جهاد ابو بيدر...
ثمه في الافق انباء عن نية رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اجراء تعديل وزاري موسع على حكومته هو الثاني خلال ستة اشهر فقط من عمر حكومته التي حتى الان بلا هوية واضحة..لا هي اقتصادية. ولا هي ليبرالية..ولا هي سياسية..ولا هي حتى اجتماعية..كنا قد قلنا سابقا أن حكومه الرزاز جاءت بسقوف وطموحات عالية لدى معظم الناس الا من رحم ربي والقادرين على قراءة ما بين السطور وتحتها..
كثيرة هي الانتكاسات التي مرت بها الحكومه الرزازية منذ تشكيلها حتى يومنا هذا ولا يلوح بالافق ابدا انها ستخرج من هذه الانتكاسات قريبا الا بخروجها هي نفسها من الدوار الرابع.
..سيمر قانون الضريبه وكل القوانين المطلوب من الرزاز تمريرها دون صعوبات تذكر فالحكومة ليست في خطر ..وعلى العموم منذ برلمان ٩٧ لم تكن هناك اي حكومة في خطر برلماني الا حكومة عدنان بدران التي أجبرت على التعديل قبل الثقة لظروف برلمانية مصلحية فقط..اما بعدها فقد كان المنتج البرلماني مكتوبا بسيناريو اسوأ من السيناريو الأخير لقنديل ولم تعد للشخصية البرلمانية تلك الهيبة او السطوة التي نتوقع منها اسقاط حكومة..فما مرت به حكومة الرزاز من انتكاسات كافية للاطاحة باربع حكومات متتالية وليس حكومة واحده فقط الا ان ذلك كان تهويشا برلمانيا اعتدنا عليه والا كيف نفسر ان قانونا بخطورة قانون الضريبة يناقش تحت القبة بهذا الشكل المريب من غياب لعشرات النواب..؟ وكيف نفسر اتهامات نواب للجنتهم التي اقرت القانون بأنها متفقة مع الحكومة ..؟وكيف نفسر غضب رئيس المجلس المهندس عاطف الطراونة حين قال " جيبو رئيس صندوق النقد يدير الجلسة".. ؟ هل يعقل أن قانونا بهذه الخطورة يغيب عنه في بعض الحالات ٤٠-٥٠ نائبا رغم انه قانون حسب محللين اخطر من قانون هاني الملقي الذي اطاح به ذات القانون ذات ليله رمضانيه.؟ نعود إلى نيه الرزاز اجراء تعديل وزاري موسع كما يقال..ما الهدف..في التعديل الأول؟؟ قالوا انه من أجل ايجاد التناغم بين أركان الحكومة فأصبحت الحكومة تعزف نشازا واضحا للعيان وزادت الازمات والانتكاسات..قالوا ان بعض الاسماء لم يكن للرزاز قرار فيها ومنهم من وصفهم الملك "بالوزراء النيام" وللأسف بقي بالحكومة بعد التعديل ذات الوزراء النيام بل زادوا عليهم آخرين كانوا اصلا في سبات عميق..
قالوا ان الحكومة غير متجانسة ولكن التعديل زادها تشتتا وحيرة فما عادت على قلب رجل واحد ولا رأي واحد وظهر ذلك جليا في معالجه أحداث السيول التي ازهقت ارواح ٣٥ اردنيا خلال اسبوعين فقط...فلماذا التعديل اذا كانت رؤيه الرزاز بهذا الشكل لفريقه الذين من المفروض ان يكونوا رافعة للحكومة وليس عليها..؟
عندما جاء الرزاز الى الدوار الرابع الكثيرون هتفوا ان طريق الاصلاح والعدالة قد بدأ فعليا..فرأينا الرزاز يوزر الاحباب والاصدقاء والمعارف..حتى في الوظائف العليا يمارس الرزاز ومن معه نفس اللعبة في تعيين الاصحاب والاحباب في مناصب الدولة ..فهل بقي بعض الاحباب الذين ينتظرون دورهم في حصتهم من الكعكه..حتى يطلب الرزاز تعديلا وزاريا موسعا..؟ لو ان الرزاز فعليا ينوي الاصلاح لاكتفى بعشرة وزراء فقط وسلم الامناء العامين الاخرين وزاراتهم دون لقب وزير فهؤلاء هم من يعملون ويعرفون كل صغيره وكبيره في وزاراتهم والوزراء يكتفون فقط في توقيع المعاملات والظهور أمام الكاميرات..في الاردن يكفينا عشرة وزراء وستين نائبا وانا متأكد اننا وقتها سنكون بخير...فلماذا التعديل الجديد..؟ فعلها قبلك هاني الملقي وعدّل ست مرات والنهاية كانت من" فشل الى فشل " ..فهل تعتقد يا عمر انك ستكون محظوظا اكثر منه ..لا تُعدِّلْ يا عمر حتى القدر ضدك وضد حكومتك..وما يجري من احداث يوميه بدأت تصيبنا بالتشاؤم وحاله من السلبية التي لم نعشها قبلا حتى في احلك الظروف..وكان القدر نفسه لا يريد لحكومتك الاستمرار..لا تُعدِّلْ يا عمر فأنت لم تختلف ابدا عن سابقيك في اطلاق الوعود تلو الوعود وها نحن اين والى اين وصلنا وسنصل..بل على العكس فان من سبقوك لم يحصلوا على ربع الدعم الشعبي والسياسي والبرلماني الذي حصلت عليه ولكنهم لم يوصلونا الى ما اوصلتنا انت اليه..لم يفتعل أحد ازمه ضد حكومتك كما حدث مع حكومة البخيت عام ٢٠٠٧ لنقول ان هناك من يريد أن يفشلك..لم تشهد حكومتك الحراك الشعبي كما حدث مع حكومة سمير الرفاعي..لم تواجه ازمه سياسية داخلية كما حدث مع حكومة عون الخصاونة..لم تتعرض لما تعرض له عبدالله النسور وهاني الملقي..انه فقط القدر يا عمر ..انه فقط القدر ..لا تُعدِّلْ يا عمر الا اذا كنت تنوي تعديل نفسك اولا// ..