الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟ هل تحمل القطط الأليفة مفتاح مكافحة السمنة؟ علامات تشير إلى إدمان السكر رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية خرفان يكرم المفوض العام للأونروا و المشاركين في حملة النظافة في مخيم البقعة وزيرة النقل تطلع على واقع الخدمات بمطار الملكة علياء والجهود المبذولة لتطويرها ارتفاع عدد شكاوى البيع الإلكتروني 2% خلال النصف الأول من العام الحالي ختام ورشة فن الممثل وصناعة الافلام
كتّاب الأنباط

لسنا بلا حدود  

{clean_title}
الأنباط -

المهندس عامر الحباشنة

عندما ظهر علينا الدكتور " المؤمن بلا حدود" وعليه أثار ما ادعى في حينه أنه إعتداء مبرمج على شخصه، لم يكن أمام الجميع ممن يتابعون الشأن العام إلا إدانة ما أدعى من منطلق إنساني ومن موقف أخلاقي، فتفاوتت ردود الفعل بين رافض لمبدا الإعتداء أخلاقيا وإنسانيا واجتماعيا  إلى رافض لنفس الأسباب ولكن مؤشرا على اطراف بعينها عبر خلط مقصود وانزلاق فيما تبين لاحقا أنها خطة ممنهجة لحرف الأنظار وخلق فوضى لا خلاقه اقل اهدافها كسر ثوابت وتشتيت اهداف تفضي إلى إطلاق العنان لنقض ونقد كل شيء، لا لشيء سوء الفوضى والضرب في عضد الاستقرار المجتمعي بأسمى ثوابته الدينية والأخلاقية، وهذا يتم تحت أسمى الشعارات المرتبطة بالتطور والحداثة والعمل المؤسسي، ليتبين أن اللاحدود المطلوبة ما هي إلا شماعة مرتبطة بجوهرها باهداف غير معلنه.

اليوم وبعد كشف ما حصل بفعل الجهاز الأمني الحرفي المختص ،يتبين للجميع مقدار وحجم الخلل الحاصل في النقاش الوطني وابتعاد الكثير من القوى الفاعلة في المجتمع ومنها المؤسسات الرسمية،  ابتعادها عن خلق بيئة ايجابية تسمح بحوارات وطنية جامعة، تقطع الطريق على مثل النموذج الذي رأيناه في حادثة "المؤمنون "بلا حدود، وتمنع حالة الاستقطاب والتناحر غير المجدي كما تابعة الجميع في مثل هذه القضية وشبيهها،  فبعض امتطى منصة التمدن والمدنية للضرب وإثبات نفسه عبر الغمز من قنوات ذات أرضية خلافها سياسي وبرامجي مع تيارات الإسلام السياسي البرامجية الفاعلة،   وآخر امتطى منصة التدين لينقض رؤية أيضا تناقضها سياسي مع طروحات البرنامج الوطني المدني الجامع،  وكلاهما متطرف ضرب البرنامج الوطني لحساب الفوضي وعلى حساب الحالة الوسطية في الطرح الذي تمثلة اغلب القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة.

جماعة اللاحدود "المؤمنة" اثبتت ان لا حدود لانحرافها وتطرفها الفكري التي تدعيه، وهي ليست حجة على فكرة المجتمع المدني الواجبة بحدود،، كما أن التطرف والداعشية ليست حجة على الدين،  وأثبتت بفعلها أنها تتساوى بل أكثر سوءا من التطرف والطرح الخوارجي الذي ابتليت به أمتنا، نعم اكثر تطرفا من كل المتطرفين، فاولئك كهولاء يستخدمون أسوأ أفكارهم وأدواتهم تحت شعارات سامية خادعة ومضللة.

إن فكرة اللاحدود - في السياسي والفكري-  هي بالأساس فكرة غير خلاقة، فلكل شيء حدود، فالغلو في التدين بلا حدود، والغلو بالفكر بلا حدود، والغلو في أي طرح بلا حدود هو بحد ذاته تطرف ولا فرق بأي إتجاه هو،  لذلك توافقت البشرية منذ تشكل مجتمعاتها البدائية وصولا لصيغة الدولة الحديثة إلى ان هناك حدودا وضوابط تتوافق عليها ، مصدرها الديني والثقافي والحضاري  منسجم ومتطابق مع النتاج والارث الحضاري لكل أمة وشعب،.

أخيرا، ولأن الموضوع يطول، فإن ما حدث والحمد لله انه انكشف باقل الضرر مجتمعيا ، يجب ان يكون درسا نتعلم منه لكي لا ينزلق البعض للخطأ والخطأ المضاد، وضرورة أن تتاح مساحات كافية للحوارت وتلاقح الأفكار،بين المدارس الفكرية والبرامجية ضمن حدود الثوابت المتوافق عليها،  وأما ذاك " المؤمن " بلا حدود ومن يمثله ويقبل بما فعل، فيجب محاسبتهم وكشفهم وتعرية اهدافهم الكامنة، بل واعتبار ما قاموا به خطرا يزيد عن خطر التطرف والغلو المتسربل بالدين فهو حالة داعشية مغلفة بربطة عنق، وهذا أمر مناط بأجهزة الدولة المختصة.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.//