البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

حكومة تائهة ومتناقضة

حكومة تائهة ومتناقضة
الأنباط -

 حسين الجغبير

النظرة الاولى للحكومة تشكل في بعض الاحيان التقييم الاولي للحب والكراهية والانطباع والاقتناع في الشخصية التي تكون امامك وغالبا ما تتميز بالوضوح، خاصة اذا كانت تتحدث وتشاهدها امامك بطريقة الكلام واسلوبه وترمق عيونهم وطريقة الحديث والاستماع والرد على كل شاردة وواردة.

كانت الجلسة الاولى لي مع الرئيس الدكتور عمر الرزاز ونائبه وعدد من وزرائه قد استمرت لاكثر من ثلاث ساعات ونصف، الحكم على من حضر من هؤلاء من اللقاء الأول قد يكون خطأ، ومبكرا جدا، لكن وصلت الى ٦٠٪ من الرأي الشخصي بهم.

قد تحكم على الحكومة، وبنسبة كبيرة أنها حكومة تائهة ولا تعرف ماذا تريد وماذا تعمل، فما سمعته وشاهدته بداية من خطأ توقيت الاجتماع وعدم احترام الوقت والالتزام به ودخول وخروج البعض دون الاحساس بالمسؤولية للاجتماع ووقته، حيث يبدو أن ترتيبه جاء فقط خلال لحظة سريعة رغم أنه مخطط له منذ يومين. الأرجح أنها حكومة تحاول كسب المزيد من الوقت للبقاء والجلوس على كراسيها حتى انتهاء المدة الدستورية لها مع انتهاء مدة البرلمان لتغادر معه.

وما فهمته منهم انه لا يوجد رؤية حقيقية واضحة المعالم لهذه الحكومة عبر قرارات او خطط مما يجعل الاحساس ان شخصا ما او جهة ما تحركها من خلف ستار فتكون هذا الاحساس بعدما سمعت الرئيس ونائبه وبعض الوزراء من خلال كلامهم ومن بعض الاجابات على اسئلة الحاضرين.

فمثلا الرئيس لغاية الآن يتحدث ويعمل ويفكر وعقله بوزارة التربية والتعليم وجل ما توصل اليه ان مشكلة الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية ممثلة بوزارة التربية والجيل الموجود حاليا وانه يريد خلق جيل جديد بسرعة المليون خلال وجوده بالدوار الرابع.

نعم دولتك يوجد بعض المشاكل في وزارة التربية والتعليم ومخرجاته والتعليم العالي كذلك، ولكن التخطيط لحل هذه المشكلة، وخلق جيل جديد يحتاج الى عشرات السنين وللعديد من الحكومات، ولا يأتي الحل بين يوم وليلة والحلول والتخطيط عبر قرارات تأسيسية فقط تبدأ من مرحلة الصغر حتى الوصول الى هذا الجيل المستهدف، والرئيس ايضا يتحدث عن مشاريع وخطط واحلام لا اظن انه يقدر هو وهذا الفريق على الوصول إليها، وعلى سبيل المثال مكافحة الفساد والوقاية منه والعجز المتواصل والمستمر بالميزانية العامة وارتفاع المديونية وضبط النفقات والحكومة نفسها تصرف تعيينات بعقود من هنا وهناك عداك عن مصاريف مكاتب الوزراء عدا عن الرفاه الذي يعيشه بعض المسؤولين من سيارات وحراسات ومصاريف هنا وهناك دون الاحساس بالمسؤولية او مراعاة شعور المواطنين الذين يحسون بالظلم والفقر وعدم المساواة وعدم وجود العدالة الاجتماعية والقانونية والسياسية لهم فكيف يقبل هذا المواطن من هذا المسؤول وهو يعرف كيف جاء لهم بالبراشوت.

نائب الرئيس تحدث ان الخلل الاقتصادي بدأ منذ عام ٢٠٠٩ ونسي انه كان ضمن الحكومات كلها في هذه السنوات مع النهج والسستيم ونسي ايضا انه كان نائبا للرئيس بحكومة الرفاعي وهو من كان يخطط اقتصاديا لها واتخذ العديد من القرارات غير الصحيحة بنفس العقلية والنهج وحتى بعض الوزراء انفسهم كانوا على نفس الضعف والتناقض بالاجابات، فكيف يصدق الجالس امامهم وهو يشاهد الضعف والتناقض والفشل بالكثير من الملفات بعيدا عن ذكرها فهم يعرفونها جيدا؟.

والحكومة تتحدث امامنا عن احلام ومشاريع ومنها مشروع النهضة الذي يحتاج الى اموال طائلة وكوادر كبيرة في بعض الوزارات وتقرير ديوان المحاسبة اثبت فشل الكثير من هذه الوزارات كالعاصمة الجديدة التي نسي الرئيس أنه كان ضمن الفريق الحكومي فيها. أين هذا المشروع ولماذا اختفى مشروع النهضة الذي يحتاجه الاردن ولكن يجب ان يسبقه الكثير من القرارات الهامة واظن ان الوقت لا يسمح باقراره في هذه الفترة.

وتناسى الرئيس ان شعبيته تراجعت كثيرا ولا يمكن ان تستمر هذه الحكومة بأي شكل من الاشكال خاصة بعد اقرار قانون الضريبة الاسبوع القادم. وعليه ارجو من الرئيس ان يعيد ترتيب اوراقه وعمل تعديل وازاحة فكرة دمج الوزارات وان يأتي بفريق متجانس ويعيد ثقة الشارع له ويوقف تعيينات البعض بعقود، ولتكون حكومته قوية غير تائهة ومتناقضة مع نفسها ويبعد من هو خلف الستار لضمان بقائه ضمن المدة الدستورية ويؤسس قواعد لحكومة أكثر واقعية.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير