عظم الله أجرك يا وطني
سامر نايف عبد الدايم
لن أتحدث عن كارثة حدثت وانتهت بحزن كل الأردنيين، فالمهم هو كيف نتجنب تكرار مثل تلك الكارثة في باقي مدننا ومحافظاتنا وموسم الشتاء لا زال في بدايته!
استغرب من إبراز بعض القنوات الإعلامية و المسؤولين والكتاب لكارثة سيول البحر الميت بأنها مفاجئة في حين أن الجميع كان يعلم بأن هناك منخفضا جويا قادما إلينا ، والارصاد الجوية كانت تحذر قبل اسبوع من موعد المنخفض ، والكل تابع إجتماع دولة رئيس الوزراء مع المجلس الاعلى للدفاع المدني لمناقشة استعدادات كافة اجهزة ومؤسسات الدولة لفصل الشتاء القادم ، مؤكدا ان اهمية التعامل مع هذا الموضوع بمسؤولية عالية ينطلق من كونه يتعلق بأرواح الناس وممتلكاتهم.
ونعتذر منك أيُّها القدر، نقَدّمك دائمًا ذريعة للمسؤول لتبرير قصوره ، وغياب ضميره الوطني. إننا لا نريد دروسًا في القدر، فتلك مُسَلّمات شربناها مع حليب أمهاتنا! ما نريده محاسبة المسؤول ومساءلته".
لقد غضب راعي الأسرة الاردنية ، جلالة الملك عبد الله الثاني ونؤمن بأنه لا يوجد أحد أكبر من البلد ومصلحة الأردن فوق كل اعتبار، وأن القانون يجب أن يُطبق على الجميع - نكرر على الجميع - بحزم ودون تردّد أو محاباة، ومَنْ يتخاذل في إنفاذه فليعلم أن مشكلته باتت مع الملك شخصياً وليس مع أحد آخر، وفي ذلك تلخيص ملكي هو قيام المسؤولين، كل في موقعه بتأدية مهامهم وواجباتهم بتفانٍ وإخلاص ومسؤولية وطنية عالية حيث لن يتم التهاون مع أي مُقصر أو متراخٍ كان سببا في حدوث هذه الكارثه .
نحن على موعد محاسبة حقيقية كما أمر جلالة الملك.
لنرجو المولى سبحانه وتعالى أن "يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يكتب عودة المفقودين سالمين ، ويحفظ شعب الأردن وقيادته من كل سوء ومكروه ، إنه سميع مجيب".//
@samerN13