البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

الأسلوب البدائي في حوار الأزمات !!!

الأسلوب البدائي في حوار الأزمات
الأنباط -

 المهندس هاشم نايل المجالي

ان الشعور بعدم الارتياح عندما يؤرق شخصا فانه يصبح متوتراً وعنيفاً في طرحه ولا يعرف صياغة افكاره واقواله ولا يحدد اي معنى لرغباته ولا يستطيع ان يسيطر على جيناته العصبية الوراثية ، فهو يشعر باسلوبه هذا باللذة فهو بذلك يفرغ شحناته الداخلية السلبية عندما يهاجم الطرف الآخر الذي هو في موقع الاتهام او التقصير ، اي ان الفاظه واسلوبه وسلوكه غير متزن وغير عقلاني ولا ينسجم مع درجة ثقافته ولا شهادته العلمية ولا خبرته وتجربته المجتمعية في فن الاتصال والتواصل والتعامل .

وكلنا يعلم ان التهذيب هو من اعلى درجات الحضارة عند الشخص كونه الالتزام بالاسلوب والمنطق العقلاني الذي يوصل الشخص الى نقطة الاعتراف بان الشخص الذي يقابله ( في الطرف الآخر ) له نفس الحقوق بالتعبير بالمثل وبنفس الاسلوب ، لكن التهذيب يعلم الانسان ان يحاور ويناقش بكل وعي وادراك وحب وسلام واحترام .

فهناك قوانين اخلاقية تنظم العلاقات العملية والاجتماعية بين البشر ، لكن هناك بعض من البشر يحب ان يعبر عن كبته باسلوب عنفي للتظاهر امام الاخرين بطرحه العنفي من باب التوبيخ باسلوب غير واع لشخص من المفترض انه مدرك وواع ، خاصة عندما يصل الى مكانة ممثلاً لشريحة عريضة من الشارع الاردني من المفترض انه يحظى بمكانة مرموقة ، الا اننا في لحظة ما نجد فيهم صوت الانسان البدائي الذي لا يزال يعيش في اعماقه وتدغدغ جيناته وانها لا زالت غير مندثرة رغم مرور سنين طويلة عليها ، فهي مختبئة رغم التطور والتحضر لنجدها تسكن في عقله وفكره يبحث عن اللحظة المناسبة ليجعلها تقفز نحو سطح العقل ليعبر عنها بصوته بعد الانعتاق من القيود الاخلاقية ، فهو يعتبرها نوعا من انواع التحرر التي يجد فيها راحته فهو بذلك يشعر بالسعادة لما قاله او فعله من سلوكيات غير مهذبة ، وهو يعتبر ذلك الاسلوب يخدمه في حياته المجتمعية او العملية فهي غرائز وقوى لا شعورية مسيطرة عليه ، واعتاد عليها بحواراته ونقاشاته ويكون الشخص في هذه الحالة يعيش بحالة من اللاوعي بينما الانسان الواعي يختار افكاره ومشاعره وكلماته وافعاله والقدرة على التحليل والاستنساخ والتعبير بصورة حضارية .

فهو متمكن من نفسه ومن اقواله ويجعل الشخص مندمجاً ومتكيفاً مع من حوله ، فالشخص الذي يقوم بافعاله لا يجد تفسيراً مقنعاً لها فانه ينتقل من حالة الوعي الى حالة اللاوعي ، اي ان الشخص في حالة اللاوعي تختفي الكلمات والجمل حيث تختبىء رغباته المكنونة في نفسه لتظل سجينة تنتظر الفرصة لسبب ما حتى يحررها من قيوده لعيطيها حريتها بالتعبير ، حيث لا يكون هناك مكان للاخلاقيات او المحرمات ، ولا تحركه اي مشاعر بالذنب او معاقبة الذات على ذلك التصرف فهو حقيقة مزعجة واللاوعي لهذا التصرف لا يضمر غير المواجهة بالعنف اللفظي او السلوكي مستغلة اخطاء بدل ان يتم البحث عن علاج لها تجده يعالج الخطأ بالخطأ .

هذه الشخصيات بدأنا نجدها ونشاهدها في الحوارات والنقاشات عند حدوث الازمات او اي نوع من انواع الكوارث ، حتى نجده يحب ان يظهر على الفضائيات ليخرج مكنوناته الباطنية باسلوب عنفي .

في ظل وجود قنوات تعطي المجال والفسحة المناسبة لذلك لتكون المواجهة بين الطرفين كحالة المواجهة بين المريض والمعالج النفسي ، وهي علاقة انسانية علينا ان نعترف بوجودها وانها بدأت تسود مجتمعنا مع كل اسف في الحوار في المحافل السياسية والاجتماعية والثقافية .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com  

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير