زاوية سناء فارس شرعان
ساعات من القصف الاسرائيلي لقطاع غزة شملت مواقع المقاومة التي لم تقتصر على حركة حماس والمباني السكنية قابلها اطلاق ٥٠٠ صاروخ من قبل منظمات المقاومة على جنوب اسرائيل بما في ذلك مستوطنات غلاف غزة ومدينتي عسقلان وسدروت هي عمر العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع بعد ان فشلت القبة الحديدية في اعتراض صواريخ المقاومة وتمكنت حركة حماس من اسكات مصادر النيران الاسرائيلية بعد ان اصابت ١٩ جنديا من قوات العدو ما حدا بجيش الاحتلال الموافقة على وقف اطلاق النار تمهيدا لابرام هدنة طويلة الامد.
معزكة غزة الأخيرة التي حسمتها صواريخ المقاومة لم تقتصر علي كسر العربدة الاسرائيلية فقط وانما اثبتت بما لا يدع مجالا للشك تطور سلاح المقاومة كما ونوعا وقدرتها علي توسيع ودقة صواريخها تمتد عشرات الكيلومترات داخل فلسطين المحتلة بعد ان هددت المقاومة بشمول مليون اسرائيلي بصواريخ المقاومة اذا استمرت اسرائيل في عدوانها.
وهكذا خشيت اسرائيل من ان تتقابل صواريخ حماس وصواريخ حزب الله في منتصف الارض الفلسطينية بعد ان عجزت الطائرات الاسرائيلية عن الصمود امام الصواريخ الفلسطينية … ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي دعا الحكومة المصغرة الاسرائيلية المسؤولة عن الامن والدفاع في الكيان الغاصب الى الرضوخ لتهديدات حماس بالمزيد من التصعيد وتوسيع رتقة المناطق التي تتأثر بمدى صواريخ المقاومة.
الزلزال الناجم عن صواريخ المقاومة لا يقتصر على النصر المؤزر الذي حققته المقاومة وانما يتمثل بتصدع التحالف اليميني في اسرائيل برئاسة الليكود والذي ظهر بوضوح باستقالة وزير الدفاع ليبرمان فور الموافقة على قرار وقف اطلاق النار من جهة وقبول استقالته فورا من قبل بنيامين نتنياهو الذي رفض عرضا من حزب اسرائيل بيتنا بان يشغل حقيبة الدفاع بعد ليبرمان اذا شارك في الاسئتلاف الحاكم واعلن انه سيحتفظ بمنصب وزير الدفاع في الحكومة الاسرائيلية الجديدة.
الزلزال الذي ضرب اسرائيل من خلال منظمات المقاومة يتمثل بالروح المعنوية العالية للمجاهدين حيث خرج قطاع غزة بمسيرات فرح وابتهاج لما حققته المقاومة فيما عم جنوب اسرائيل مآتم جراء هزيمة الجيش وعجزه عن حماية مدن جنوب فلسطين وخاصة مستوطنات غلاف غزة ومدن سديروت وعسقلان … فهناك انتصار في غزة ومآتم في اسرائيل نتيجة تطور سلاح المقاومة واساليبها والروح العالية لرجالها الذين لم يرضخوا لمخططات اسرائيل يوما ما خلافا للسلطة في رام الله التي تعيش على شعار المفاوضات واقامة الدولة التي تحلم بها منذ ابراهم معاهدة اوسلو قبل ربع قرن ونيف.
اما الزلزال الذي كانت له ارتدادات واسعة فيتمثل بان المقاومة تشكل الرد العملي الجريء على المؤامرات الامريكية مثل صفقة العصر والقدس عاصمة اسرائيل والغاء الاونروا وتصفية قضية اللاجئين من خلال ما يسمى بالتعويض، انها المقاومة التي سترد على مشاريع ترامب ونتياهو ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في تصفية القضية الفلسطينية ودعوة دول العالم في الاعتراف بالدولة الفلسطينية المقاومة على الدوام منذ مؤتمر عام ١٩٨٨ في الجزائر دون اي اساس على الارض وانشغال منظمة التحرير واعضائها والمنظمات المنضوية تحت لوائها في اقتسام المناصب والامتيازات مقابل الرضوخ لاسراءيل واملاءاتها …
منظمات المقاومة بعزمها واصرارها على استرجاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واعتمادها الكفاح المسلح تشكل الضامن الوحيد لحقوق هذا الشعب وعدم التنازل عن التراب الفلسطيني من النهر الى البحر … !!!