الاطباء ما بين سندان شركات التأمين والواقع عمّان الأهلية تنظّم المبادرة الثانية لحملة قطاف وعصرالزيتون مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية والأكاديمية العربية للسمع والتوازن الجامعه الاردنيه انجازات ونجاحات 54.1 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية وزير الصناعة يؤكد أهمية الارتقاء بمهنة المحاسبة القانونية المياه تطلق منصة الابحاث والابتكار المائية ارتفاع أسعار النفط عالميا وبرنت يسجل 75.30 دولار للبرميل برنامج علم الرسم الحاسوبي بجامعة الأميرة سمية يحصل على الاعتماد الأكاديمي الدولي أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع 930 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية اليوم استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب غرب جنين وزيرا الأشغال والصحة يبحثان إطلاق مشروع توسعة مستشفى الأميرة إيمان/معدي الأردن قلب واحد رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يهنئ نادي السلط بفوزه بدرع الاتحاد لأول مرة في تاريخه استمرار الأجواء الباردة اليوم وارتفاع طفيف على الحرارة غدا وحتى الخميس دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي

لماذا كتب الملك مقالته؟

لماذا كتب الملك مقالته
الأنباط -

بلال العبويني

سبق وأن نبه الملك غيرمرة من خطورة شيوع الإشاعة والاستخدام الخاطئ لمنصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر"، والتي وصلت إلى مستويات غير مقبولة إبان كان جلالته في إجازته المعهودة.

الإشاعة في تلك الفترة سلبت عقول البعض، وهذه حقيقة، عندما وصل الأمر إلى التشكيك بالصور التي بثتها وسائل الإعلام المختلفة عن نشاطات جلالته بعد عودته من إجازته، حتى قال البعض إنها أرشيفية.

في الأيام الماضية، وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الأردنيين وقفوا في خندق الحزن والتعاطف والغضب على ما حدث في فاجعة البحر الميت والتي ارتقى فيها 21 شخصا جلهم من الأطفال شهداء، إلا أنه من بين جموع الأردنيين خرج البعض القليل بأخبار مفبركة وإشاعات وتعليقات ساذجة أساءت لروح الشهداء ولعائلاتهم المكلومة في أسلوب يخلو تماما من أدنى متطلبات الإنسانية التي في الأصل أن يكون الإنسان مجبولا فيها.

لماذا كتب الملك المقال؟ كتبه لأن جلالته أراد التنويع من أسلوب إيصال الرسائل للتنبيه من مخاطر انتشار الإشاعة وانتشار خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، وما ذلك التنويع والتذكير عبر أساليب مختلفة إلا للتأكيد على الخطورة التي ينطوي عليها الاستمرار على هذا النحو الهدام.

للأسف، تنتشر الإشاعة كالنار في الهشيم، غير أن الحقيقة والتصحيح ربما يحتاج لأشهر حتى يصل للناس، لكن ليس هذا المهم بالدرجة الأولى، بل إن المهم هو ما أكد عليه جلالة الملك غير مرةوالذي يكمن بالمتلقي الذي عليه التفكير قليلا قبل أن يبادر في مشاركة الإشاعة أو إعادة توجيهها للغير، ذلك أن الكثير من الإشاعات التي انتشرت إبان إجازة الملك مثلا لا يمكن أن يصدقها عاقل لو سمح لنفسه التفكير فيها لدقائق معدودة فقط.

ولعل ما هو خطير أيضا وبذات الدرجة، ما يندرج تحت خطاب الكراهية واغتيال الشخصية، وهو ما يستوجب التنبيه الدائم لمخاطره والتوعية والتحذير من الوقوع فيه، وهذا يحتاج بالإضافة إلى التشريعات القانونية إلى برامج توعوية تثقيفية مبتكرة توضح للناس الفرق بين ما هو قدح وما هو ذم وما هو رأي ونقد مباح ومطلوب للتفاعل البناء مع القضايا العامة.

من المؤكد أن القوانين وحدها لا تكفي للحد من هذه الظواهر السلبية الهدامة، ومن المؤكد أن تغليظ العقوبات ليس الحل الأخير، بل إن القوانين ذات الصلة يجب أن تضمن حرية التعبير لمن يشارك برأيه الناقد أو المعارض حيال القضايا العامة، طالما كان ذلك الرأي مهنيا محترما يتوافق والقوانين الناظمة للحياة العامة.

ثمة أمر آخر من شأنه أن يساهم في الحد من الإشاعة، وهو ما أشار إليه جلالته في مقالته ويكمن في تعامل الحكومة الشفاف، وهنا لا بد من التأكيد على أن المعلومة حق للناس وهم في الأوقات الصعبة أحوج ما يكونون إلى مصدر موثوق يمدهم بالمعلومات الصادقة أولا بأول دون أن يتوارى المسؤولون خلف حجج واهية أو صمت مثير للريبة مؤجج لشيوع الإشاعات والأخبار المغلوطة.

الملك، كتب مقاله من أجل كل ذلك وأكثر، وقضية الإشاعة واغتيال الشخصيات وخطاب الكراهية تحتاج إلى التذكير الدائم وإلى أساليب مختلفة ومتنوعة لإيصال الرسالة لمن وقع ويقع فيها سواء عن قصد أو غير قصد، ومن أجل أن لا يقع المسؤولون بمطب تشديد القوانين بما يؤثر على حرية الرأي والتعبير.//

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير