الانباط - وكالات
سُئل جون جوتمان، أستاذ العلاقات الاجتماعية في جامعة واشنطن بمدينة سياتل، في حوارٍ عما يمكن فعله إزاء الغيرة عند المرأة أو الرجل في العلاقات.
تقول إبريل إلديمر وهي باحثة ومعالجة في مشاكل العلاقات الزوجية، إن إجابته مسَّت شيئاً عميقاً حقاً بالنسبة لها.
تتحدث عن الإجابة في تقرير نشره موقع The Gottman Institute وتقول فيه:
«أعتقد أن كلَّ شخصٍ لديه نقاط من الضعف الدائم. لنجاح أي زواج، يجب فهم نقاط الضعف هذه واحترامها.
ومن شأن النظر إلى الغيرة من هذا المنظور، أن يقلب الوضع رأساً على عقب.
بدلاً من أن تصبح الغيرة شيئاً يجب تجنبه في العلاقة، تتحول الغيرة إلى فرصة للتواصل».
وتستشهد إلدمير بكتاب Daring Greatly: How the Courage to Be Vulnerable Transforms the Way We Live, Love, Parent, and Lead«، لبرين براون الذي قالت فيه:
«القابلية للشعور بالضعف هي الموضع الذي يولد فيه الحب والانتماء والفرح والشجاعة والتعاطف والإبداع. إنه مصدر الأمل والتعاطف والمحاسبة والأصالة».
عندما نتفهم أسبابَ غيرتنا، نستطيع إدارة تلك العاطفة بطريقة حساسة وبنّاءة. ومن شأن إدراك نقاط ضعف شريكك الدائمة، ونقاط ضعفك أيضاً واحتضانها، توثيق العَلاقة.
قد تكون الغيرة في العلاقة بسبب نقاط ضعفك أكثر من كونها بسبب تصرفات شريكك.
فعلى سبيل المثال، قد تكون عُرضَة للشعور بالغيرة جراء تجارب مؤلِمة مرَرْت بها في الماضي.
من المهم أن تُطلِعَ شريكك على هذه التجارب؛ حتى يتسنى لكما معرفة أسباب غيرة كلٍّ منكما واحترامها.
قد تحدث الغيرة بسبب شعور بقلة الثقة بالنفس أو باهتزاز الصورة الذاتية.
إذا لم تشعر بجاذبيتك، ولم تتمتع بالثقة بالنفس، فقد يكون من الصعب أن تصدِّق أنَّ شريكك يحبك ويقدّرك.
في أوقات أخرى، قد تحدث الغيرة بسبب توقعات غير حقيقية للعلاقة. ليس من الصحي للشريكين تمضية وقتهما بالكامل معاً.
وكما قال جبران خليل جبران: «تحتاجان إلى مساحاتٍ في علاقتكما معاً من أجل الحفاظ على هذا الرباط».
قد تتحول مشاعر الغيرة إلى إشكالية إذا أثرت على سلوكك وعلى مشاعرك إزاء العلاقة ككل.
هنا بعض العلامات على سلوكيات الغيرة غير الصحية:
الاطلاع على هاتف أو بريد زوجك/زوجتك دون إذنه. إهانة زوجك/زوجتك. افتراض أن زوجك/زوجتك غير منجذب إليك. إزعاج زوجك/زوجتك طوال اليوم بمحاولة التعرف على مكان وجوده. اتهام زوجك/زوجتك بالكذب دون دليل.إذا لاحظت وجود أي من هذه السلوكيات في علاقتك، فحاول أن تتفهم نقاط الضعف الكامنة وراءها.
إذا احتجت إلى بعض المساعدة أثناء تحقيقك الأمر، توصي الباحثة الاجتماعية إلدمير بالعمل تحت إرشاد أخصائي.
قد تكون الغيرة في العلاقة ردَّ فعلٍ حقيقياً ومنطقياً لتصرفات شريكك. تذكَّر أنه في علاقة جيدة بشكلٍ كافٍ، يبني الأفرادُ توقعاتٍ عاليةً للمعاملة التي يتلقونها.
فهُم يتوقعون معاملتَهم بطيبةٍ وحبٍّ وعاطفةٍ واحترام، وأنْ يكون شريكُهم مخلصاً وصريحاً.
إذا كانت الإجابة عن سؤال «هل الأمر كما يبدو عليه؟» بالإيجاب، فمن الضروري إخبار شريكِك بحقيقة شعورك قبل أن تتحوَّل غيرتُك إلى كراهية واستياء.
عند إثارتك الأمر، التزم باستخدام «أنا» في عباراتك، وتجنَّب قولَ أشياء مثل «أنت دائماً» أو «أنت لا تفعل أبداً».
تحدَّث عن مشاعرك وعن مواقف محدَّدة، وتجنب الأحكامَ الفضفاضة عن شخصية شريكك.
قُل ما تحتاج أن تصرِّح به، وليس ما لا حاجة إلى قولِه.
على سبيل المثال، قل ما يلي: «أشعر بالقلق عندما لا أعرف مكان وجودك أو مع مَن تُمضي الوقتَ وأنت في الخارج. أحتاج منك أن تراسلني وتُطلِعني على الأمر».
كلما تحدَّثت أكثر تحسنت العلاقة. هل هناك علاقة معينة تُشعِرك بعدم الراحة؟
هل تشعُر بأنه يتم حجبك عن حقيقة الأمور أو أن سلوكَ شريكك تغيَّر مؤخراً؟
عليك أنت وشريكك بالمُصارَحة والمكاشفة فيما يتعلق بصداقات وعلاقات العمل لكلٍ منكما. سوف تساعدك الشفافية على الشعور بأنك أكثر أماناً.
إذا لم تكن واثقاً بالحواجز، هناك قاعدة جيدة تتمثل في مساءلة النفس، «كيف سأشعر اذا استمعت إلى شريكي وهو يحظى بهذا النوع من المحادثة مع شخص آخر؟»، إذا شعرت بأن الأمر قد يؤلمك، فهناك حاجز تم تخطيه.
أظهروا مدى تقديرِ أحدكما للآخر عبر وضع العلاقة قبل العمل والزملاء والأصدقاء. كلما فعلتما ذلك، شُيِّدت أعمدة الثقة بينكما.
من خلال تفهُّمِ ما يحرِّك مشاعرَ كلٍّ منكما واحترامِ نقاط ضعفكما، يمكنك استخدامُ الغيرة بطريقة صحية.