبعاد الإجتماعية والسياسية والعسكرية والإقتصادية والتربوية لإعادة تفعيل خدمة العَلَم لأنها باتت ضرورة وطنية مُلحّة لتخشين نعومة الكثير من شبابنا وتوجيههم صوب مُستقبل مُنتج ومُضيء سأقدِّم طرحاً جديداً مُختلفاً يتواءم مع شُحّ إمكانياتنا المالية وموازنة الحكومة التي تُعاني الأمرّين، وهنا أطرح بأن تكون مُدّة خدمة العَلَم تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر على الأكثر لتكون في صيفي سنتين بالمدرسة، ولصاحب القرار إعتماد المدّة المثالية بناء على دراسة إكتوارية تُجرى خصيصاً لهذه الغاية.

6. طبيعة خدمة العَلَم ستنقسم لشقين: أوّلها تدريب عسكري لفترة محدودة كشهر مثلاً وباقي المدّة فترة تدريبية في مجالات تنموية ومهنية وفق تخصص الشاب وفي مجال عمله وفي مشاريع إنتاجية حقيقية مدروسة في القطاعات المختلفة ومُدرّة للدخل لغايات أن يكتسب الشباب المهارات اللازمة لسوق العمل وتحقيق الإنتاجية اللازمة لتمويل الرواتب والمستلزمات الأخرى وحتى الربح المادي من المشاريع المطروحة وفق معادلة "بزنس ومال"، وبحيث ينقسم الشباب المنخرطون بخدمة العَلَم لقسمين: القسم الأول يغادر بعد إنقضاء مدّة تدريبه أو خدمة العَلَم، والقسم الثاني يتم تجنيده على النقص العام للقوات المسلحة، وهؤلاء يُستفاد منهم لغايات عسكرية وتنموية أيضاً.

بصراحة: هذا الطرح يُساهم في حل مُشكلة البطالة بين صفوف الشباب العاطل عن العمل ويُؤهّلهم لسوق العمل ويُساهم في تشذيب السلوكيات السلبية لديهم ويمنع من جعلهم لقمة سائغة في فم قوى الظلام والضلال، وبالتالي فإن الطرح ليس تقليدياً عسكرياً فحسب بل عصري تنموي ومهني وعسكري ويتواءم مع الرؤى الملكية السامية للإستثمار بالشباب.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير