البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

لماذا كتب الملك مقالته؟

لماذا كتب الملك مقالته
الأنباط -

بلال العبويني

سبق وأن نبه الملك غيرمرة من خطورة شيوع الإشاعة والاستخدام الخاطئ لمنصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر"، والتي وصلت إلى مستويات غير مقبولة إبان كان جلالته في إجازته المعهودة.

الإشاعة في تلك الفترة سلبت عقول البعض، وهذه حقيقة، عندما وصل الأمر إلى التشكيك بالصور التي بثتها وسائل الإعلام المختلفة عن نشاطات جلالته بعد عودته من إجازته، حتى قال البعض إنها أرشيفية.

في الأيام الماضية، وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الأردنيين وقفوا في خندق الحزن والتعاطف والغضب على ما حدث في فاجعة البحر الميت والتي ارتقى فيها 21 شخصا جلهم من الأطفال شهداء، إلا أنه من بين جموع الأردنيين خرج البعض القليل بأخبار مفبركة وإشاعات وتعليقات ساذجة أساءت لروح الشهداء ولعائلاتهم المكلومة في أسلوب يخلو تماما من أدنى متطلبات الإنسانية التي في الأصل أن يكون الإنسان مجبولا فيها.

لماذا كتب الملك المقال؟ كتبه لأن جلالته أراد التنويع من أسلوب إيصال الرسائل للتنبيه من مخاطر انتشار الإشاعة وانتشار خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، وما ذلك التنويع والتذكير عبر أساليب مختلفة إلا للتأكيد على الخطورة التي ينطوي عليها الاستمرار على هذا النحو الهدام.

للأسف، تنتشر الإشاعة كالنار في الهشيم، غير أن الحقيقة والتصحيح ربما يحتاج لأشهر حتى يصل للناس، لكن ليس هذا المهم بالدرجة الأولى، بل إن المهم هو ما أكد عليه جلالة الملك غير مرةوالذي يكمن بالمتلقي الذي عليه التفكير قليلا قبل أن يبادر في مشاركة الإشاعة أو إعادة توجيهها للغير، ذلك أن الكثير من الإشاعات التي انتشرت إبان إجازة الملك مثلا لا يمكن أن يصدقها عاقل لو سمح لنفسه التفكير فيها لدقائق معدودة فقط.

ولعل ما هو خطير أيضا وبذات الدرجة، ما يندرج تحت خطاب الكراهية واغتيال الشخصية، وهو ما يستوجب التنبيه الدائم لمخاطره والتوعية والتحذير من الوقوع فيه، وهذا يحتاج بالإضافة إلى التشريعات القانونية إلى برامج توعوية تثقيفية مبتكرة توضح للناس الفرق بين ما هو قدح وما هو ذم وما هو رأي ونقد مباح ومطلوب للتفاعل البناء مع القضايا العامة.

من المؤكد أن القوانين وحدها لا تكفي للحد من هذه الظواهر السلبية الهدامة، ومن المؤكد أن تغليظ العقوبات ليس الحل الأخير، بل إن القوانين ذات الصلة يجب أن تضمن حرية التعبير لمن يشارك برأيه الناقد أو المعارض حيال القضايا العامة، طالما كان ذلك الرأي مهنيا محترما يتوافق والقوانين الناظمة للحياة العامة.

ثمة أمر آخر من شأنه أن يساهم في الحد من الإشاعة، وهو ما أشار إليه جلالته في مقالته ويكمن في تعامل الحكومة الشفاف، وهنا لا بد من التأكيد على أن المعلومة حق للناس وهم في الأوقات الصعبة أحوج ما يكونون إلى مصدر موثوق يمدهم بالمعلومات الصادقة أولا بأول دون أن يتوارى المسؤولون خلف حجج واهية أو صمت مثير للريبة مؤجج لشيوع الإشاعات والأخبار المغلوطة.

الملك، كتب مقاله من أجل كل ذلك وأكثر، وقضية الإشاعة واغتيال الشخصيات وخطاب الكراهية تحتاج إلى التذكير الدائم وإلى أساليب مختلفة ومتنوعة لإيصال الرسالة لمن وقع ويقع فيها سواء عن قصد أو غير قصد، ومن أجل أن لا يقع المسؤولون بمطب تشديد القوانين بما يؤثر على حرية الرأي والتعبير.//

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير