برنامج علم الرسم الحاسوبي بجامعة الأميرة سمية يحصل على الاعتماد الأكاديمي الدولي أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع 930 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية اليوم استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب غرب جنين وزيرا الأشغال والصحة يبحثان إطلاق مشروع توسعة مستشفى الأميرة إيمان/معدي الأردن قلب واحد رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يهنئ نادي السلط بفوزه بدرع الاتحاد لأول مرة في تاريخه استمرار الأجواء الباردة اليوم وارتفاع طفيف على الحرارة غدا وحتى الخميس دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية

التصحر العقلي ... معضلة التقدم والتنمية !!!

التصحر العقلي  معضلة التقدم والتنمية
الأنباط -

   المهندس هاشم نايل المجالي

كلنا يعرف ان التصحر هو مرض من الامراض التي تصيب الاراضي الزراعية فيصبح هناك تدهور في خصوبة التربة المنتجة وانخفاض في انتاجيتها وحينها لا بد من اعادة تجريفها ومعالجتها بشكل سليم حتى تعود الخصوبة اليها وتعود لتنتج .

وفي كثير من البلدان هناك تصحر فكري عندما تكون نسبة البطالة من المتعلمين مرتفعة ولا تستثمر وتستغل فهي عاطلة عن العمل والانتاج والتفكير او الابداع حيث يصيب التصحر عقولهم فيهلكها ويفقدها تدريجياً القدرة على الانتاج والابداع او التجديد والتطور ، فهذه نخبة مثقفة يجب ان تحظى بالاهتمام سواء كانت ادبية او علمية او سياسية او اعلامية فهي نخبة المجتمعات القادرة على التنمية في كافة المجالات .

اي اننا نتكلم على التنمية في كافة المجالات اي اننا نتكلم عن تصحر الحقول ، وتصحر العقول ، والذي يؤدي الى الفقر بشكل او بآخر فانعدام السياسات الحكومية وعدم تعاون القطاع الخاص باشكاله وانواعه تجاري وصناعي ومالي وغيره يميت اشجار الوطنية بوباء المنفعة والشللية فاذا كانت الحكومة عاجزة عن التعيين او استثمار هذه العقول في العديد من الحقول الميدانية واستغلالها لتنتج فان القطاع الخاص وبعد ان فرضت عليه الضرائب وغيرها يفضل العامل الوافد على العامل الاردني لانه يزيح عن كاهله التأمين والضمان وقادر على الاستغناء عن خدماته في اي وقت ، والكثير من ذلك اي ان الشباب المتعلم قد وقع بين نارين ولا يوجد اي احد ليسقي الجذور وهذا من اخطر الجروح التي تصيب الوطن الفقر والبطالة ، والتي يجب ان تحظى باهتمام كافة الجهات المعنية حكومية وقطاع خاص واعطاء الاولوية لدراسة البطالة المتعلمة خاصة في ظل زحف الرمال على التربة الصالحة اي زحف عدد كبير من المتعلمين المهنيين من دول مجاورة الى الوطن ، فاخذوا حصة الشباب المتعلمين في غالبية الاماكن العملية تجارية وصناعية وحتى في المشاريع الانتاجية فهم شركاء في كل مصلحة مع مواطنين اردنيين وتحت مظلتهم وبالتالي لم يبقى لدى شبابنا الا الهجرة اي هجرة الكفاءات هجرة العقول الى خارج الاوطان وبالتالي تنعدم قيم الانتماء والحب للوطن الذي لم يحتضنهم ، وهل هي العولمة وراء ذلك عندما تفرض على الدولة السماح للكوادر المهنية المؤهلة من جنسيات عربية وغيرها للعمل في غالبية الميادين فماذا يعني ذلك وما هي الرسالة التي نفهم فحواها وطنياً .

ولقد زهقنا من متابعة المشاهد المتكررة لزيارات مسؤولين للمحافظات وعقد اجتماعات وطرح افكار تسويقية مشروطة بتوفر المخصصات المالية فهذه اسطوانة تعاد عندما تشتد ازمات الحراكات في المحافظات ولم يعد هناك اي نفسية لحضور مثل هذه اللقاءات الا اذا كان هناك دعوات مقرونة باتصالات ، نحن بحاجة الى انشطة وبرامج ومشاريع على ارض الواقع مقرونة بالتنفيذ ، وليس ورشات مقرونة بالعزائم والوجبات الغذائية يجب ان تتعايش مع الالم الذي يعيشه شبابنا وليس مع جودة الطبخ وهل اصابنا  التصحر الفكري واصبحنا عاجزين عن ايجاد الحلول لهذه المعضلة ، وهي محلولة في العديد من الدول المتحضرة فهناك نخبة تفكر وتبدع وتبتكر حلول لكن ماذا عن فئة النخبوية التي لدينا والتي تتناول الشأن العام الا اذا كان من يدير هذا الملف غير قادر على القيام بالمهام والمسؤوليات الموكلة اليه وهذا يسمى بالتقهقر الفكري للمسؤول ، وهذا لا يحتاج الى شرح مطول فالعنوان كفيل بفهم المضمون .

ورسالتنا للشباب الذي يبحث عن لقمة العيش لا تنتظر الوظيفة لان ذلك يحتاج لعدة سنوات وحينها تكون قد اصبت بتصحر العقول والفكر ولم يعد لممارسة علمك اي معنى للوجود ، فعليك ان تعيد تأهيل نفسك باستمرار ورفع كفاءتك والمشاركة التطوعية والبحث عن اي وظيفة حتى ولو لم تكن من اختصاص دراستك ، فليس هناك من يعمل لمساعدتك او تبني مطالبك فهذا التصحر الفكري والعقلي ضد التقدم والتنمية ، فاخرج عن النمط السائد الذي يجفف نمط الفكر ، فأنقذ نفسك بنفسك قبل فوات الاوان .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير