زاوية سناء فارس شرعان
نزوح المزارعين العراقيين … !!!
القت النزاعات المسلحة في العراق بظلالها السلبية على مختلف مرافق الحياة ما ادى الى تدهور الاقتصاد وانخفاض مستوى المعيشة الى درجة الفقر وعدم توفر اساسيات العيش الكريم … فاحتلال العراق من قبل امريكا وتدخل ايران في شؤونه الداخلية ترافقها النزاعات الطائفية وما اعقب ذلك من الحرب على الارهاب ادى الى نزوح اعداد كبيرة من المواطنين من مدنهم وقراهم وهجرة البعض منهم للخارج.
هذه العوامل وغيترها ادت الى اهمال الاراضي الزراعية وانخفاض انتاجها بشكل كبير ما ادى الى تدهو المحاصيل الزراعية رغم توفر الحياة بشكل كبير … الا ان توفر المياه لم يدم طويلا رغم تدفق الرافدين ودجلة والفرات والانهار الصغيرة مثل ديالي والزاب الكبير والزاب الصغير فالتلوث الذي شهدته البصرة وهي ثالث مدن العراق واشهرها بالمحاصيل الزراعية لا سيما النخيل قد ادى الى خفض الانتاج الزراعي بشكل كبير وادى الى انخفاض اعداد العاملين بالزراعة التي يعتمد عليها العراق بعد البترول.
واسهمت الثورات الشعبية والحركات والمسيرات والتظاهرات التي شهدها جنوب العراق وخاصة البصرة في الاجهاز على الثروة الزراعية لانشغال المواطنين بالحراك الشعبي ومطالبة الحكومة بتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتجمعات التي شهدتها البصرة من مختلف مدن جنوب العراق قد افرغت الاراضي الزراعية من الرمادي والعادلة وادت الى انكماش الزراعة بشكل ملحوظ.
تدهور الزراعة في العراق لم يقتصر على البصرة وانما ادى ذلك الى العديد من مدن ومحافظات وقرى جنوب العراق وخاصة ذي قار حيث نزح سكان اكثر من ٢٥ قرية من مناطقهم جراء شح المياه والنقص الكبير في مساحة الاراضي الزراعية بسبب عدم كفاية المياه وتقليص مساحة الاراضي المزروعة نظرا لنقص المياه …
فانعدام المياه او نقصها بشكل كبير قلص رقعة الاراضي الزراعية في جنوب العراق وتحديدا في منطقة ذي قار ما دفع المزارعين الى النزوح الى بعض مدن الجنوب بحثا عن عمل بعد ان حرموا من زراعة اراضيهم وجني محاصيلهم الزراعية ما ادى الى هجرتهم الى مدن الناصرية والقرى المحيطة بها بحيث ان ٢٥ قرية في منطقة ذي قار قد خلت من سكانها لهجرتهم الى مناطق اخرى في جنوب العراق وشماله.
ولنقص المياه في العراق تزداد مأساوية بسبب انخفاض كميات المياه المرتفعة عبر نهر دجلة ،شط العرب نظرا لانخفاض كميات المياه المتدفقة من تركيا بسبب السدود العديدة التي تقام على الانهار في هاتين الدولتين المجاورتين للعراق … والمطلوب اجراء اتصالات سريعة للحد من اقامة السدود على الانهار التي تنساب للعراق علما بان كلا من تركيا وايران ليستا بحاجة ماسة للمياه نظرا لتساقط الامطار بغزارة وكثرة الانهار والينابيع فيهما خلافا للعراق الذي يعاني من مشكلة ونقص تتزامن في الحياة ..
ومن مظاهر تدهور الزراعة في العراق ما يعانيه من نفص حاد في انتاج التشغيل بسبب الاهمال وعدم الاهتمام بهذه الثروة بالغة الاهمية … فالنخيل الذي في العراق يساوي ٩٠ في المائة من نخيل العالم بحيث ان سبعة من كل ثمانية اشجار من النخيل موجودة في العراق وبانواع مختلفة واصناف جيدة … ولعل افضل انواع النخيل في العراق موجودة في البصرة.
اما الآن فتلوث مياه البصرة وانخفاض كمياتها وانصراف الزراعيين من زراعة النخيل والاهتمام به ادى الى انخفاض انتاجه الى اقل من النصف بحيث ان مزارعي البصرة يشكلون كثرة انواع وكميات النخيل المستورد بحيث ان هناك اكثر من ٣٥٠ صنفا من النخيل المستورد من مختلف اسواق العالم بتاع في البصرة بعد اختفاء نخيلها وعدم توفره في الاسواق المحلية لنقص المياه وتلوثها في العراق ادى الى تدهور الزراعة بعد ان كانت مصدرا رئيسيا للعملات الصعبة وبعد ان كانت المورد الاقتصادي الثاني في العراق بعد البترول … !!!